التواصل بين الوعي واللاوعي 

التواصل بين الوعي واللاوعي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية أن هناك تواصل بين الوعي واللاوعي وتكامل في الأدوار، ومن الشرود ما قتل وكثير من الناس يشكون من الشرود الذهني أثناء تفكيرهم مع أنهم يدّعون مجاهدة أنفسهم للظفر بنسبة من التركيز تمكنهم من إنهاء عملية التفكير بسرعة قبل أن يفترس الشرود بنات أفكارهم، فما هو التركيز وكيف نظفر به؟ وإنه لا يعني التركيز كما هو شائع أن يبقى العقل عاكفا على قضية واحدة، أو حول فكرة واحدة، أو في مكان واحد، وإنما يعني تناول مشكلة أو موضوع بإستمرار ووضعه نصب عيني الشخص. 

 

حتى يتم التوصل إلى نتائج معينة، ويرجع أغلب التشتت الذهني إلى عدم الإقتناع بأهمية ما نفكر به، أو إلى أن هناك ما هو أهم منه، وإذا رغبت في إصطحاب التركيز دائما فعليك أن تعتاد على التركيز، فالتركيز هو عادة قبل أي شيء آخر، كما أن الشرود عادة، فجاهد نفسك وكن صارما مع الأفكار التي تحاول أن تصدك عن تفكيرك، وقم بقطع حبالها قبل أن تخنقه، ولا تكن عينك رقيبا يجوب أطراف المكان ويتعاهد أجزاءه، ولا تكن أذنك جهاز ترصد للأصوات المشتتة، وأن تقتنع بما تفكر به ثم تختار الوقت المناسب للتفكير، وأن ترخي ذهنك وبدنك وبعضهم يقول بأن عدم الإسترخاء أفضل للتركيز وقد يكون الرأي الأرجح أن الناس يختلفون في ذلك، فإختر الأنسب لك، وكما أن هناك طريقة قد تؤدي إلى التركيز خاصة عند من يعانون من نوبات التشتت المزمنة. 

 

وهي الإمساك بقلم والإستعداد لتدوين أمالي العقل وتدفقات الفكر، وهي طريقة مجربة إستخدمها بعض النابهين وأشادوا بجدواها وأبانوا عن طيب نتائجها وقد يشعر من يمسك بقلمه لتدوين أفكاره في حالات خاصة بأنها تتدفق بقوة دافعة وحينئذ قد يحسن إلقاء القلم والإسترسال في عملية التفكير ريثما تخف درجة التدفق ومن ثم معاودة التدوين، فإن في وسعك أنت تجريبها، واعلموا أن هناك فيروسات خطيرة متناثرة في بيئتنا الثقافية بمنظوماتها المختلفة، أصابت تفكيرنا بفقر الدم، وأذهاننا بالشلل وعقولنا بالكساح مما يظهر أهمية تفعيل جملة من النصوص الشرعية في عقلنا الجمعي والفردي للاستشفاء والتداوي بها، والتي من شأنها إجراء عملية جراحة ذهنية، نتمكن بها من إزالة تلك الفيروسات وإزهاقها، كقول الله تعالى في الحث على الثتبت والتحري.

 

” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ” وكما في قوله تعالي ” إن الظن لا يغني من الحق شيئا ” وقوله تعالى في بيان سبب المصائب ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ” وقول النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الإنتفاش الكاذب ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قيل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا؟ قال إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس” ومع أهمية إستحضار هذه النصوص وغيرها وتفعيلها في العقول، يجب تعاهد تلك العقول بالتربية والإنضاج، والحزم في إزالة ما علق بها من تلك الفيروسات لسبب أو لآخر، والجرأة في الإنكار الذهني على المعتلين والمتلبسين بها والديمومة في تذكير الغافلين أو المتغافلين.

شاهد أيضاً

بروتوكولات آل صهيون

بروتوكولات آل صهيون بقلم الأديب المصرى  د. طارق رضوان جمعة    هناك قرابة حميمة بينك …

” أنا وقيس وعنترة “

” أنا وقيس وعنترة “ ‘ ثلاثة مجانين وأنثى لا تُرى ‘ (الخشبة مظلمة . …