السواقي
————
يُكرَمُ الميتونَ
بِدفنٍ
بدعواتِِنا : لهمُ رحمةٌ
وتدورُ الدوائرُ في موجةٍ من عزاءٍ
تكفَّلها المشترونَ
وباعوا العويلَ إلى كلِّ ناحيةٍ
في الفضاءِ
وقد نثروا مطراً
من نجومٍ تخلَّتْ
عن اصل مواضعِها
ظاهراً
فأوتْ بمصارفَ خلفَ الضياء
هي الأرضُ واحدةٌ والمياه
ولكن ما فوقَها وما جدَّ
مِنْ تحتِها
قد تغيَّر صارَ معاولَ إفكٍ
وسَفكٍ تَبَسَّمُ فيه الجراحُ
معاصرةً
لا الفلاسفةُ المحدثونَ
ولا العلماءُ الذينَ أتَوْا
نَقَّبوا في ترابِ النفوسِ
ولم يجدوا عندَ مُنحدرٍ حُفرةً
تستقرُّ عليها العقولُ
جميعُ الدعاةِ إلى فكِّ قيدِ
أسارى الطغاةِ
براكينُ تفغَرُ بالنارِ حولَهمُ
وهمُ يمكرونَ
بقولٍ رخيصٍ : بأنّا لها
وتصدِّق أنفسُهمْ برفاهٍ
ولكنَّهمْ خانعونَ
تضيعُ السواقي وينتحرُ النخلُ
يكبو على وجهِهِ شجرُ البرتقالِ
وزيتونةٌ في جنينَ
تهاوتْ تنادي وتندبُ في كلِّ حينٍ
وما مِن معين
د. محفوظ فرج المدلل