بقلــــم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعـــــة أعرض عن الجاهل السفيه…فكل ما قال فهو فيه ما ضر بحر الفرات يوما…إن خاض بعض الكلاب فيه … (الشافعي) بلاغة القول وبلاغة الفعل: بعيداً عن الإطناب والمجاز والتشبيه ومصطلحات شاقة ومعقدة، ما هي البلاغة؟ هي شيء من الغموض. فلماذا يلجأ الأدباء للغموض؟ البلاغة ليست كثرة الكلمات بل هي ما قلت حروفه وزاد وكفى وشفى معناه. وكل لبيب بالإشارة يفهم. فهي للبلغاء والأصفياء. والبلاغة موهبة خبيثة لمن يمتلكونها تحت القيادة. وهناك ما هو أهم من البلاغة وامتلاكها ، فليس عليك القلق من قلة امتلاك البلاغة ولكن عليك القلق من عدم امتلاك قلوب تفهمك وتتقبل قولك، فقديماً قالوا (حبيبك يبلع لك الزلط). فقد أصبحنا في زمن يستلزم أن تتجول وإلى جانبك محامى يدافع عن حسن نواياك، حيث انعدمت الثقة وندر الود والمحبة الصادقة. و«البليغ»، هو الشخص القادر على الإقناع والتأثير بواسطة كلامه وأدائه. فالبلاغة تدل في اللغة العربية على إيصال معنى الخطاب كاملًا إلى المتلقي، سواء أكان سامعًا أم قارئًا. وفى مقالي هذا لا تقتصر البلاغة على البشر فحسب وإنما أرى أن هناك البعض من مخلوقات الله قد أنعم عليهم بالبلاغة الفطرية. فإذا كانت البلاغة هي فن الإقناع والتأثير في الأخرين فأنت تستعين بكلاب الشرطة على سبيل المثال وتتبع خطواتهم لكشف لغز جريمة ما. فالكلب رغم أنه حيوان أستطاع إقناعك بالأخذ برأيه. المحبة وفن الغزل بين الطيور من منظوري المتواضع بلاغة. فن التعايش بين الفرد والأخر أو حيوان وأخر أو فرد وحيوان بلاغة. تربية طرزان من قبل القردة بلاغة فطرية. والحكمة لا تأتي إلا من تجربة، والتجربة لا تأتي إلا بالعمل، والبلاغة لا تأتى إلا بعد ممارسة. وقد أبحرت كثيراً في دراسة اللغة الإنجليزية وآدابها، إلا ان من عادتي كلما تعلمت الكثير شعرت بالضالة والاحتياج لمعرفة المزيد. فسبحان العليم القدير. فالعلم بحر لا ينتهى، والاحتياج إلى معرفة المزيد نهم وعطش لا يرتوى. فالعلم يسرق قلوب محبيه. واللفظ البليغ كنز وسر من أسرار الله الذى اختص به بعض عباده. وتحضرني بعض القصص والروايات منها قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: فلما أراد عمر بن الخطاب قتل الهرمزان (وهو أمير في الجيش الفارسي في معركة القادسية) استسقى ماء فأتوه بقدح فيه ماء فأمسكه في يده واضطرب. فقال له عمر: لا بأس عليك حتى تشربه، فألقى القدح من يده فأمر عمر بقتله. فقال: أو لم تؤمني؟ قال: كيف أمنتك. قال: قلت لا بأس عليك حتى تشربه، وقولك لا بأس عليك أمان، ولم أشربه، فقال عمر: قاتلك الله أخذت مني أماناً ولم أشعر. ويقال: الحاجة تفتح أبواب الحيل، وليس العاقل الذي يحتال للأمور إذا وقع فيها، بل العاقل الذي يحتال للأمور أن لا يقع فيها. ولما بايع الرشيد لأولاده بولاية العهد تخلف رجل معروف من الفقهاء فقال له الرشيد: لِمَ تخلفت؟ فقال: عاقني عائق، فقال: اقرأوا عليه كتاب البيعة، فقال يا أمير المؤمنين هذه البيعة في عنقي إلى قيامي الساعة، فلم يفهم الرشيد ما أراد وظن أنه إلى قيامِ الساعة أي يوم الحشر، وما أراد الرجل إلا قيامه من المجلس. لطالما اعتقد العلماء أن قدرة الإنسان على تكوين الكلمات –اللبنات الأساسية في اللغة- نشأت كآلية دماغية مميزة لدعم القدرة على التواصل. ويفسر أنديكس ذلك قائلًا إن الكلمات عبارة عن أصوات اعتباطية يحدد لها الإنسان معانيَ. وبصورة عامة، لا تتجلى هذه القدرة لدى الحيوانات الأخرى، ويشير أنديكس إلى