أخبار عاجلة

الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 1 )

الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 1 )
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 1 )

هذا البحث من مجموعة أجزاء .. الجزء الأول : ( تعريفات مهمة ) .. و الجزء الثاني : ( الخيانة على الفيس بوك ) .. و الجزء الثالث : ( الحكم الفقهي الشرعي و القانوني على خيانة فيس بوك ) و هكذا , ننشره أجزاء صغيرة للقرَّاء … و الله المستعان

الحب الخائب هو من قدر الشخص الذي أساء الإختيار

مقدمة مهمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصرخ في وجوه الرويبضة*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سُنُونٌ خَوَادِعُ يُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَتَنْطِقُ ‌الرُّوَيْبِضَةُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ قَالَ : قِيلَ: وَمَا ‌الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: سِفْلَةُ النَّاسِ ] الشاهد هنا
[ قِيلَ: وَمَا ‌الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: سِفْلَةُ النَّاسِ ] ( المصدر : كتاب : جامع معمر بن راشد ــ باب : أشراط الساعة ــ الجزء : 11 ــ الصفحة : 382 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذا حديث صحيح بكثرة طرقه و شواهده , و بموافقته للواقع الذي نعيشه إذ كل إنسان يتكلم فيما له و ما عليه و يتكلم بما يعلم و بما لا يعلم , بل و الذي يتكلم فيما عليه و ما لا يعلم هم أكثر الناس للأسف الشديد
(( شرح للباحث : ــــ دقيق عميق بإذن الله تعالى عن ( الرويبضة ) : نقول : بالله تبارك و تعالى , أن ( الرويبضة ) ليس شرطاً أن يكون شخصاً تافهاً في الناس أو نكرة , فقد يكون إنساناً مشهوراً و لكنه ضال أو جاهل أو أحمق فيتكلم بما لا يعرف و يُفتي بما لا يفهم , فقد يكون من كبار الشخصيات الدينية أو السياسية أو الإجتماعية أو العسكرية أو الثقافية أو الفنية أو الإقتصادية أو الإعلامية , و قد يكون رئيس دولة أو أمير أو سلطان أو ملك أو وزير أو رئيس وزراء أو إمبراطور , و لكنه سافلاً , و ما أكثرهم و ما أكثرهنَّ , و ليس شرطاً أن يكون ( الرويبضة ) مسلماً , فقد يكون يهودياً أو مسيحياً أو بوذيَّاً أو بهائيَّاً أو من أتباع زرادشت أو ماني أو مزدك أو كونفوشيوس أو غيرهم , و مَن يدخل على اليوتيوب و الفيس بوك و تويتر و مواقع التواصل سيجد الكثير تعرفونهم من صفاتهم مثل ( التفاهة ) و ( السفاهة ) و ( الجهل ) و ( خِفَّة الشخصية ) أي : بلا وزن أو ثقل , أو ( الثرثرة ) أو ( السفالة ) طبعاً كل هذه الصفات ملتصقة بالخبث و عدم الإيمان بالله تعالى , و الكذب و النفاق , و الكبر و الغرور , و الخيانة ))
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
في هذه ( المقدمة المهمة )* أصرخ في وجوه الرويبضة , أنا لا أتكلم باللغة الفقهية و لا أقول هذا حراماً و هذا حلالاً , كي لا يأتي قارئاً جاهلاً ( رويبضة ) بشيءٍ ليس من موضوع ( المقدمة ) و ما يليها من خطوات البحث مثل ( المعاني المهلهلة في كتب التفسير )* أو ( مدخل مهم )* أو يأتي بعد أن يقرأ البحث و لا يفهم منه شيئاً بجهله و قلة علمه و عدم ثقافته ( فيخنقني ) أو يطاردني بغباء في تعليقاته بطلب دليل على شيءٍ لم أكتبه و لم أقصده بل و لم أتطرق لمعناه , و العيب ليس في أفكاري أو شخصي إنما العيب فيه , في عدم فهمه و برود عقله , لكن أنا في هذه ( المقدمة ) أتكلم عن الكلمات التي أريد للقاريء أن يفهمها مجردة , مثل ما هو ( الذنب ) و ( الإثم ) و ( الخطيئة ـــ الخطأ ) و ( المعصية ) , و هذه ( المقدمة ) من باب محاولة الدخول ( للفقه و أصوله ) من باب ( اللغة ) , و حسبنا هذا ما أردناه في هذه ( المقدمة ) اللغة فقط
