د.عبدالواحد الجاسم
الربوبية : هي مذهب فكري لا ديني ، وفلسفة تؤمن بوجود خالق عظيم خلق الكون .
وان حقيقة (وجود خالق للكون ) يمكن الوصول إليها عن طريقين :
*
العقل ، ومراقبة العالم والتأمل بالنظام الموجود فيه ، ولا حاجه لوجود دين حتى نعرف ذلك .
وان معظم الربوبيين يميلون إلى رفض فكرة التدخل الإلهي في الشؤون الإنسانية كالمعجزات والوحي ، فالله عندهم لا يتدخل بشؤون الناس ، والربوبية تختلف بايمانها بالإله عن المسيحية واليهودية والإسلام وباقي المعتقدات التي تستند على المعجزات والوحي ، حيث الربوبيين لا يقبلون فكرة ان الإله يكشف عن نفسه للإنسانية عن طريق كتب مقدسة ..
ويختلف الربوبيون عن الملاحده حيث يقولون لا بد من وجود خالق للكون والإنسان ،، بينما يتفقون مع الملحدين في اللادينية ، يعني الملحد والربوبي يتفقون ان الاديان غير صحيحة ولكن يختلفون من ناحية الاله ، فالربوبي يؤمن بوجود اله ، والملحد لايؤمن بوجود اله .
ولا يؤمنوا بالوحي والمعجزات والكتب المنزله
وان “الله” أو “الإله” أو “المهندس العظيم الذي بنى الكون” عنده خطة لهذا الكون وان هذه الخطه لا تتغير ابدا ، لا بتدخل الله في شؤون الحياة البشرية ، ولا من خلال تعليق القوانين الطبيعية للكون (المعجزات ) ..
الربوبية ترى ان الله خلق العالم بطريقة معينة وفق نظام محكم وقوانين ثابتة ، فالخالق ترك الكون يعمل وفقا لهذه القوانين الطبيعية التي تم تكوينها عندما خلق الله كل شيء ، وبالتالي فالاله من وجهة نظر الربوبيين ، اله متعالي ومفارق لخلقه ، خلق الكون وفارقه ..
و ان الربوبية لها جانبين : جانب سلبي يتمثل في رفض جميع الأديان والنبؤات والكتب السماوية والمعاجز وخوارق العادات والحوادث وووالخ ، وجانب ايجابي يتمثل بالإيمان بالله الخالق ، وان هذا الاله منح الإنسان العقل الذي من خلاله يستطيع العيش وان الله يطلب من الناس أن يتصرفوا بأخلاق طيبة من حب وتسامح ورحمة وووالخ .
بالرغم من وجود اختلافات كثيرة بين الربوبيين أنفسهم ، الا أنهم جميعا يتفقون على شيء واحد وهو : وجود الإله ، ولذلك احد الباحثين وصف الربوبيين بأنهم : (عقلانيون لديهم حنين إلى الدين ، رجال سمحوا لروح العصر بأن تفصلهم عن الاعتقاد التقليدي ؛ ولكنهم أحبوا أن يعتقدوا بأن المنحدر الذي ساروا عليه ، لم يكن زلقا بمقدار كاف كي يقودهم إلى الإلحاد ! ) ..
الربوبيين ليس لديهم مذهب محدد عن خلود الروح وعن الحياة بعد الموت ؛ جماعة منهم يؤمنون بوجود نوع من الحياة بعد الموت ، واخرين لا يؤمنون بوجود حياة بعد الموت وهم يتفقون على استحالة الجزم والقطع بأن توجد حياة او لا بعد الموت .
لان الإله (حسب وجهة نظرهم ) لم يخبر الناس عن هذا الشي ، لانهم لا يعترفون بالوحي ، وايضا لا يمكن الوصول ليقين وقطع حول هذا الشي عن طريق العقل والمنطق المجرد ؛ فلذلك لايجزمون بوجود او عدم وجود حياة بعد الموت ..