أخبار عاجلة

الخاطره السابعه عشر ـ النجاح

#الخاطره_السابعه_عشر

#النجاح

بقلم / #نسرين_شحاده

هناك بعض المفاهيم الخاطئة الراسخة في أذهاننا لبعض الكلمات اللتي نستخدمها بشكل يومي في حياتنا فعلي الرغم من أنها تبدو كلمات إيجابية إلا إن لها بعض الأثار السلبية علي حياتنا.

 

هذا الكلام يعني إن هناك كثير من الأفكار اكتسبناها قديماً عن المفاهيم الأساسية في حياتنا أصبحت بمثابة أخطاء معرفية و أخطاء في طريقة تفكيرنا مثال علي ذلك كلمة النجاح

 

طوال الوقت نسمع أنفسنا كلام عن النجاح ولاكننا لا نري غير النجاح الباهر و النجاح الإستعراضي اللذي يحتوي علي إضاءات كثيرة و ألعاب نارية مضيئة و أشخاص تصفق و صور كبيرة من صور النجاح

 

و الحقيقة أن تعريف كلمة النجاح أبسط من كل هذا فمثلا أي خطوة نقوم بتحقيقها ونصل إليها و نسدد خطانا فيها ونقوم بالعديد من المحاولات فيها فهي نجاح

 

فالأم اليوم وهي تربي أبنائها وما تبذله معهم من مجهود هو نوع من أنواع النجاح وليس فقط النجاح يوم تخرجهم أو يوم زواجهم أو يوم يخطوا خطوات كبري في حياتهم.

 

لذلك يجب علينا محاولة إستشعار النجاح في كل يوم يمر علينا لكي نستطيع إستكمال طريقنا لأن إستشعارنا للنجاح يمدنا بهرمون الدوبامين وهذا ما يمدنا بالطاقة اللتي تمدنا بهرمون السعاده اللذي نستطيع به إستكمال طريقنا في هذه الحياه

 

وللأسف هناك فكره ترسخت بداخلنا نسمعها طوال الوقت وهي

Consistency and persistence

الإستمرارية و إستمرار النجاح وربط هاتان الكلمتان ببعض

الإستمرارية ليس المقصود بها إنك طوال الوقت تبذل نفس المجهود بنفس الجوده كل يوم فأنت لست إنسانا أليا فلا يمكن أن تظل طاقتك و مجهودك و أفكارك طوال الوقت بنفس الكفاءة ونفس الجودة في هذه الحالة فأنت شخص غير حقيقي ولاكن الconsistency أو الإستمرارية هي الضامن الأول للنجاح تبني علي إستمرار المحاولة ولاكن حتمية الوصول و إعاده المحاولة اللتي أصبحنا نسمعها طوال الوقت المقصود بها إنك لديك هدف و لديك رؤيه ولديك ما تسعي إليه وفي نفس الوقت لديك الطاقة الكافية إنك تستمر فالنجاح مبني علي إستمرار المحاولة مهما كانت بسيطه علينا أن نستمر في السعي وهذا هو المطلوب منك وليس المطلوب منك الإستمرار في جمع النتائج

 

لا يوجد شخص طوال الوقت يجني الثمار ولاكن ما نفعله هو رمي البذور و المحاولة الدائمة وبذل المجهود و السير بخطوات صغيرة نحو أهدافنا و نتعلم ونزيد من وعينا ونطور من أنفسنا و النتائج تأتي علي فترات متباعدة

 

لو استمريت في إنتظار النتائج لكي تستمتع بحياتك أو إنتظرت لحظات النجاح الكبري لكي تشعر بها و تستمتع للأسف لن تأتي هذه اللحظة

لأنك سوف تبحث دائما علي ما هو أفضل وأكثر و تضع لنفسك سقف من التوقعات أعلي وكلما وصلت لمرحله سوف تبحث عن المرحلة الأكبر منها و الأفضل منها وفي ذلك الوقت أنت لا تري ما وصلت إليه وسوف تدخل في حاله جوع مستمر للنجاح وهذا للأسف ما يصل ببعض الأشخاص إلي طريق الإدمان لأنهم يصبحون طوال الوقت في إنتظار لحظات كبري ودائما في إحتياج شديد لنجاح كبير جدا فيصبحون غير قادرين علي إستشعار اللحظة الحالية ولا يستطيعون تذوق ما في هذه اللحظة من جمال فذلك يجعلهم دائماً في رحلة بحث عن مسكنات لكي يستطيعوا إستكمال نفس الطريق اللذي يسيروا فيه بنفس القوة إعتقادا منهم إنهم بهذه الطريقة سوف يصلون بطريقة أفضل

