الدولة ورجال الأعمال
في ظل التحديات العالمية المستمرة والجسيمة التي تنتاب دول العالم بأكملها من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه وفي ظل الأزمات الاقتصادية بالغة الصعوبة بخلاف الأزمات الطبيعية والتغيرات المناخية ومع استمرار سياسات التقشف لمعظم دول العالم أصبح اللجوء لرجال الأعمال والقطاع الخاص هو الملاذ الآمن والديناميكي لكثير من الدول حتى تتحرك المياه في طريقها الصحيح مرة أخرى وحتى يستعيد الاقتصاد حياته مرة أخرى وتصبح الأرقام الفلكية هي التي تتصدر الناتج المحلي الإجمالي وميزان المدفوعات والميزان التجاري والدخل القومي وسعر صرف الجنيه المصري.
وبشكل أكثر وضوحا لماذا لم يتم الاستفادة على أقصى درجة من عقول رجال الأعمال وتفكيرهم لسبب بسيط لأنهم بديهيا هم الأكثر نجاحا ومرونة وانطلاقا وتحركا من خلال بحثهم المستمر عن السوق محليا ودوليا ومشكلاته وتحدياته والفرص المتاحة وكيفية طرح الحلول ولديهم نظرة استباقية واستشارية وملاحظة دقيقة من خلال أهدافهم التي تزيد وتزيد ويتم تعديلها مرات ومرات وفقا لأطروحات السوق وتساؤلات السوق وايديولوجيات السوق
فبقدر المستطاع يجب الاستفادة من المهندس أحمد عز في قطاع الصناعة والحديد والصلب وخبراته المتعددة ورؤيته للسوق المحلي والعالمي كما يجب الاستفادة من المهندس هشام طلعت مصطفى في قطاع العقارات والبناء وغيرهم كثير وكثير ولماذا لم نستفيد من التجارب الناجحة للشركات والهيئات الناجحة في القطاعات المختلفة التجارية والصناعية والزراعية والادارية والتكنولوجية في ظل تحديات متغيرة ومستمرة ومجهولة المصدر لا يستطيع المنجمون أن يتنبأوا بما سيحدث غدا أو خلال بضعة أعوام فتحديات اليوم قد تكون فرص للغد والعكس صحيح.
فكبرى الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية الأن قد استعانت بالفعل برجال أعمال حتى يقودوا المرحلة المقبلة من تاريخ هذه الدولة.
وإننا في أمس الحاجة لنستفيد ونتعلم ونستنسخ التجارب الناجحة من رجال أعمال وشركات ومن كل مصري محب وغيور على هذه الدولة العظيمة القوية الأبية حتى نحقق الانتصارات الصناعية في وقت قياسي.
كتب/ د. محمد بغدادي