الحروب العربية حلها بيد العرب
بقلم/عصام العربي
تتجه أنظار العالم كله نحو القضية الفلسطينية وما يحدث هناك من مجازر وهدم منازل وهتك عروض وكله بدم بارد علي ايدي بني صهيون.. ومن ثم اقول لا لوم علي العالم عندما يسلط اضوائه وإعلامه نحو هؤلاء الرجال والنساء والأطفال في غزه الجريح.. فمنذ السابع من أكتوبر 2023 قام طوفان الأقصي بيد حماس التي في مقالي هذا أقول ليس بني صهيون فقط من إحتل فلسطين بل ايضا حركة حماس هي محتل غاشم لفلسطين.. ويتحملون هم عواقب ما يحدث من دمار في كل شيئ علي أرض فلسطين سواء في غزة او الضفه او كل ربوع فلسطين.. ولا أبرأهم من مخطط حمسوإسرائيلي للقضاء علي القضية الفلسطينية…
السنوار ومشعل وهنيه لا فرق بينهم وبين نتنياهو هم وصمه عار علي جبين فلسطين والفلسطينيين ووصمه في جبين سكان غزة اللذين سلموا أمرهم بيد عصبه من اللصوص اعتادو العيش علي جمع التبرعات والأمدادات التي تأتيهم من قادة المذهب الشيعي في ايران وذراعهم بالمنطقه الحوثيين ..
ومما زاد الطين بله المسرحية الهزليه التي قامت بها ايران وفرقعت بمب علي اسرائيل بحجة نصرة فلسطين والاسلام.. يالها من مسخرة وأيضا العالم يقف متفرجا ماذا يفعل العرب.
ورغم أهمية القضية الفلسطينية وجب علي قادة أمتنا ألا ينسون حروباً أخرى حصدت أرواح مئات بل آلاف الأشقاء ولا تزال مشتعلة دون أن تنال من الاهتمام وتسليط الضوء المستحق.
فقبل أيام قليلة بالتحديد يوم الخامس عشر من ابريل الجاري حلت الذكري السنوية الأولي لإندلاع الحرب الدموية في السودان بين قوات الجيش النظامي للدولة بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي كانت حليفة له في ترتيبات الوضع العسكري الانتقالي بقيادة البصمجي راعي الإبل محمد حمدان دوقلو الشهير بحميدتي.
يقدَّر ضحايا هذه الحرب بعشرين ألف قتيل وملايين اللاجئين والمهاجرين داخل وخارج السودان أما الاقتصاد الهشّ فقد تدمر بالكامل ولا يبدو أن الحل السلمي في الأفق من خلال المبادرات والمؤتمرات التي لا يتحقق عنها أي نتائج فالدول التي تدخلت بالحلول ماهي بقادره وفقط تنظم مؤتمرات للوجاهه الإعلامية لا أكثر..فلا حل للقضية السودانيه الا بمصر.
وفي ليبيا الحرب الأهلية ما زالت قائمة والبلاد موزعة إلى فريقين والمليشيات القبلية والأيديولوجية مهيمنة في كثير من المناطق والحلول الدولية متعثرة ولا يبدو أن الوضع سيتغير في المستقبل.
وكذلك سورية وضع مماثل الحكومة تسيطر على العاصمة دمشق وبعض المدن الكبرى والمنظمات المسلحة لا تزال تسيطر على مناطق كثيرة والتدخل الخارجي مستمر دون أفق للحل السياسي رغم الوساطات العديدة المتكررة.
واذا تطرقنا لليمن فلا تزال المليشيات الحوثية المدعومة من ايران وما خفي كان أعظم متحكمة في شمال البلاد ولم يستعد هذا البلد وحدته وتماسكه رغم الجهود الكبيرة التي بذلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية والحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها.
الصومال الجريح في نفس الوضع الكارثي والحرب الأهلية مستمرة في البلاد والوضع اللبناني ليس أفضل..
البلاد بدون رئيس ولا حكومة ومليشيات حزب الله الشيعية تتحكم في صنع القرار وتسيطر على كل مناطق البلاد.
العراق جرح نازف منذ حرب 2003 والحرب الأهلية الطائفية مستمرة والمليشيات المدعومة من الخارج تتصدر الساحة السياسية والشمال الكردي في حالة شبه انفصال عن السلطة المركزية.
واذا نظرنا بشمولية نري ان ايران وراء ما يحدث ففي غزه حماس تدعمها ايران وفي اليمن الحوثي وتدعمه ايران وفي سوريا وفي العراق تري اي شبح فارسي شيعي يتوغل في منطقتنا..
لا أحد ينكر مسؤولية إسرائيل الكبرى في سفك الدم العربي وقتل وتشريد أشقائنا الفلسطينيين.. ولا ابرئ حماس كشريك.
فلا يمكن التفريق بين دم عربي وآخر ولا بين طرف معتدٍ وطرف آخر.. علينا أن نتحلّى بالشجاعة والصراحة لكي نحدد مسؤولية كل جهة من الجهات.. فكفى لعباً بدمائنا باسم الدين والأمة.. وكما علمتنا التجربة لن يحل مشاكل العرب إلا العرب.. وما خلاف ذلك فهو مجرد وهم..