أخبار عاجلة

السودان بين أزمات الداخل وتقاطعات الإقليم.. شعب يواجه حربًا مفتوحة

السودان بين أزمات الداخل وتقاطعات الإقليم.. شعب يواجه حربًا مفتوحة

 

بقلم/ أيمن بحر

لا تزال الساحة السودانية تعيش واحدة من أعقد اللحظات في تاريخها الحديث، بعد أن تحولت المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب مفتوحة، أنهكت الدولة ومزقت أوصالها. هذه الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عام، لم تقتصر على الخرطوم وحدها، بل امتدت إلى ولايات عدة، لتترك خلفها آلاف القتلى وملايين النازحين في الداخل والخارج.

مأساة إنسانية تتفاقم

التقارير الدولية تكشف عن كارثة إنسانية متصاعدة؛ حيث يعيش أكثر من 20 مليون سوداني على حافة الجوع، فيما اضطر الملايين للجوء إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد وجنوب السودان، بحثًا عن الأمن والحد الأدنى من مقومات الحياة. وفي الداخل، تفتك الأوبئة ونقص الأدوية بملايين المدنيين، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي.

أطماع إقليمية وتدخلات دولية

ما يحدث في السودان لم يعد شأنًا داخليًا فحسب، فالمشهد بات ساحة لتقاطعات النفوذ الإقليمي والدولي. فهناك دول تسعى لاستخدام أطراف النزاع لتحقيق مصالح استراتيجية في البحر الأحمر أو الاستفادة من ثروات السودان الزراعية والمعدنية. وبينما تدعو الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، تتسابق قوى إقليمية على دعم طرف على حساب آخر، مما يعقّد أي فرصة للتسوية.

غياب الحل السياسي

حتى اللحظة، لم تُفلح المبادرات المطروحة – سواء من الاتحاد الأفريقي أو “إيجاد” أو حتى الجهود السعودية-الأمريكية – في وقف نزيف الدم. فكل جولة مفاوضات تنهار أمام تعنت الأطراف، في وقت يدفع فيه المواطن السوداني وحده الثمن الغالي.

مستقبل غامض

السودان اليوم أمام مفترق طرق خطير؛ إما أن ينجح السودانيون بدعم إقليمي ودولي صادق في التوصل إلى تسوية تحفظ ما تبقى من الدولة، أو أن يستمر الانزلاق نحو سيناريوهات أشد قتامة، تهدد ليس فقط وحدة السودان، بل استقرار المنطقة بأسرها.

إن مأساة السودان تذكرنا بأن الحروب لا تبني أوطانًا، وأن الحل لا يأتي إلا عبر طاولة الحوار، مهما كانت كلفة التنازلات.

شاهد أيضاً

رهين الصمت

رهين الصمت الشاعر نورالدين بنعيش ****** رهينُ الصمتِ بمركبٍ مثقَلٍ بسيلٍ من كلماتٍ جريحةٍ وحروفٍ …