بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله برحمته اهتدى المُهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من اعمال السحر، حيث أن السحر هو من السبع الموبقات، واذا كان العلماء قد اتفقوا على حرمة السحر، إلا أنهم اختلفوا في تكفير الساحر، فذهب جمهور العلماء ومنهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره، وذهب الإمام الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر، ولذلك فأنا أحذر جميع المسلمين في كل مكان.
من أن يذهبوا إلى السحرة أو العرافين أو الكهنة في أي أمر، لأن الساحر لا يملك أمرا، ولا يغير شيئا ولو إجتمع سحرة أهل الأرض لا يستطيعون أن يؤثروا بسحرهم في مخلوق واحد إلا بإذن الله تعالي، فهو سبحانه القائل ” وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ” ومع الأسف الشديد ترى بعض الناس يصبون المال عند الساحر صبا، فالبنت إذا تأخر زواجها قالوا هذه مسحورة، والزوجة إذا تأخر حملها قالوا هذه مسحورة، والزوجة التي تشكو من مشاكل مع زوجها قالوا هذه مسحورة، والرجل الذي لم يوفق في وظيفته أو عمله قالوا هذا مسحور، والطالب الذي لم يوفق في دراسته قالوا هذا مسحور، فهل أصبح الساحر والعراف والدجال وكيلا عن الله عز وجل؟ وهل هو الذي يعطي التوفيق في العمل والوظيفة والإنجاب والزوجة؟ ألا يسأل العاقل نفسه إذا كان عنده كل هذه الإمكانيات.
فماذا لا يغني نفسه، لماذا لا يجلب الخير لنفسه؟ ولماذا لا يقلب الحصى الى ذهب؟ ولماذا لا يسكن القصور العالية، ويركب السيارات الفاخرة؟ والله ثم والله لو كانت بيوتنا عامرة بالصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن، لعاشت بعيدة عن كل هذه المشاكل، لكن بيوتنا بعيدة عن ذكر الله تعالي، تسهر الليل وتنام عن صلاة الفجر، وليس فيها تلاوة للقرآن، وإستبدلت الأذكار النبوية بالمسلسلات والأغاني، لذلك عشعشت فيها الشياطين، فمن الذي يعمل المشاكل بين الزوجة وزوجته؟ هم الشياطين، ومن الذي يحرض المرأة على عمتها؟ هم الشياطين، ومن الذي يحرض الأخ على أخيه؟ هم الشياطين، ومن الذي يعمل المشاكل بين الأولاد ثم بين الكبار؟ هم الشياطين، فلو كانت البيوت عامرة ومحافظة على ما أمرنا به الاسلام من الصلاة والأذكار والقرآن.
لفرّت منها الشياطين ولا تقربها، وعاشت بسعادة وأمن وإستقرار، فيا عباد الله لقد جاء حكم الشريعة بقتل السحرة، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وغيرهم رضي الله عنهم، وعن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حد الساحر ضربه بالسيف، وعن بجالة رضي الله عنه قال أتانا كتاب عمر قبل موته لسنة أن أقتلوا كل ساحر وساحرة، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله الواجب قتل السحرة سواء قلنا بكفرهم أم لم نقل، لأنهم يمرضون ويقتلون ويفرقون بين المرء وزوجه، ولأنهم يسعون في الأرض فسادا، فكان واجبا على ولي الأمر قتلهم بدون إستتابة مادام انه لدفع ضرهم وفظاعة أمرهم، فإن الحد لا يستتاب صاحبه، متى قبض عليه وجب أن ينفذ فيه الحد.