أنه رغم أن الكلاب لا تستطيع نطق الكلمات، يبدو أنها تستطيع فهم مجموعة كبيرة منها؛ فالكلاب تجلس، وتلتقط ما يُقذف لها، وتصافح وتحتضن، استجابةً لمداعبات أصحابها من البشر كل يوم. ويمكن للكلاب التمييز بين نبرة الصوت المبتهجة والنبرة الغاضبة. وسبحان الله بعض الحيوانات مثل الكلاب لها قدرة عجيبة على التواصل مع البشر. فالكلاب -على غرار البشر- تستخدم مناطق مختلفة من الدماغ لمعالجة أجزاء مختلفة من الحديث، إذ إنها تستخدم نصف الدماغ الأيسر لتحليل معاني الكلمات، والنصف الأيمن لتحليل نغمة الصوت. تُعد قصة الكلاب الثلاثة هي قصة سويديّة، قامَ عدد من الكتاب بتأليفها وقامت الكاتبة كلارا ستروبي بتحريرها. وتمّت ترجمة هذه القصة من اللغة السويديّة إلى اللغة الإنجليزيّة من قِبَل المترجم فريدريك مارتنز. الشخصيات: الشاب الراعي. الملك. الأميرات. ملخص أحداث قصة الكلاب الثلاثة: في قديم الزمان كان هناك ملك وملكة أعطاهم الله ابنة صغيرة، وبينما كانت الطفلة ترقد في مهدها دخلت امرأة عجوز غريبة المظهر إلى الغرفة ولم يعرف أحد من تكون ولا من أين أتت. ألقت السيدة العجوز نظرة على الطفلة وقالت: يجب ألا يُسمح لها بالخروج تحت السماء المفتوحة حتى تبلغ الخامسة عشرة من عمرها وإلا سيأخذها القزم الجبلي. وعندما سمع الملك هذا أخذ كلماتها على محمل الجد وأرسل حراسًا لمراقبة الأميرة الصغيرة حتى لا تخرج تحت السماء المفتوحة. وبعد ذلك بوقت، أنجب الملك والملكة ابنة صغيرة أخرى، ولكن المرأة العجوز الحكيمة ظهرت مرة أخرى وحذرت الملك من السماح للأميرة بالخروج تحت السماء المفتوحة حتى تبلغ الخامسة عشرة من عمرها. وبعد ذلك بفترة، أنجب الملك ابنة ثالثة وهذه المرة أيضًا ظهرت المرأة العجوز وكررت ما سبق أنْ قالته عن خروج الأميرات. ولذلك أصدر الملك أوامر صارمة بأنْ تبقى الأميرات الثلاث دائمًا تحت سقف القلعة. مر وقت طويل وكبرت بنات الملك وأصبحن أجمل عذارى في المملكة. وذات يوم بينما كان والدهن بعيدًا في الحرب، كانت الأميرات الثلاث جالسات على النافذة وينظرن إلى الخارج يشاهدن شروق الشمس، فشعرن برغبة كبيرة باللعب بالزهور الجميلة وتوسلن إلى حراسهن للسماح لهن بالذهاب إلى الحديقة لفترة قصيرة. ولكن الحراس لم يسمحوا بذلك؛ لأنهم خافوا من غضب الملك. وبعد فترة طويلة من التوسل للحراس، ذهبن الفتيات للخارج فسقطت سحابة فجأة وحملتهن، حاول الحراس استعادة الأميرات ولكن بدون جدوى. ثم حزنت المملكة بأكملها على حال الملك والملكة، ولكن لم يجلس الملك مكتوف الأيدي بل قال: من يجد الفتيات سأزوجه واحدة منهن وسأعطيه نصف المملكة. انطلق العديد من الشباب للبحث عن الأميرات. وفي الجانب الآخر من الغابة، كانت أرملة فقيرة لديها ابن وحيد يذهب بخنازير أمه إلى المراعي كل يوم، كان هذا الشاب يعزف على الفلوت بشكل رائع. وفي أحد الأيام، جاء رجل عجوز إلى المرعية لديه كلب كبير وقوي وعندما رأى الشاب الكلب أعجبه للغاية، قال له العجوز: أريد أنْ أستبدل كلبي بأحد خنازيرك. وافق الشاب على ذلك بسرعة وذهب إلى منزله، ولكن عندما سمعت والدته أنَّه أعطى الخنزير الرمادي للرجل وأخذ الكلب عوضًا عنه غضبت للغاية وضربت ابنها. وفي اليوم التالي عاد الشاب إلى الغابة مع كلبه والخنازير وبعد فترة جلس وعزف على الفلوت كالمعتاد ورقص الكلب على عزفه بمهارة. وبينما كان جالسًا خرج الرجل العجوز مرة أخرى ومعه كلب آخر ليس أصغر من الأول، عرض عليه إبدال كلبه بالخنزير ووافق الشاب على ذلك. وعندما عاد إلى المنزل كانت