الحياة فضاء لا متناهٍ.. نافذتك القديمة ليست قيداً

الحياة فضاء لا متناهٍ.. نافذتك القديمة ليست قيداً

بقلم/ أيمن بحر

الحياة فضاء رحب ممتد بلا حدود تتسع سماؤه لكل الأحلام وتحتضن دروبه كل التجارب. ومع ذلك، يصرّ البعض على التمسك بنافذة قديمة أطلّوا منها يوماً كأنها وحدها العالم، وكأن ذكرياتها تملك الحق في أسر أبصارهم إلى الأبد.

النافذة القديمة جميلة، تحمل في طياتها لحظات صافية وذكريات ناصعة، لكنها تظل زاوية محدودة من اتساع الكون. جمالها لا يمنحها حق احتكار النظر، ولا مبرر لتحويلها من ذكرى دافئة إلى قيد يحد من الانطلاق نحو الأفق الأوسع.

إن التمسك بالماضي، مهما بدا جميلاً، قد يتحول مع الوقت إلى عائق، يغلق أبواب الحاضر ويكبل خطوات المستقبل. الحياة تعلمنا أن التجربة ثروة، وأن الذكرى نور، لكنها ليست سجناً. وما أضيق أن يعيش الإنسان أسيراً لمشهد واحد بينما العالم مفتوح أمامه بألف مشهد جديد.

من نافذة إلى أخرى، ومن تجربة إلى أخرى، يكتشف الإنسان أن الاتساع هو سر الحياة، وأن التجدد هو طوق النجاة. فما أكثر من وقفوا طويلًا عند نافذة بعينها، ليكتشفوا لاحقاً أنهم حرموا أنفسهم من رؤية فسحة أكبر، وفرصة أجمل، وحياة أرحب.

الحياة لا تنتظر المترددين، ولا تعترف بالأسرى. من أراد العبور إلى أفق أوسع، عليه أن يجرؤ على ترك النافذة القديمة خلفه، محتفظاً بجمالها كذكرى، لا كقيد.

هكذا فقط، يصبح الماضي زاداً لا عبئاً، وتغدو الذكرى شعلة تضيء الطريق، لا سلسلة تكبّل القدمين.

شاهد أيضاً

اسكتلندا تتمسك بالاستقلال هربا من مخاطر قاعدة كلايد النووية

اسكتلندا تتمسك بالاستقلال هربا من مخاطر قاعدة كلايد النووية كتب/ أيمن بحر    تتجدد فى …

وزير المالية.. فى حوار مفتوح مع ممثلي شركات التكنولوجيا بمؤتمر «Cairo ICT»

وزير المالية.. فى حوار مفتوح مع ممثلي شركات التكنولوجيا بمؤتمر «Cairo ICT»   كتب/ أيمن …