أخبار عاجلة

الخاطره الثامنه عشر ـ السوشيال ميديا

#الخاطره_الثامنه_عشر

#السوشيال_ميديا

بقلم/ #نسرين_شحاده

هل أنت مدمن سوشيال ميديا؟

هذا السؤال يجب أن نتوقف عنده قليلا

طبعاً لا ننكر فضل السوشيال ميديا الإيجابي علينا و هي في الحقيقة أصبحت الشكل الأساسي للتواصل خلال السنوات الأخيرة فأصبحنا من خلال السوشيال ميديا نستطيع التواصل مع الناس بشكل كبير كل يوم و أصبح جزء كبير من نجاحنا و تواصلنا اليومي و توصيل المعلومة و تبسيطها مبني علي السوشيال ميديا وكثير من الأشخاص اللذين نستمع إليهم حالياً تعرفنا عليهم من خلال السوشيال ميديا و أشخاص كثيره في حياتنا نقترب منهم و نتواصل معهم من خلال السوشيال ميديا فلا يمكن أن ننكر فضلها في زيادة الوعي ولاكن المشكلة تكمن في حالة سوء الإستخدام و الإدمان

‏ Abused and Addiction

لو وجدنا أنفسنا نسيء إستخدام هذا الأمر أو وصل بنا الأمر إلى حد الإدمان فهنا يدق جرس الخطر

و الادمان المقصود به هنا إننا أصبحنا نعتمد علي هذا الشيء عاطفياً و نفسياً لدرجه تسبب لنا أعراض إنسحاب في حالة عدم تواجد هذا الشيء

 

هيا بنا نتعرف علي بعض العلامات البسيطة اللتي تقول لنا إن لدينا مشكلة في إدمان السوشيال ميديا

١- لو وجدنا أنفسنا في أي مكان أو في أي لحظات إنتظار نفتح هاتفنا و ننظر فيه بلا هدف فنحن هنا في الأغلب نبحث عن التقبل الإجتماعي

‏social acceptance

و لو أصبحنا لا نستطيع تحمل إحساس السكون أو الهدوء ووجدنا أنفسنا نسرع إلي السوشيال ميديا أو وجدنا أنفسنا في كل لحظه نبحث عن الهاتف وننظر إليه علي الرغم من إننا لسنا في إنتظار خبر معين ولم نسمع أي صوت أو إشعار جديد ولا أي رنه ولاكننا نفتح ونقلب بدون هدف

 

٢- إذا كنا عند استيقاظنا من النوم أول ما تقوم به في اللحظات الأولى من يومنا هو بحثنا عن هاتفنا و تصفحنا له

فكل هذه العلامات تقول لنا إن لدينا اعتماديه نفسيه علي السوشيال ميديا المتمثلة في هاتفنا

و إذا كان لدينا أيضا عدد ساعات كبيرة في يومنا نحاول جاهدين أن نحد منها في إستخدام الشاشة ولاكننا للأسف لا ننجح في ذلك و مثال علي ذلك أننا نقرر الدخول إلى النوم في تمام الساعة ١٢ بهدف بدء دخولنا في النوم علي حدود الساعة ١٢:٣٠ تقريبا و يمر الوقت ونكتشف إن الساعة أصبحت الثالثة أو الرابعة و نحن مازلنا نقلب في الهاتف ويمر وقتاً طويلا أكثر مما كنا نخطط له بكثير أو لو هذا الوقت اللذي نقضيه علي الهاتف يؤثر علي نومنا أو علي حالتنا المزاجية بشكل عام وطبعا لا ندرك إن هذه الأسباب ترجع للسوشيال ميديا

 

لماذا ننصح بعدم الجلوس علي الهاتف في أول نصف ساعة من بداية يومنا لأن ما يحدث كالأتي إننا أول ما نقوم بفتح أعيننا نقوم بمشاهدة عشره ريلز علي ٢٠ فيديو علي عدد كبير من الفيديوهات القصيره السريعه اللتي تحتوي علي حالات شعورية مختلفة فيتحول المخ من حالة السكون اللذي كان يعيشها أثناء فتره النوم و ينفصل فيها عن العالم و يبدأ بالتدريج في إستقبال مشاعر و أفكار مختلفة و ينصت لما يدور بداخله فيفاجأ بحالات شعورية مختلفة متعدده منها السيء ومنها أيضاً الجيد و ينصت لأشياء جيده وأشياء سيئة

مثال علي ذلك أنك تجد فديو ضاحك وخلفه مباشرة فديو مأساوي ثم بعدها أخبار سامة وبعده معلومات غزيرة وكل هذا يدخلك في حالات مختلفة سريعة جدا في وقت قليل مما يصعب علي المخ إن يقوم بعمل معالجة لها Processing فيصل لحالة من التهنيج بالظبطت مثلما يهنج هاتفك كذلك مخك ويقف عند هذه المنطقة فيخزن بداخله مشاعرسلبيه لا تخصه فتستيقظ وأنت تشعر بثقل و تبدأ يومك وأنت لا تستطيع عمل أي شئ ولا يوجد عندك أي رغبه لعمل شيء وتبدأ يومك وطاقتك مستهلكه ولا يوجد عندك أي رغبه في عمل أي شيء و تعاني من فقدان الطاقة إللي معظمنا أصبح طوال الوقت يشتكي منها أو بالعكس يحدث هذا قبل النوم وتقوم بتخزين مجموعة من المشاعر المختلفة في عقلك و أنت غير واعي بيها يجب أن تعلم أن الفديو المكون من سبعه ثوان علي قدر ما أعطي لك من معلومات بسيطه علي قدر ما قام بتشتيت تركيزك وجعلك تسرع و تبحث عن فديو ثاني وفديو ثالث وفديو عاشر حتي تم تخزين مجموعة كبيرة جدا من الأفكار و المشاعر في ذهنك حتي أصبحت تظهر في أحلامك وتبدأ بها يومك التالي الجديد و تجد الناس كثيره الشكوي من إنها تستيقظ مخنوقه بدون سبب والحقيقة إنه يوجد أسباب كثيرة جدا ولاكن نحن غير واعيين بيها للأسف لإنه هناك أشياء كثيرة تحركت بداخلنا فأثرت علينا ليس هذا فقط ولاكن استمرارنا طوال الوقت للبحث عن الدوبامين عبر السوشيال ميديا يجعلنا نستخدمها كأداه للتنفيس و نستمر في التقليب طوال الليل قبل النوم يجعلنا نشعر بإن يومنا لم ينتهي بعد و مازال يوجد الكثير في هذا اليوم

