أخبار عاجلة

الدراما العنيفة وتأثيرها على الأجيال الجديدة؟

الدراما العنيفة وتأثيرها على الأجيال الجديدة؟
بقلم الكاتبة/ زينب مدكور عبد العزيز
في السنوات الأخيرة، أصبحنا نرى نوعًا معينًا من المسلسلات التلفزيونية التي تروج للعنف والقتل كأمر عادي أو حتى مبرر في حالات معينة. هذه المسلسلات تصور القتل والانتقام وكأنهما حلول مشروعة لكل من يشعر بالظلم أو الغضب. للأسف، هذه الظاهرة ليست فقط خطرًا على الكبار بل تؤثر بشكل مباشر على الأجيال الناشئة، الذين يتشبعون بأفكار تجعل من الجريمة أمرًا مألوفًا بل ومحبذًا في بعض الأحيان.
العنف كأداة للترفيه
ويجب أن نعرف أن العديد من هذه المسلسلات تتناول قصصًا مليئة بالمؤامرات والجرائم التي تحفز المشاهدين على التعاطف مع الجاني، خصوصًا إذا كان الضحية شخصية سلبية أو مذنبة من وجهة نظر البطل. هذا الأمر يؤدي إلى تبلد الإحساس بحرمة النفس البشرية، حيث يصبح القتل مجرد حدث عابر ضمن سياق درامي.
تطبيع الجريمة في عقول المشاهدين
عندما تعرض المسلسلات مشاهد القتل بشكل متكرر دون أي رسالة تربوية واضحة أو عقاب للجاني، فإنها تساهم في تطبيع الجريمة داخل المجتمع. يتحول مفهوم “حرمة النفس البشرية” إلى مجرد فكرة هامشية، مما يضعف القيم الدينية والأخلاقية التي تحرم قتل النفس.
أثر خطير على الأطفال والشباب
والخطورة تكمن بين الأطفال والشباب، كونهم الأكثر تأثرًا بما يشاهدونه، يصبحون أكثر عرضة لتبني هذه الأفكار. عندما يرى الطفل شخصية تقوم بقتل شخص آخر للحصول على ما تريد دون تحمل العواقب، قد يبدأ في تصديق أن العنف هو وسيلة مقبولة لحل المشكلات أو تحقيق الرغبات. هذا يؤدي إلى تنشئة جيل غير قادر على التعامل مع الغضب أو الخلاف بطرق سلمية.
الإعلام كمسؤول عن التوجيه الأخلاقي
وللإعلام دور كبير في تشكيل القيم والمبادئ داخل المجتمع. لذا، يجب أن يكون صانعو المحتوى أكثر وعيًا بمسؤوليتهم تجاه الجمهور. عوضًا عن إنتاج أعمال تمجد العنف والانتقام، يمكن التركيز على مسلسلات تعزز القيم الإنسانية مثل التسامح، العدالة، والحوار البناء لحل النزاعات.
ضرورة وضع قيود على هذا النوع من الأعمال
فلابد من فرض رقابة صارمة على المسلسلات لتي تتناول العنف والجريمة، خاصة تلك التي تروج لها كحلول مشروعة. كما يجب فرض قوانين تجّرم بث أي محتوى يشجع على الجريمة أو يقدمها بشكل يجعلها مستساغة لدى الجمهور، مع التركيز على الأعمال التي تقدم نموذجًا إيجابيًا للأجيال الصاعدة.
الدور المجتمعي والتربوي
وعلى أولياء الأمور والمعلمين أن يكونوا على دراية بما يتعرض له الأطفال من محتوى، وأن يعملوا على توجيههم وتوعيتهم بخطورة هذه الرسائل الخاطئة. يجب أن نعيد تأكيد القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأجيال الجديدة، خاصة أن قتل النفس يعد من أعظم الكبائر التي نهى الله عنها، كما قال تعالى:
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”
الأنعام : 151.
وفي النهاية لابد أن نعرف أن المسلسلات التي تروج للقتل والعنف ليست مجرد أعمال فنية بريئة ؛ بل هي قنابل فكرية تهدد قيمنا المجتمعية والدينية .
علينا جميعًا كمجتمع – بدءًا من صناع المحتوى إلى الأسر والمؤسسات – أن نتكاتف لمنع هذه الأعمال من الانتشار والتأثير السلبي على أجيالنا القادمة.

شاهد أيضاً

الصحفية شيما فتحي تكتب (مصر تتألق بصناعه الغزل والنسيج)

-صناعة قوية، إقتصاد قوي، نصنع مستقبل أفضل، الصناعة هي القوة الدافعة للاقتصاد مع تطوير الصناعة، …