و للأسف وجدنا المفاهيم في كتب التفسير مهلهلة و لا تعطيك معنى محدد لكل لفظة لدرجة أنك تجد لكل لفظة أكثر من تفسير و أكثر من معنى و ـــ للأسف ـــ تجد كل كتب التفسير تنقل من بعضها بشكل مستفز و أقصد ( أمهات الكتب ) ـــ للأسف ـــ و بالقطع أنا أعرف أن اللغة العربية غنية بألفاظها و مفرداتها و كلماتها و معانيها و جذور ألفاظها و هذه صفة حسنة , و لكن المفردات التي نحن بصددها ( الذنوب ) ( الخطايا ) ( الأثام ) ( المعاصي ) لابد أن تكون ألفاظاً محددة في مبناها و معناها و مضمونها اللغوي الذي كتبه لنا اللغويون و المفسرون و الفقهاء و شُرَّاح الحديث النبوي الشريف سواء في شرح الشريعة و العقيدة الإسلامية أو في قواميس و معاجم اللغة العربية , لأنها تتحكم في حياة الفرد على مستوى العالم و لن أقول تتحكم في حياة المسلمين فقط , و إنما تتحكم في حياة الفرد على مستوى العالم , لإن هذه الألفاظ تتشكل في صميم الضمير الوجداني الإنساني لكل فرد على مستوى العالم تشكيلا واحداً من حيث أن فعل هذه الألفاظ ( الذنوب ) ( الخطايا ) ( الأثام ) ( المعاصي ) إمَّا ستُنْجيه من النار و تدخله الجنة أو ستبعده عن الجنة و ترميه في النار
{ كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن ‌زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ١٨٥ }
[ آل عمران \ 185 ] و الشاهد هنا
{ فَمَن ‌زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ }
و هذه في حق المؤمنين بالله تعالى من جميع الأمم
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ ‌أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِينَ ٢٩ }
و الشاهد الأول هنا
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }
و الشاهد الثاني
{ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ ‌أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ }
و هؤلاء الذين كفروا و دخلوا النار أعاذنا الله تعالى و إياكم منها في الدنيا و الأخرة , كفروا باتباعهم للرويبضة من الناس و من الجن
و قد أوردتُ هذان المثالان , كمقابلة الوجه و الوجه الأخر , في ( المثال الأول ) : نرى الذين دخلوا الجنة بسبب فهمهم للدين من حيث أنه شريعة و عقيدة , و ( المثال الثاني ) : نرى الذين دخلوا النار لأنهم لم يفهموا الدين من حيث كونه عقيدة و شريعة , بل يريدون أن ينتقموا من الرويبضة الذين كانوا السبب الأساسي في دخلولهم النار سواء من الإنس أو الجن
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
( و هذا المفهوم الذي تبنيه هذه الكلمات مشتركاً بين جميع سكان الكرة الأرضية و معناه واحداً في عقول كل الناس ) لإن ( الذنب ) و ( الإثم ) و ( الخطيئة ) و ( المعصية ) شيئاً غير محبوباً إلَّا عند شياطين الإنس و الجن , أمَّا بقية الناس فيكرهون و ينفرون من فعل و فاعل هذه المعاني الأربعة … لذلك يجب فقهياً و شرعياً و قانونياً أن تكون لهذه الألفاظ معاني محددة مفهومة للقاصي و الداني لأنه كما أشرنا في ثنايا السطور من لحظات يُبنى على التصور اللغوي أو المعنى الواضح المفهوم لهذه الكلمات عقوبة الشخص قانوناً في الدنيا و شرعاً في الأخرة , خلاف السُمْعَة السيئة على المستوىَ الإجتماعي التي يكتسبها الفرد قانوناً و شرعاً في حياته من وصمة عارٍ تتلبَّس ( المُذنب ) كما قررنا سابقاً سُمعة سيئة تلتصق بالزاني أو الكذاب أو المنافق أو الخائن , فلا يجب أن تكون معاني و تفسير هذه الكلمات مهلهلة كما هى في كتب الفقه و التفسير , إذ كان القوم في زمانهم القديم لتفسير تلك الكلمات أو تفسير القرآن الكريم و السُـنَّة النبوية الشريفة بصفة عامَّة , لم يكن عندهم ( قانون مدني ) و لم يكونوا يعترفون بما نسمية الأن ( الرأي العام ) و لا ما نسميه ( حرية الفرد و حرية المجتمع ) , بل علَّة وجود الأحكام التي يحكمون بها غير دقيقة في تفسيراتهم و فقههم القديم , و أحياناً تكون فضفاضة بحيث لا يتعبون في اختيار الحكم , و إنما غاية مرادهم أثناء الحكم على ( مُذنب ) يقولون الأية القرآنية ( كذا ) و الحديث النبوي يؤيدها ( كذا ) فيقررون بجلسة عُرفية الحكم بالردَّة أو القتل أو الجلد أو الصوم أو