لا يوجد ما يمنع الفضفضة ولا يوجد ما يمنع جلوسنا لفتره طويلة نتصفح الهاتف ولاكن لابد من إدراكنا لما نفعله والوعي بإننا نقوم بذلك لكي نفصل و نستمتع ولا يوجد أي مشكلة في ذلك ولاكن المشكلة الحقيقية لو تحول الأمر إلى إدمان عندما يصبح حصولنا علي كل الدوبامين وكل جرعه السعاده و الاستمتاع والفصل من المشاعر السلبية من خلال الهاتف فقط فسوف يتحول الموضوع إلى اعتماديه شديده لن نستطيع التخلي عنها بسهولة

 

ما هي طرق العلاج للتخلص من هذه المشكله؟

نبدأ بدايه جديده مع الهاتف وننظر له نظره مختلفة

 

اولا: لا نبدأ يومنا بالهاتف و نجعل اول نصف ساعة من يومنا بدون هاتف ولو نعتاد علي أستخدم الهاتف كمنبه للإستيقاظ من النوم يجب ترك هذه العاده وشراء منبه منفصل ونقوم بوضع الهاتف خارج غرفة نومنا لتحسين جوده نومنا لأن الشاشات الزرقاء تؤثر علي جوده وعمق النوم وأحلامنا و طاقتنا فمن الأفضل اول نصف ساعة و آخر نصف ساعة في يومنا نقضيها بدون هاتف

 

ثانيا: نضع وقت محدد لإستخدام الشاشات وأصبح هناك العديد من applications تساعدنا في ضبط عدد الساعات اللتي نقضيها علي الموبايل

 

ثالثا: نجعل في يومنا مصادر أخري للإستمتاع غير الهاتف أي نبحث عن أشياء أخري نستمتع بها و تجعلنا نشعر بالسعاده عند ممارستها مثل الرسم أو الكتابة أو التلوين اي شيء نحبه ونشعر بالسعاده و الإستمتاع عند ممارسته

 

رابعا والاهم: نسمح لأنفسنا أن نختبر الحياه بدون الهاتف أي نقوم بعمل تجربه ونحن في مشوارنا ونحن نسير علي الطريق ونحن نقف في طابور الإنتظار لا نستخدم الهاتف لكي نقطع الوقت ونلهي أنفسنا ولاكن نجرب النظر إلى معالم الطريق والنظر إلى السماء والتأمل وإعطاء لأنفسنا فرصة ولحظات للهدوء والسكون لو أصبحت متأمل و يقظ و حاضر في هذه اللحظة الحالية سوف تشعر بمشاعر مختلفة تماما وتجني ثمار من إستخدامك لهذا الوقت الضائع في أشياء مفيده بدلا من إهداره بلا جدوي

أعطي لنفسك لحظات تستمتع بها من خلال رؤيتك للتفاصيل الصغيرة في تعاملات الناس وفي ردود أفعالهم وفي ردود أفعالك أنت الشخصية هذا كله يساعدك إنك تري الصوره بشكل أوضح و أفضل

وعند استمرارك علي عمل تمارين التأمل والإسترخاء و تمارين التنفس كل هذا يساعدك أن تسير في طريقك بشكل أبطأ و أهدي فبذلك تستطيع الإستمتاع أكثر وبذلك الهاتف لا يصبح هو السلاح الأساسي الموجود في يومك لحصولك علي الإستمتاع

 

النصيحة الاخيره: قلل من عدد متابعاتك علي وسائل التواصل الإجتماعي لا يلزم متابعة كل التفاصيل لا يلزم أن تجلس طوال الوقت علي رأس الساعه لكي تتابع الأخبار أنت لست قناه إخبارية لا تجعل رأسك يصبح مثل حبات الفشار و كأنه طوال الوقت يطأطأ من كثره الأفكار و المعلومات و المتابعات اللتي يمتليء بها

حد من متابعاتك لا يلزم متابعة كل شيء أنتقي من تتابع لا تقوم بمتابعة كل الأشخاص ولا تتابع من ينقل لك أفكار سلبية أو أخبار أو أفكار مؤذية أضرارها أكثر بكثير من نفعها أو متابعه أشخاص تجاربهم الشخصية مؤذية مما ينقل لك مشاعر سلبية تقوم بتخزينها فينعكس ذلك عليك بالسلب دون أن تشعر

 

وعيك بنفسك و ووقتك علي الشاشة و الطريقة اللتي تتعامل بيها معها يساعدك كثيراً في العيش بطريقة متوازنه

 

ونتقابل المره القادمه في خاطره جديده نتشاركها سوياً بإذن الله

 

نسرين شحاده

شاهد أيضاً

الذكاء الاصطناعي بين مؤيد ومعارض.. بقلم وسام فؤاد

الذكاء الاصطناعي بين مؤيد ومعارض وبالرغم من التقدم وسرعة الإنجاز و الاحترافية التي يقدمها الذكاء …