أخبار عاجلة

الخاطره الثالثة عشر ـ الفقد

#الخاطره_الثالثه_عشر
#الفقد

بقلم / #نسرين_شحاده

ماذا بعد الفقد ؟
في الحقيقة كلنا نختبر بالفقد علي مدار حياتنا في محطات كثيرة ومختلفة و بأشكال مختلفة قد يكون هذا الفقد في صوره وظيفه فقدتها أو في صوره مال خسرته أو في صوره جزء منك عزيز عليك فقدته أو في صوره شخص مهم في حياتك فقدته بالبعد أو لقدر الله بالوفاه.

الفقد ليس مجرد شخص مات أو رحل عن عالمنا ولاكن الفقد بأنواعه و أشكاله المختلفة دائما و أبدا يؤثر علينا وهناك بعض الأشخاص لديهم خوف شديد من الفقد يجعلهم دائما في حاله تعلق مرضي شديد بكل شيء يتعلق بالأشخاص و الأشياء وحتي من الممكن أن يتعلق بالشخصيات الكارتونية لدرجة إنه لا يستطيع الإنفصال عنها .

ماذا لو حدث الفقد فعلا؟

ماذا يحدث بداخلنا؟ وكيف نتخطاه؟

الفقد يمر بمراحل مختلفة وسوف نتعرف عليها معا.

أولها: مرحلة الإنكار عند حدوث حالة الفقد العقل في هذا الوقت يقوم بعمل shut down بمعني أنه يقوم بالإغلاق الكلي لأنه لا يستطيع إستيعاب حجم الوجع القادم إليه وهول الصدمة فيقوم بفصلك تماما لكي يخفف عنك ويقول لك لا هذا لم يحدث بالفعل هؤلاء الأشخاص تقول كلاماً خاطئًا الشخص اللذي توفاه الله من المؤكد أنه سوف يقوم بفتح الباب و الدخول الأن أمامي وهذا الموقف ليس حقيقي وتأتي حاله من إلإنكار لسنوات ،هناك بعض الأشخاص عندما تتحدث معهم عن والدهم او والدتهم المتوفين يقول لك عندما رحل والدي أو عندما مشيت والدتي ولا تستطيع قول كلمه ماتت او توفي او حتي قول الله يرحمه ويرفضوا سماع كلمه الله يرحمه لانها بالنسبه لهم مزعجه و مؤلمه ولا يستطيعون تقبل هذا الموقف.

إذا الإنكار مرحلة طبيعيه في بداية الحدث لاكن لو عشنا به فهو طريقنا للمرض و الإنفصال عن الواقع مما يجعلنا لا نستطيع التحرك

إذا كيف نستطيع التخلص من هذه الحالة؟

بإننا نقوم بعمل reality testing إختبار للواقع بمعني إننا نبدأ نري الواقع و نشغل مبدأ التقبل ونبدأ نتعلم ونتفهم الأمور بعقلنا و نحترم مشاعرنا فنقوم بكسر هذا الإنكسار.

ثانياً: ننتقل للمرحلة التالية فبعد مرحلة الإنكار تأتي مرحلة الغضب الشخص في ذلك الوقت يصبح غاضبا من كل شيء غضبان جدا من نفسه و غضبان من تقصيره وأنه ليس بشخص جيد ويبدأ في الدخول في حالة من الغضب مع الظروف ومع الحياه و مع الأطباء اللذين قاموا بالعلاج و أحيانا يصل معه الأمر إلى الغضب من رب العالمين سبحانه وتعالي و يشعر إنه غضبان من الله لأنه عز جلاله السبب في ما يمر به الأن لديه إحساس لماذا أنا من يحدث معه هذا الأمر وأن هذا الأمر كله كان من الممكن عدم حدوثه وكان من الممكن أن يحميني الله من حدوث كل ذلك .
وهذا في الحقيقة يعتبر ضعف شديد في نظرتنا للحياه لأننا في هذه الحالة بنتأله علي الله عز وجل نريد أن نجعل الله جل جلاله يسير علي قواعدنا ، الحياه تسير بشروطها وليس بشروطنا نحن الشخصيه نحن علمنا و قدرتنا ورؤيتنا محدوده فمهما بلغت درجه علمنا ما نراه فقط علي قدر نظرتنا المحدودة نحن لا نعلم ما هي الحكمه وراء كل الأمور ففكره إني أريد أن تسير الأمور بالظبطت مثلما أريد فهذا يحدني تماما في الحركه.

بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة:-
مرحله المساومه و أبدأ أساوم ،ماذا لو كنت تركته في المستشفى فتره أطول كان من الممكن أن يتحسن وماذا لو كنت ذهبت للدكتور الفلاني كان من الممكن أن تتحسن حالته، ولو كان أخذ العلاج العلاني ممكن ما كان حدث كذا ولو ولو مليون الف ولو…

وهذا طبعا يحدث كثير جدا في العلاقات المؤذية بعد ما نخرج منها يحدث مساومات كثير جدا إكيد أنا من وصلت بنا لهذه النتيجة وتركته يرحل ماذا لو كنت أكثر جمالا من الممكن كانت إستمرت هذه العلاقة لفتره أطول لو كنت أكثر هدوءا من الممكن ما كنت خسرته ولو كنت أنصت لكلامه و وأوافقه الرأي من الممكن كان حدث تغييرفي مجريات الأمور
المساومات جزء طبيعي ومرحلة طبيعية من مراحل الفقد ولاكن عندما نصدقها أو نبالغ في هذه الأفكار بنصبح chained up مقيدين و مسلسلين لهذه الأفكار و نعيش فيها فيزيد شعورنا بالذنب و التأنيب وجلد الذات.

ودائما أعتبر نفسي انا المسؤول عن الفقد أنا السبب في ما حدث أنا من أخطأ في شيء ما وهذا الشعور فقط بمفرده مؤلم ومتعب جداً لأن اي شعور مضاف عليه ذنب أو تأنيب أو أي إحساس بالخذي
و العار لا ينتهي بل بالعكس يظل بداخلنا و يسبب لنا تراكمات ويسبب لنا إيزاء فيما بعد لو أستطعت تخطي هذه المرحلة وكسرت مرحلة الإنكار و وقفت عند مرحلة الغضب و إحترمت وجوده ورديت علي هذه التساؤلات بعد ذلك ننتقل لمرحله الحزن العميق
وهذه المرحلة الرابعة ولو عرفت أتخطى مرحله الإنكار اللتي بداخلي و أتقبل بعد ذلك. بدخل في حالة من الحزن وهو شعور فطري و طبيعي و شعور موجود لكي يطبطب علينا لكي يترك لنا مساحه أن ننهار ونشعر بالبكاء و نشعر بالوجع و نشعر بالفقد نفسه تستطعمه و تتذوق طعمه لكي تصبح نسخه افضل من نفسك لأن هذا الحزن هو اللي بيطبطب عليك إنكسارك الأن في هذا الوقت هو ما يقول لك لاحقا إن كل الناس مهما بلغت درجه قوتهم لديهم مشاعر حزن ولنا في النبي صلي الله عليه وسلم أسوه حسنه عندما كان يبكي علي إبنه لأن هذا ليس عيبا ولا حرام ومشروع و الحزن لا يبعدك عن الله عز وجل ولا يوجد اي مشكلة انك تحزن وتعيش مشاعر الحزن بعض الوقت ولاكن المشكلة عندما نقوم بالضغط علي أنفسنا في هذه المرحلة و نستعيب هذا الشعور و نعتبره قله إيمان أو ضعف إيمان إنك حزين أو غير راض بما يكفي، علي الإطلاق أنت قلبك راض ولاكن مشاعرك حزينه وهذا أمر طبيعي جدا عندما تسمح لهذا الحزن إن يمر بسلام و يأخذ وقته حين إذن تشعر بالتقبل إنك قبلت و أستوعبت و التقبل ليس معناه الرضا ولاكن التقبل معناه إني أري مبرر و عذر لما حدث و إني أري الصوره كامله و أري الأرباح و الخسائر وأري الجانب الجيد و الجانب السيء نصف الكوب الممتلئ ونصف الكوب الفارغ و عندما أري الصوره كامله أستطيع أن أقبل وانا مدرك دوري وحجم قدراتي بمعني أنا أعلم ما أستطيع تقبله وما لا أستطيع تقبله وما هو حجم طاقتي و تحملي و عندما أتقبل و أستطيع المواصلة مره اخري منً المحتمل أنهض وأنا منكسر ومن المحتمل أقوم وأنا بداخلي إحساس بالغصه أو إحساس إني بداخلي أشياء لم تنتهي بعد ومن المحتمل إن الدائره اللتي بداخلي وأنا بداخلها تلف بأشكال مختلفة و بدرجات مختلفة ومن المحتمل تنقلب من مرحله إلي مرحله ونعود مره اخري الي نقطه البدايه او ننتكس في مرحلة منهم وهذا أمر طبيعي جدا ولاكن من المهم إن جميع هذه المراحل مفترض إن لا تتعدي السته أشهر لكي يكون أمر طبيعي ولو زادت عن هذه المده بنبدأ في الدخول في شكل من الأشكال المرضية قد يكون في صوره إضطراب ما بعد الصدمه أو مرض إكتئاب أو مشكلة في تعاملي مع مشاعري أو تراكمات أخري فالمهم إني أكون واعي بنفسي وأترك لها المساحة الكافية في إنها تأخذ وقتها بدون ضغط مني وبدون ما أسمع نفسي اي كلام سلبي مما يدور حولي

وأراكم المره القادمة إن شاءالله في خاطره جديده نتشاركها سويا.

نسرين شحاده

شاهد أيضاً

القبض على مسئولين لتورطهم في استغلال سلطاتهم الوظيفية لتسهيل ارتكاب مخالفات البناء

القبض على مسئولين لتورطهم في استغلال سلطاتهم الوظيفية لتسهيل ارتكاب مخالفات البناء كتب/سيد عبدالسميع في …