أخبار عاجلة

 السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، فنحن أبطال

 السَّلامُ عليكَ يا صاحبي، فنحن أبطال
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
_تقولُ لي يمضي العمرُ وليس لي إنجازاتٌ تُذكر
فأقولُ لكَ ومن قال لكَ أن الإنجازات يجب أن تكون خارقة؟!
ليستْ الإنجازات يا صاحبي هي فقط تلكَ التي تُدوَّنُ في كتبِ التَّاريخ، ويتحدث عنها الناس! من قال أن علينا جميعاً أن نكون مخترعين، أو فقهاء، أو أدباء، أو ساسة، أو أثرياء، أو مشاهير، لنكون من أصحاب الإنجازات، يكفي أن يكون المرءُ إنساناً، فهذا بحدِّ ذاته إنجاز عظيم!
نحن أبطال يا صاحبي،
وإن لم نقد الجيوش ونُحقق النصر، أو نخترع دواءً، أو نكتشف قانوناً في الفيزياء، أو نعثر على مركبٍّ جديد في الكيمياء، أو نضع قاعدةً في الرياضيات، أو بحراً جديداً من بحور الشِّعر، أو نفوز بجائزة نوبل!
نحن أبطالٌ حين نُجاهد أنفسنا كل يومٍ كي لا نعصي الله سبحانه، وأبطالٌ حين نعصيه فنعود إليه مكسورين مستغفرين!
نحن أبطال حين نجبر خواطر النَّاس، وحين نختار مفرداتنا بدقةٍ كي لا نُؤذي أحداً!
نحن أبطال حين نمرُّ بالبائع المتجول المسكين فنشتري منه، ونتغاضى في السِّعر قليلاً، ونحسبُ هذه الصفقة صدقةً خفيَّة!
نحن أبطال حين نصل إلى آخر الشهر بمرتباتنا الهزيلة ونستر فقرنا عن النَّاس!
نحن أبطال حين نربي أولادنا كي يخافوا الله، ونلاحقهم على حفظ جزء عمَّ كما نلاحقهم على حفظ جدول الضَّرب!
نحن أبطال يا صاحبي حين نبرَّ آباءنا وأمهاتنا، وحين نحسن إلى جيراننا، ونساعد زوجاتنا، ونصل أرحامنا!
نحن أبطال حين نجاهد على مقاعد الدراسة، وحين نقتلع رغيف الخبز لأولادنا من الصخر!
دوَّن في خانة إنجازاتك يا صاحبي قيامك لصلاة الفجر!
ودوِّن أيضاً إمساكك بيد أحبائك رغم كلِّ شيءٍ، فمن أعطاك قلبه فقد اإتمنكَ عليه، والله يُحبُّ أن تُؤدى الإمانات إلى أهلها!
دوِّن في خانة إنجازاتك تلك اللحظة التي فرحتَ فيها بنجاح غيرك، فهذا يعني أن لكَ قلباً طيباً!
ودوِّن أيضاً دعاءكَ بالبركة لكل صاحب نِعمةٍ، فهذا يعني أنكَ تربَّيتَ جيداً، ورضيتَ بقسمة الله!
دوِّن في خانة إنجازاتك كل دمعةٍ مسحتها لمحزون، وكل كلمةٍ حلوة قلتها لمجروح، وكل تربيتة ربتها على كتف مكسور!
دوِّن في خانة إنجازاتك غيرةً أحرقتكَ فكتمتها كي لا تُفلتَ يدكَ في منتصفِ الطريق!
كلام مني لك يهمك
حب الذات لا يعني تفضيل المصلحة الشخصية على حساب مصلحة الآخر، حب الذات هو تقديرها احترامها و الاعتراف
بإنجازاتها ووضعها في المكان الذي تستحقه.
قيّموا أنفسكم جيدًا لا تهتمون كثيرًا لآراء الآخرين إلا إذا كانت منطقية وصحيحة
لا تسمحوا لأحد أن يهز عرش ثقتكم فالإيمان بالذات ضرورة
ملحة في زمنٍ كثرت فيه التناقضات.
“فرغمَ كلِّ هاتهِ الخُدوش الداخلية فيك
مازلتَ تضحك ..،
تُواسي..،
تسأل..،
تهتم
تصنعُ الكثيرَ، والكثيرَ لأجلهم ..!
مراعيًا لمشاعرِ الجميعِ حَولك
، حذرًا طيلة الوقت بأن لا ينتبه أحدهُم
لحقيقة ما يجري بداخلك..!
او حتى يجبر خاطرك ولو بكلمة الكل منتظر منك الكثير والكثير دون أن يراعوا مشاعرك
هل مازلت تظن بأنّك مُجرد إنسان عادي؟!”
ما أجملَ أن يستخدمَكَ اللّهُ لمسح دموع الآخرين وجبر خاطرهم فى كل الأوقات
حتى ولو كنتَ أكثرهم انكساراً !
والسلام لقلبكَ.

شاهد أيضاً

الوعي مرض المثقفين 

الوعي مرض المثقفين  كتب سمير ألحيان إبن الحسين محنة العقل في ضل أزمة الوعي العربي …