بقلم / فريد عبد الوارث
من المعروف أن “إسلام آباد ” عاصمة باكستان كانت الداعم الرئيسي لحركة طالبان في أعقاب الانسحاب السوفييتي في أواخر الثمانينيات و الحرب الأهلية في أوائل التسعينيات كما وفرت باكستان المأوى لمجلس قيادة طالبان ، و كانت باكستان إحدى ثلاث دول اعترفت بنظام طالبان عندما سيطرت على كابول في عام 1996، بل و عززت العلاقات مع الحركة لمواجهة النفوذ الهندي في المنطقة، وامتد الدور الباكستاني المحوري لإقناع طالبان بالمشاركة في المحادثات مع الإدارة الأمريكية السابقة في عام 2020.
و قد زعم الرئيس الأفغاني “الهارب ” أن باكستان قد سمحت بعبور أكثر من 10 آلاف جهادي عبر الحدود لمساعدة طالبان، بالإضافة إلى اتهامه إسلام آباد بعدم ممارسة ضغوط كافية على الحركة للقبول بمسار التسوية السلمية! و قد أنكرت باكستان تقديم هذا الدعم غير أن تقرير الأمم المتحدة قد أكد حدوث مزاعم الرئيس الأفغاني ، أيضا رفضت باكستان السماح لواشنطن باستخدام قواعدها العسكرية لتوجيه المقاتلات الأمريكية ضربات إلى طالبان، عقب انسحاب الجيش الأمريكي من هناك، وهو ما يمثل دعماً باكستانياً غير مباشر لحركة طالبان.
سر الدعم الباكستاني لحركة طالبان
يتوقع أن تتجه باكستان إلى تعزيز مكاسبها الاستراتيجية بعد تمكن طالبان من السيطرة على كامل أفغانستان، فإلى جانب وجود حكومة موالية لها في كابول، فإن باكستان سوف تمتلك القدرة على دعم حركات المقاومة الكشميرية، والتي كان بعضها يتخذ من أفغانستان مقراً لها، وهو ما يكسب باكستان أدوات ضغط إضافية في مواجهة الهند.
التعاون الصيني القادم مع طالبان
سوف تتجه الصين للاعتراف ب طالبان عقب سيطرتها على كامل أفغانستان، وقد زار وفد من طالبان الصين في 28 يوليو الماضي، حيث أكد الوفد لبكين أن أفغانستان لن تكون قاعدة لشن هجمات ضد الصين، إذ تمتد الحدود المشتركة بطول 76 كيلومتراً، وهي عبارة عن مرتفعات شاهقة لا تتخللها أي معابر حدودية ، وكانت الصين دائما قلقه من امتداد الحدود مع أفغانستان بمحاذاة منطقة شينجيانج ذات الاغلبية المسلمة، و تتخوف الصين من استخدام الانفصاليين “الأويجور ” أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات ،و تعهّد المسؤولون الصينيون بدورهم بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية.
“الهند ” و طالبان …..
من المعروف أن الهند كانت إحدى القوى الإقليمية التي أعلنت دعمها حكومة الرئيس”الهارب ” أشرف غني، و مع ذلك فإنها اتجهت لفتح قنوات اتصال رسمية مع طالبان لأول مرة في يوليو 2021 خوفامن انهيار الحكومة الأفغانية، كما تسعى الهند حالياً إلى التنسيق مع إيران في مواجهة تطورات الصراع الأفغاني، مع وجود مخاوف مشتركة بشأن سيطرة طالبان على كابول لذلك كثفت نيودلهي بالفعل مشاوراتها مع طهران في الفترة الأخيرة.
“روسيا ” ودور جديد في آسيا الوسطى
اتجه الجيش الروسي لتعزيز وجوده في منطقة آسيا الوسطى بسبب المخاوف الروسية بشأن تصاعد مخاطر الإرهاب من أفغانستان، و برغم ذلك فإنه يعمل على مد أواصر التعاون مع حركة طالبان، التي وصفها وزير الخارجية سيرجي لافروف بـ الأشخاص العقلاء في مؤشر على حرص الحركة على تقديم نفسها كطرف قادر على حكم أفغانستان، و التوصل لتفاهمات مع الدول المجاورة و القوى العظمى مثل روسيا .
إنتهازية تركيا حاضرة دائما !
عرضت أنقرة القيام بلعب دور في تأمين مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية تحت مبرر تأمين البعثات الدبلوماسية الأمريكية و الغربية في كابول ، و ذلك مقابل الحصول على الدعم الدبلوماسي و المالي !! و ذلك بحسب ما أعلنه الرئيس التركي نفسه !
و لدى تركيا تاريخ قديم من العلاقات مع أمراء الحرب في أفغانستان لا يخفى على أحد !
“إيران ” … علاقات ممتدة ودعم مستمر ل طالبان
كانت إيران تقدم الدعم العسكري لحركة طالبان، و ذلك بهدف وضع الوجود الأمريكي في أفغانستان تحت ضغط وذلك كورقة مساومة مع الجانب الأمريكي سابقا ، فماذا عن شكل العلاقة القادم مع طالبان خاصة مع وجود عدد كبير من الشيعة في أفغانستان تحاول إيران استغلالهم للقتال في سوريا و اليمن ؟