 

ولاكن الحقيقة نحن لا نحتاج إلى مسكنات للوصول إلى النجاح ولاكننا نحتاج إلى تذوق و إستشعار للمجهود اللذي نبذله و نحتاج أيضاً أن نلمس الخطوات المبذولة ونلمس السعي و المحاولات والكفاح اللذي نقوم بهم وهذا هو النجاح الحقيقي وليس النجاح فقط في إرتداء بدلة و الحصول علي جائزة ولا الوصول لأعلي المناصب قبل ذلك هناك نجاحات كثيرة جدا نحن نغفل عنها ، نجاحنا في المحاولة هو نجاح ونجاحنا في الإستمرارية نجاح و قدرتنا علي النهوض مره أخرى و المعافرة و المثابرة في لحظه لم نكن نقدر علي النهوض نجاح، مرورنا بوقت صعب في حياتنا و أزمات أستطعنا أن نتعافي منها أو حتي بدئنا في طريق التعافي نجاح مجرد رؤيتنا للطريق و إختيارنا لطريق مناسب و صحيح به تطوير لذاتنا نجاح ، ونحن نحاول و نسعي إننا نسير علي مبادئنا في حيتنا نجاح، محاولتنا في العيش علي نمط حياه صحي لتحسين حياتنا وتحسين جوده أنفسنا نجاح و إنتمائتنا في حد ذاتها نجاح فإنتمائي لأسره نجاح ، إنتمائي لمبدأ جديد وقاعده وقيم بداخلي نجاح

كل هذه الأشياء نجاحات نحتاج أن نراها

 

للأسف الشديد توقفنا عن رؤية هذه الأشياء فأصبحنا في إنتظار نجاحات بالأرقام و بالزيادات و بالviews & likes و بنسبة المشاهده و كم عدد من الناس رأني وكم شخص صفق لي لذلك أصبحنا لا نستطيع رؤيه ما قبل ذلك ولا نستطيع تذوق ما قبل هذه اللحظة ولا تقييم أنفسنا بطريقة صحيحة.

 

لذلك نحتاج من حين لأخر الرجوع لمبدأ التقبل و الإمتنان و مبدأ الرجوع لانفسنا وتقييمها بشكل جيد وفهم مفهوم النجاح الحقيقي

 

كم شخص حولك يعيش داخل دوامة كاملة ولا ينظر إلى الأمام يؤذي من حوله بدون وعي

 

كم شخص حولك طوال الوقت يظلم من حوله ويري إنه علي حق و إنه يعيش بأفضل طريقة وذلك كله يعود إلى المفاهيم الخاطئة اللتي تجعلنا دائما نلف في دوائر مغلقة

 

يجب أن نستوعب إن النجاح ليس مجرد لحظات في الحياه ولاكن النجاح في كل يوم نسعي فيه وفي كل يوم نري فيه أنفسنا ونقدرها

فكلما سعينا و كلما رأينا أنفسنا بشكل أفضل كلما تحسنت علاقتنا بأنفسنا و شعورنا بالإستقرار يزيد فبذلك نستطيع رؤيه الدنيا بشكل أكثر توازن

 

النجاح لا يمكن أن يستمر بنفس الكفاءة وبنفس القدر طوال الوقت ولا يوجد شخص يكسب طوال الوقت ولاكننا نكسب ونخسر، نصعد ونهبط فتقبل العثرات والصعود و الهبوط يجعلنا نستطيع إستكمال طريقنا بهدوء

 

التوكل هو إنك تبذل ما عليك من خطوات و لديك أمل ورؤية و توقعات و إنتظار ولاكن من دون وضع عبء وضغط علي حياتك أو الرغبه في أن تسير الحياه بشروطك أنت ولاكن الحياه دائماً تسير بشروطها و بمجريات الأمور اللتي وضعها الخالق فأنت محتاج أن تفهم كيف تسير الخطة و تسير معها ولا تحاول أن تسيطر عليها ولا تحاول التغيير في مبادء الحياه لكي تسير علي مزاجك

كلما فهمنا أنفسنا و قدّرناها كلما سيرنا بخط أفضل بخطوات ثابته أكثر فالنجاح يبني علي خطوات بسيطة مستمره تجعلك تستطيع الوصول وانت مطمئن.

 

ونتقابل المره القادمة إن شاء الله في خاطره جديده نتشاركها سوياً

نسرين شحاده

شاهد أيضاً

مدخل إلى علم النحو و الصرف

مدخل إلى علم النحو و الصرف السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠ [ مراجعة …