#الخاطره_العاشرة
#الإكتئاب
بقلم / #نسرين_شحاده
هل تعاني من الإكتئاب ؟
كثر هذا السؤال جدا في الأونه الأخيرة وذلك نتيجة إننا أصبحنا نسمع كثيراً عن مرض الإكتئاب وعن أهميته وخطورته وإنه يقود الشخص المريض بالإكتئاب إلي إنهاء حياته في بعض الأحيان.
لذلك أصبح من المهم جدا أن نتعلم العلامات الأساسيه اللتي يعاني منها مريض الإكتئاب وذلك لمساعدته في اكتشاف المرض في بدايته و من الممكن أن يكون هناك علامات خفيه بالفعل يعاني منها المريض وهو غير واعي بها.
الإكتئاب يختلف عن الحزن العميق وهنا يجب توضيح الفرق بين الإكتئاب وبين الحزن العميق كي لا يلتبس الأمر لان كل منا يمر بمواقف صعبة أو مواقف مؤلمة تؤثّر فيه وتجعله يشعر بشعور الحزن والوجع و الإنكسار وهذا شعور طبيعي جداً وهذا ما يسمي بالحزن العميق.
ولاكن مشاعر الإكتئاب تختلف
اولا :هي عباره عن شعور بالعدمية و شعور بعدم الإستحقاق وإني لا أستحق و ان الحياه أيضا لا تستحق أن نعيشها و ينتابني شعور دائم إن هذا الوضع لن ينتهي و يصاحبه دائما شعور بالجلد وشعور بالذنب وشعور دائم بأني لا أستحق حياتي ولا أستحق آي شيء جيد في حياتي و شعور الإكتئاب يستمرّ لمده أكثر من أسبوعين بشكل يومي ممتد علي أغلب اليوم.
ثانيا: إضطراب في أداء الوظائف اليوميه مثل الأكل و النوم و الحالة المزاجية والنشاط اليومي
أولهم: النوم : تحدث اضطرابات النوم علي شكلين إما حاله من الأرق الشديد أو الشكل الاخر يكون نوم زائد كشكل من أشكال الهروب .
ثانيا: بالنسبة لشهية الأكل: يكون هناك فقدان شديد للشهيه والاكل
فمن الطبيعي لو شخص فقد طعم كل الأشياء من حوله فبالتالي لا يكون لديه شهية لأي أكل لا يشتهي شيء أو العكس تمامات من الممكن ان يصبح لديه شعور الأكل العاطفي emotional eating ويصبح لديه نهم للأكل بشكل غير واعي وغير صحي.
ثالثا: فقدان الطاقة تجاه أي شيء ولا يوجد لديه القدرة علي أداء الوظائف الطبيعية اللتي كان يمارسها في يومه العادي
مثال: ربه المنزل مثلا لا تستطيع أن تقوم بممارسة إحتياجات بيتها وتؤدي جميع مهامها بثقل شديد وصعوبة ولا يوجد لديها القدرة علي أداء وظائفها الطبيعيه تجاه زوجها وأبنائها وبيتها كما كانت تؤديها من قبل.
ومثال آخر: لو هذا الشخص موظف مثلا يصبح لا يستطيع عمل المهام المطلوبة منه و يؤدي ما يطلب منه بصعوبه ويؤديه بشكل بسيط علي قد طاقته الجسدية
رابعا: طبعا الأعراض الجسدية
الشخص الذي يعاني من الإكتئاب يصبح لديه أعراض جسديه وأوجاع غير مبرره عضوية مثل ألالام الظهر و أسفل الرقبة و الصداع المستمر و إحساس الغثيان و إحساس الدوخه وكلها أعراض نفسجسمانيه بمعني إننا لو بحثنا بعمل جميع التحاليل و جميع الفحوصات الطبيه لن نجد اي عارض طبي
أهم ما يحدث أثناء الشعور بالإكتئاب هو فقدان الإستمتاع طعم الأشياء ينطفيء تماما بمعني أن الشخص المصاب بالاكتئاب هو فاقد الإستمتاع فالشخص المصاب بالإكتئاب لو كان لديه أغلي الأشياء و أقيمها و أكثر الأشياء المحببة لديه لا يشعر بأي طعم ولا أي متعه لانه يفتقد معني الحياه كلها ويفتقد طعمها
وأسوء ما نواجهه في الإكتئاب هو الأفكار الإنتحارية أو أفكار إيذاء النفس
الشخص المكتئب من كثرة شعوره بالألم في أكثر الأحيان يفكر بأن ينهي حياته وعند الوصول لهذه المرحله يكون هذا الشخص وصل لمرحلة في منتهي الخطوره تحتاج الي وعي واستبصار و خطوات سريعة للعلاج
لا يمكن أبدا ان نقول لمريض الإكتئاب أو شخص لديه هذه الأفكار ونقول له لا بأس لا توجد مشكله انت مع الوقت سوف تتحسن ولاكن محتاجين نأخذ معه خطوات واضحة وإقناعه بأن يلجأ الي العلاج فوراً.
