أخبار عاجلة

الحرب القائمة قد تعيد تشكيل العقيدة العسكرية وموازين القوى

بلال سمير 

قصفت إسرائيل أهدافًا إيرانية شديدة الحساسية بدقة عالية، ونجحت في اغتيال كبار القادة الأمنيين والعسكريين

 إلى جانب أبرز علماء الذرة والفيزياء والطاقة النووية داخل الأراضي الإيرانية.

حدث كل هذا في إيران، الدولة التي تبعد أكثر من 1500 كيلومتر عن فلسطين، وتعيش في حالة عداء علني ومباشر مع إسرائيل، ولا تربطها بها أي علاقات دبلوماسية، بل تمنع دخول حاملي الجنسية الإسرائيلية منعًا تامًا، وتفرض رقابة مشددة على دخول الجنسيات الغربية عمومًا.

 

فإذا كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة في بيئة مغلقة وعدائية بالكامل، فماذا يمكن أن يكون لديها من معلومات داخل الدول الأقرب لها

 

 ما يجري ليس مجرد ضربات محدودة، بل حرب وجود تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني أو على الأقل كسره وإضعافه تمهيدًا لقبوله بالهيمنة الأمريكية-الصهيونية.

 

لتحقيق هذا الهدف تُستهدف ثلاثة محاور: تدمير البرنامج النووي، شل القدرات العسكرية وخاصة الصواريخ، وتحفيز انقلاب داخلي بدعم نخب عسكرية وسياسية.

 

الكيان نفّذ عملية معقدة مبنية على عنصر المفاجأة، شملت اختراقًا داخليًا عبر عملاء وكوماندوز أقاموا قواعد سرية داخل إيران.

 

 كان هناك رهان على انهيار النظام من الداخل، عبر خلايا نائمة تنفذ انقلابًا يشمل تصفية القيادة العليا، لكن تم إحباط المخطط مؤقتًا.

 

 بعد استعادة توازنه، انتقل النظام الإيراني للهجوم باستخدام منظوماته الصاروخية.

 

 إيران تعرّضت لخديعة دبلوماسية غربية من خلال مفاوضات ومناورات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، استُخدمت كغطاء للحرب.

 

دخلت إيران تدريجيًا في “مود الحرب”، وتجاوزت خطوطًا حمراء في عمق الكيان، وهو تحوّل استراتيجي حاسم.

 

لم تستخدم إيران كامل ترسانتها بعد، وتستعد على ما يبدو لحرب طويلة الأمد.

 

 للمرة الأولى، يخوض الكيان حربًا مباشرة مع طرف غير عربي، ما يثير قلق بعض الحكومات العربية أكثر من الكيان نفسه.

 

 هذه أول مواجهة مع “دولة” منذ حرب 1973، وليست مع تنظيمات.

 

تدور المعركة في عمق الكيان، بالقرب من منشآته الحيوية في تل أبيب، ما يضرب مفهوم أمنه في الصميم.

 

 إيران تخوض أول حرب مباشرة على أراضيها منذ عقود، في مواجهة غير تقليدية تشمل الأبعاد الجيوسياسية والتقنية والاستخباراتية.

 

 الحرب تتجاوز طرفين، وتشمل تحالفًا ثلاثيًا أمريكي-إسرائيلي-عربي في مواجهة إيران وحلفائها المتبقين.

 

 أمريكا شريك مباشر في التخطيط والدعم والتنفيذ.

 

 هذه الحرب ستعيد تشكيل العقيدة العسكرية وموازين القوى، وتؤثر على التحالفات الإقليمية والدولية لعقود قادمة.

 

 هذه حرب غير مسبوقة في حجمها وأهدافها وتداعياتها.

شاهد أيضاً

إيران تطلق ضربة صاروخية جديدة على مدن إسرائيلية

كتب: أحمد عبد الحميد  أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية جولة جديدة من الصواريخ والمسيرات على مدن …