الكفارة أو قطع اليد أو ما شابه ذلك بلا أدنى عناء , كما هى في كتب التفسير القديمة تقتضي عند الحكم على شخص ( مذنب ) وجود قاضي أو حاكم من ذلك الزمان القديم ليحكم بما هو موجود في كتبهم من فقه مهلهل و تفسير لا يعطي دقة قوية لمدلول اللفظ تكفي للحكم على شخص بما له من حق أو عليه من عقوبة عند اللزوم , لأن القوم كانوا لا ينظرون لمستقبل الشخص الذي سيحكمون عليه , فهو ( مذنب ) و انتهى الأمر بالحكم عليه تنفيذاً لمقررات الشريعة من وجهة نظرهم , و لا ينظرون لمستقبل زوجته , فسوف تتزوج أي رجل بعده و تعيش على ( حد الكفاف ) !! ( كما في تصورهم ) كأنها بضاعة سيأتيها مَن يشتريها !! و لا ينظرون لمستقبل أولاده من بعده , لإنهم بعد أن يحكموا علي والدهم مثلاً سيعيش أولاده على الزكاة و الصدقة , أو بيت المال !! غاية القوم كما كانوا يزعمون تنفيذ شريعة الله تعالى في الأرض , أو إقامة ماأسْمَوهُ ( إقامة الشريعة ) و ( تطبيق الحدود ) أو ( الحكم بكتاب الله تعالى و سُـنـَّـة نبيه ) صلى الله عليه و سلم !!! و لكنهم أبداً لم ينفذوا روح الشريعة الإسلامية بل كانوا يطبقون نصوصاً هم الذين فسروها و فقهٍ هم الذين اخترعوه , من هنا جاءت هلهلة المعاني التي مازلنا منها نعاني حتى الأن في عصرنا المعاصر , هل كنت أيها القاريء تستطيع أن تقول لو أنك كنت مع القوم في ذلك الزمن القديم الذي يقررون فيه نَفْيَك أو قتلك أو رِدَّتَك أو قطع يَدَك أو أي شيء من هذا القبيل , هل كنت تستطيع أن تعترف بأنَّك عاشق أو تحب ؟! كانوا يتهمونَك وقتها بالفسق و التشَبُّبِ بنساء المسلمين !! هل كنت تستطيع أن تقول ( حرية الرأي ) مثلاً أو ( الرأي و الرأي الأخر ) ؟! كانوا يحكمون عليك بحد الرِدَّةِ و القتل في الحال , ألم ينفي سيدنا عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه نصر بن الحجاج بسبب جماله و افتتان النساء المسلمات به !! ما ذنب الرجل و قد خلقه الله تعالى جميلاً ؟! فهؤلاء القوم كانوا يحاسبون الرجل على جماله و المرأة على جمالها , و كانوا يتفننون في إخفاء المرأة بكل الأشكال , و كانوا يقتلون الرجال لأقل هفوة , بسبب هذه الأحكام المُرَّة التي اخترعوها و أطلقوا عليها ( حكم الله ) !! للأسف الشديد !! فلو نفى سيدنا و مولانا النبي محمد عليه الصلاة و السلام شاباً مُخَنَّثَاً , فهذا هو النبيُّ صلى الله عليه و سلم لا نستطيع أن نردَّ له قولاً أو فعلاً جاء في نصٍ صحيحٍ , و لا نستطيع أن نَكُفَّ عن قولٍ أو فعلٍ قاله أو فعله النبي صلى الله عليه و سلم طالما نستطيع أن نقوله مثله أو نعمله مثله , أمَّا إذا لم نستطع أن ننفذ قول أو فعل قرره رسول الله صلى الله عليه و سلم فذلك لدينا من باب ( الإضطرار ) بل و يضعنا في خانة ( المعذورين ) , و لكن فعل النبي صلى الله عليه و سلم لا يعطي الحق لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينفي الشاب الجميل نصر بن حجاج بسبب جماله , إذ لا يوجد نص شرعي يُفتي بذلك لا في القرآن الكريم و لا في السُـنـَّة النبوية الشريفة , و نأتي مثلاً لحالة الحكم بالنفي بعيداً عن الأوطان بالنسبة للمرأة , فلو نُفِيَت المرأة خارج الأوطان ماذا ستفعل ؟! و الجواب ستقع في كل المُنكرات و الذنوب و الأثام و الخطايا , و انظروا , كيف يتراجع العظيمين سيدنا عمر بن الخطاب و سيدنا علي بن أبي طالب عن الإفتاء بالنفي , و يخالف هذا التراجع ( الحنفية ) أتباع أبو حنيفة النعمان !! إذ المرأة في المنفىَ تَـفْجُر , و نفي نصر بن الحجاج بدون سبب جعله مُرتداً و حارب في صفوف الروم ضد المسلمين !! أليس يقع وزرهما على مَن نفاهما ؟! بالقطع نعم .
القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م
الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \

شاهد أيضاً

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام

فضل هارون على أخيه موسي عليهما السلام   بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف عندما قال …