علاج الاكتئاب له أشكال متعددة
▪️أولهم وأشهرهم هو العلاج الدوائي المسؤول عن كيمياء المخ لان في هذه الحالة ما يحدث هو اضطراب في السيروتونين في المخ فيحتاج المريض الي علاج دوائي مؤقت يعيد السيروتونين إلي معدله الطبيعي ويعمل علي تنبيه مستقبلات المخ
ولاكن ليس كل حالات الإكتئاب تحتاج الي علاج دوائي و البعض يحتاج إلى العلاج النفسي الكلامي والبعض يحتاج إلى الاثنين معا الي العلاج الدوائي والي العلاج النفسي الكلامي
▪️العلاج النفس الكلامي هو عباره عن مهارات يتعلمها الشخص لكي يستطيع التعامل مع مشاعر الحزن لديه ومشاعر الاكتئاب لكي يستطيع أن يتعامل مع التراكمات السلبية و يتعلم كيف يتعامل مع حياته و يديرها لكي يعلم كيف يستبشر بنفسه وذلك أيضاً يرفع من كفاءه العلاج الدوائي ويساعد في سرعة العلاج جدا وعلي حسب حده الحاله يقرر الطبيب وسيلة العلاج المناسبه.
ماذا لو اكتشفت عن نفسي بعض الأعراض ولاكني مازلت في البداية؟
هناك بعض الاشخاص يعانون من أعراض إكتئاب خفي غير مستبصرين به وغير واعيين به وأحيانا الموضوع يكون في بدايته ولاكنهم غير مستبصرين به لان للأسف الموضوع ليس ابيض و أسود ولاكنه درجات لأن الإكتئاب درجات فمن الممكن أن يكون لدي درجه من درجات الإكتئاب قابله أن أشتغل عليها و أساعد نفسي في تحسين لأمور .
أهم ما في القصه إلا ألقي علي نفسي اللوم الديني واللوم نفسي بإن وصولي لهذه الحالة نتيجه لبعدي عن الله أو قله إيمان أو عدم صلاه وفي الحقيقة إن هذا الكلام غير صحيح لإن الإكتئاب مرض لا علاقة له بضعف الإيمان بمعني ان هذا المرض ليس عقاب رباني وهذه النقطة مهم جدا توضيحها لكي لا اضغط علي نفسي بأفكار تزيد من الامي و معاناتي.
ثانيا: يجب أن يكون لدي روتين يومي بسيط يساعدني في الخروج من هذا الوضع ، روتين يومي يتضمن النوم الجيد و الحصول علي عدد ساعات نوم جيد و احاول ان أضبط دائره نومي بأن أنام في اول الليل و بالتالي أستطيع أن أستيقظ في حالة جيده.
ثانياً: أمارس بعض الأنشطه الرياضية البسيطة اللتي من خلالها أستطيع التعرض فيها للضوء و الشمس وبالتالي أستطيع أن أتواصل مع الطبيعه وهذا يساعدني جدا علي تحسين حالتي المزاجيه .
ممارسة الرياضة تساعد جدا في تنظيم كيمياء المخ و ذلك يعطيني القدره علي الإستمتاع و العيش بشكل متوازن
بمجرد ممارسة الرياضة مهما كانت بسيطة .
ثالثا: إن أتعلم كيف أعبر عن ما بداخلي بمعني أن أتعلم طرق تعبير مختلفة مثل الكتابة أو الفضفضة أو الرسم أو النشاط البدني كل هذا يساعدني علي التعامل مع مشاعري السلبية أو المشاعر المتراكمة بداخلي بطريقة إيجابية.
الإكتئاب مرض لو لم تكن علي وعي به ممكن أن يصل بك إلى إيذاء شديد ومن الممكن أيضاً أن نتخلص منه و نتعافي منه بسهوله و نعيش بسلام نفسي و توازن شديد فقط لو اعترافنا لأنفسنا بالمشكله و سيرنا خطوات حقيقيه تجاه طريق التغيير.
وأخيراً الوقايه خيراً من العلاج فيجب أن لا أترك نفسي للضغوطات النفسية والايذاء النفسي وادرك احتياجاتي النفسية وأهتم بها دائما
دمتم أصحاء
ونتقابل إن شاء الله قريبا في خاطره جديده نتشاركها سويا
نسرين شحاده