السيرة النبوية العطرة
قبل الرسالة
تقديم عيد المصري
نبذة عن بعض الصفات لمحمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام اثنا تجارته للشام معه ميسرة وماذا تم معهم اثنا الرحلة العطرة.
خرج ميسرة خادم السيدة خديجة ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يرافقه لخدمته
ورأى ميسرة من خصاله صلى الله عليه وسلم وصفاته الشيء الكبير
واندهش ميسرة من هذه الأخلاق الكريمة !!!
فحفظ كل شيء رآه ، من أجل أن يخبر السيدة خديجة ،إذا رجعوا لمكة
يقول ميسرة : إقتربنا من أرض الشام ، وكان هناك بيت لراهب إسمه {{ نسطور }}
فلما جلسنا نستريح في ظل شجرة ، جاء نسطور
[[وكان يعرف ميسرة لأن ميسرة كل سنة يسافر في تجارة للسيدة خديجة ]]
فجاء نسطور وقال :_ يا ميسرة .. من الذي بالقافلة ؟
فقال له :_ رجال من قريش ، فهم في كل عام يتغيرون ويتبدلون !!
قال :_ يا ميسرة كنت أنظر إليكم من بعيد رأيت غمامة تظل الركب ما رأيتها من قبل ، تمشي إذا مشيتم وتقف إذا وقفتم ، فمن موجود بالركب من الأشراف ؟!
فقال ميسرة :_ {{ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب}} هو من الاشراف ،و هو الذي يتاجر لخديجة في هذا العام
فقال نسطور :_ يا ميسرة هل تدلني عليه ؟
قال له ميسرة :_ حباً وكرماً ، ولكن ماذا تريد منه ؟!
قال له :_ أحب أن أراه
فأقترب وسلم عليه ، وصار ينظر للرسول صلى الله عليه وسلم ويتمعن فيه
ثم قال نسطور :_ يا ميسرة ، هل تسمحي لي بكلمة
فأخذ ميسرة الى جنب
قال :_ يا ميسرة ، هذا الحمرة التي في عيني صاحبك ، هل ظهرت له بالسفر ؟؟!!
[[وكانت الحمرة التي في بياض عيونه صلى الله عليه وسلم جميلة جداً وهي من علامات نبي آخر الزمن ]]
قال : لا هي ملازمة له منذ أن ولد إلى أيامنا هذه
قال يا ميسرة :_ هل ولد صاحبك يتيماً ؟
قال : أجل
قال : وماذا صنعت أمه ؟
قال ميسرة :_ماتت وعمره ست سنين
قال : هل يقسم صاحبك باللات والعزة ؟
قال ميسرة :_ إنه يكرههما كرهاً شديداً وإذا استحلفته بهما لم يسمع إليك
فقال : يا ميسرة احفظ عني ما أقول ، ورب السماوات والأرضين
وربِ موسى وعيسى ، إنا لننتظر نبي يُختم به الأديان ورسالات السماء الذي بشر به موسى وعيسى
وإنه هو هذا ، صاحبك الذي معك نجد إسمه عندنا أحمد
يا ميسرة :_ ما معنى إسم محمد [[وكان إسم محمد غير معروف عند العرب يعني إسم غريب عليهم ]]
قال ما معنى إسم محمد في لغتكم ؟
قال ميسرة :إسم محمد هو الذي لا أحد يذمه أبداً
قال :_ هو ذا {{ أحمد}} ينطبق بنفس المعنى عندنا !!!
تصديقاً لذلك قال تعالى
{{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }}
يا ميسرة :_ إحرص على خدمته وإذا قال لكم إني رسول الله إياك أن تكذبه ، ولا تخبر أحد من القوم بما قلته لك [[ يعني اجعل هذا الموضوع سر بيني وبينك ]]
فإن له أعداء ، واحرص عليه من يهود لا تجعله يخلوا بأحد منهم ابدا
قال ميسرة : فوعيت ذلك كله وكتمت الأمر حتى أُخبر خديجة
يقول ميسرة :_ واتجهنا إلى السوق
فأقبل إليه راهب ، فاشترى من محمد ثم أخذ يجادل محمد يقول له :_ لا ليس هكذا إتفقنا !!
[[يعني قصده إنه الرسول أخلف معه الإتفاق ، قال له سعر وبعد أن أشترى الراهب ، قال له سعر آخر ]]
فلما احتدى النقاش
قال له الرهب :_ إحلف باللات والعزة أن القول قولك [[يعني أنك لا تكذب]]
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما كرهت شيئاً ككرهي للات والعزة ، لا تستحلفني بهما وخذ بضاعتك والقول قولك !!!
فلما رأى الراهب هذا
قال له :_ من أنت أيها الرجل ؟
قال له :_ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب ، ثم أكمل صلى الله عليه وسلم بيعه للناس
فالراهب ذهب لميسرة [[ميسرة الكل يعرفه لإنه كل سنة يسافر
قال الرهب :يا ميسرة من هذا منكم [[ اي من يكون هذا الرجل]] ؟
قال :_ سيدنا وابن سيدنا
قال :_ يا ميسرة إحرص على صاحبك فإنه خاتم الأنبياء والمرسلين
يا ميسرة القول قوله ، وهو صادق ولكن أردت أن أستوثق منه بعض الأشياء
فأصطنعت هذا الذي رأيته بيني وبينه [[يعني أنا كذبت عليه بالقصد ]]حتى أستحلفه باللات والعزة
قال ميسرة :_ وكيف عرفت أنه نبي آخر الزمن
قال الراهب :_ كنت جالس في الصومعة ورأيت عير قريش إقتربت من بعيد ، والغمامة تظله من بين كل الناس وهذه الغمامة لا تظل أحد من الخلق إلا نبي
يقول ميسرة :_ فوعيت ذلك كله
فلما باع صلى الله عليه وسلم بضاعته كلها بالربح الكثير .. واشترى من الشام ما يمكن أن يباع في مكة
قال ميسرة :_ عدنا إلى مكة وكان مربحه أضعاف
فلما إقتربنا من مكة
قلت لمحمد :_ ألا تسبق الركب يا محمد وتبشر خديجة بهذا الربح ؟؟
لعلها يا محمد تضاعف لك العطاء
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما خرجت من أجل المضاعفة لقد إتفقنا وانتهى
ولن أفارق العير حتى أدخل بها مكة
قال ميسرة :_ وهنا زادت عندي خصلة من خصاله الكريمة أنه لا يطمع بالمال
.
الأنوار المحمدية صلى الله عليه وسلم
من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
يتبع بأذن الله …