أخبار عاجلة

السودان هي أحدث حرب اهلية وشعبها الضحية

السودان هي أحدث حرب اهلية وشعبها الضحية
بقلم:عصام العربي
خلال السنوات الأخيرة عقب اندلاع ثورات الدمار العربي في بعض الدول العربية تزايدت الصراعات فيها إلى أن وصلت لحد الحرب الأهلية فشردت الملايين وقتلت وجرحت عشرات الألوف غير أن الحروب الأهلية لا يقتصر دمارها على مواطنيها فحسب بل قد تتسبب في الكثير من الأحيان في إثارة الاضطرابات والقلق في الدول المجاورة وغير المجاورة لها لأن نزوح أعداد كبيرة من مواطني تلك الدول لدول أخرى قد يتسبب في العديد من المشكلات السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية.
من المؤكد أن قضايا اللجوء باتت إحدى المشكلات الجوهرية التي فرضت نفسها على الساحة العربية مؤخراً وهي قضايا حرجة لأنها ترهق الدول المستضيفة لهم اقتصادياً ناهيك عن وجود بعض المشكلات الأمنية التي قد يتسبب فيها هؤلاء اللاجئين وهو ما دفع حكومات بعض تلك الدول لترحيل بعضهم وإعادتهم لدولهم وهو ما يعني عودة الكثير منهم إلى مناطق الصراع الملتهبة مرة أخرى دون حماية كافية مما يعرضهم لأزمات قد تودي بحياتهم.
ولا يخفي علي الجميع الوضع في سوريا والوضع في ليبيا ونفسه في اليمن والمثال الحديث الواضح والأشد التهابا الوضع في السودان.. سوداني يقتل ويسرق سوداني ويغتصب سودانيه.. ياللهول.. نعم هذا جزء من كل ما يحدث جراء الحروب الأهلية.. حيث أن الحرب في السودان هي احدث حرب أهليه والشعب هو الضحية في حرب
أهلية أسبابها تكاد تكون مبهمة وغير واضحة وتتفاقم كلما طال أمد الحرب كما أنها انعكاس مباشر لرغبة كل طرف من الأطراف النزاع في السيطرة والهيمنة والتحكم حتى لو على حساب أمان واستقرار المواطنين من أبناء شعبه كما هو حال المواطن السوداني الآن..
في الحروب الخارجية تظل بالدولة حكومة مركزية تحاول جاهدة تلبية مصالح شعبها وتنظيم أموره بقدر استطاعتها، كما أن وجودها يساعد في حشد الجهود وتنظيمها للدفاع عن تراب الوطن في مواجهة عدو خارجي عدواني، أما الحروب الأهلية فتفتت الدولة وتحولها لمجموعة من الميليشيات المتصارعة التي يسعى كل منها للسيطرة على جزء مختلف من تراب الدولة وحيازة أكبر قدر ممكن من مواردها وخيراتها، وبطبيعة الحال يصبح الشعب هو الضحية الأساسية في هذا الصراع، فالمسلحون يجيدون حماية أنفسهم وقت الحاجة والنجاة بحياتهم، أما المدنيون -ولاسيما النساء والأطفال- فهم من يتساقطون أمام وحشية الصراع.
وبعيداً عن نزوح البعض نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بهم وبممتلكاتهم جراء استمرار المعارك بالقرب منهم، ينزح الكثيرون أيضاً بسبب عدم توافر الحد الأدنى من مقومات المعيشة في بلادهم بسبب الضرر الجسيم في البنى التحتية، ففي ظل الحروب الأهلية قد تتوقف الحكومات عن منح الموظفين رواتبهم، كما تغلق المحال أبوابها نتيجة القصف المتبادل فتتوقف الحركة التجارية فيها بشكل شبه كامل، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام اللصوص وقطاع الطرق الذين يجدونها فرصة للاستيلاء على ممتلكات المواطنين ونهب المحال التجارية، وهو ما يفاقم من المشكلات الأمنية ويدفع المواطنين للنزوح قسراً رغماً عنهم لأقرب نقطة آمنة بعيداً عن مراكز الصراع المشتعل.
من المؤكد أن نتائج الحرب الأهلية يصعب إيجازها في حيز محدود من السطور، فهي تعني توقفاً شبه تام في منظومة الحياة، ففي ظل استمرار الحروب الأهلية تغلق المستشفيات وكافة المؤسسات التعليمية أبوابها، ينعدم وجود السلع الغذائية والطبية، تتوقف وسائل النقل والمواصلات عن العمل، فيضطر من يستطيع الهروب من هذا الجحيم إلى اللجوء لأقرب دولة قادرة على استضافته، أما من لا تسعفه الظروف للهروب يظل في وطنه حبيس داره فريسة للمرض والجوع والخوف والقهر ومن المؤسف أن تعاني بعض الدول العربية من هذا الظلم والهوان فاللهم أدم علي مصرنا الحبيبة في ظل قيادتها نعمة الأمن والأمان..

شاهد أيضاً

غزة صامدة والتهجير وهمٌ يتبدد

غزة صامدة والتهجير وهمٌ يتبدد بلال أبوالمجد منذ اللحظة الأولى للعدوان، سعت إسرائيل لاقتلاع أهل …