أمه غاضبة للغاية، ولكنها لم تتحدث خوفًا من الكلاب. وبعد ذلك بيوم واحد ذهب الشاب إلى الغابة ووجد الرجل العجوز وعرض عليه نفس عروضه السابقة واستبدل خنزيره بكلب كبير. كان الشاب يذهب للصيد بهذه الكلاب الثلاثة وكان يجلب معه كمية وفيرة من الحيوانات التي قام بصيدها. وفي أحد الأيام، ذهب الشاب ليتجول في الغابة المظلمة وخرج أمامه العجوز وقال له: استمر في المضي قدمًا حتى تصل إلى القلعة الملكية وهناك ستصبح ثريًا. وبعد أنْ وصل إلى المملكة قدَّم الملك إعلانه مرة أخرى بأنَّ من سيجد الأميرات سيتزوج واحدة منهن وسيحصل على نصف المملكة. أخذ الشاب كلابه وذهب الى قصر الملك، أخذ الإذن من الملك للذهاب والبحث عن الأميرات، وعندما وافق الملك على ذلك ذهب الشاب للبحث عنهن. وخلال رحلته البحثيّة، مر الشاب بعدد كبير من الممالك ولم يجد أي شيء عن الأميرات. كان أحد الكلاب ذو سمع جيد للغاية، فيستطيع سماع خطوات الحصان على بعد العديد من الأميال، فسمع صوت أحد الأميرات في الغابة وعرف من خلال سمعه القوي بأنَّ القزم لم يكن وقتها في المنزل. وبعد السير للعديد من الأميال، رأى الشاب عذراء جميلة جالسة في غرفة على قمة الجبل تلف خيطًا ذهبيًا على مغزل ذهبي. صعد الشاب ورحّب بالفتاة الجميلة، فوجئت ابنة الملك بشدة وقالت: من أنت الذي تجرؤ على الدخول إلى قاعة القزم؟ طوال السنوات السبع التي قضيتها هنا في الجبل لم أر إنسانًا على الإطلاق. وأضافت: بحق السماء اسرع قبل أنْ يعود القزم إلى المنزل وإلّا ستفقد حياتك! لكن الشاب لم يكن خائفًا وقال: سأنتظر عودة القزم. وبينما كانا يتحدثان معًا جاء القزم راكبًا على حصانه المغطى بالذهب وعندما رأى البوابة مفتوحة غضب بشدة وصرخ: من حطم باب جبلي؟ أجاب الشاب بجرأة: أنا الذي حطمته والآن سأحطمك أيضًا! أمر الشاب كلابه بقتل القزم وانقضت عليه على الفور وبعدها أمر كلابه بقتل الحمار. وبعد ذلك حمل الذهب والعتاد الذي وجده في الجبل وذهب على عجل مع ابنة الملك الجميلة. وبعد أنْ ساروا مسافة طويلة، أخبر الكلب سيده بمكان الأميرة الثانية، فسمع الكلب ابنة الملك الثانية جالسة بداخل غرفة جبلية تلف خيوطًا ذهبية ولم يكن القزم نفي المنزل. أسرع الشاب نحو الجبل مع كلابه، رأى الشاب الأميرة الجميلة في الغرفة وبينما كانا يتحدثان معًا جاء القزم وغضب من المنظر أمامه، ولكن الكلاب مزقته إلى قطع صغيرة وأخذ كنوز القزم معه. ذهب الشاب بالأميرات اللواتي سُعدن كثيرًا برؤية بعضهما البعض، وذهبوا للبحث عن الأميرة الثالثة، سمع الكلب ابنة الملك الثالثة جالسة في غرفة جبلية وحدها ولم يكن القزم في المنزل. أسرع الشاب نحو الجبل وكانت كلابه معه وعندما رأى الأميرة وجد بأنَّها جميلة للغاية، فلم يكن لها مثيل في كل الأرض. وبينما كانوا لا يزالون يتحدثون جاء القزم راكبًا على حماره مملوءً بالذهب وعندما دخل ورأى الشاب كان خائفًا جدًا؛ لأنه عرف المصير الذي حل بإخوته. كان القزم حسن الحديث وأمر الأميرة بأنْ تُعد الطعام للشاب. وعندما أنهى طعامه قال: الآن بعد أنْ أشبعت جوعى أعطني شيئًا لأروي عطشي! قال القزم: على قمة الجبل يوجد ينبوع شراب ولكن ليس لدي من يجلبه. قال الشاب: يمكن لأحد كلبي أنْ يصعد. ضحك القزم وقال بداخله: جيد للغاية! أمر الشاب كلبه بالذهاب إلى الينبوع، فذهب الكلب ليجلبه ومضى الوقت طويلًا ولم يعد. أمر الشاب الكلب الثاني بأنْ يذهب للبحث عن الكلب الأول، كان القزم سعيد للغاية وكانت الأميرة حزينة للغاية؛ لأنها كانت تعرف نوايا القزم. لم يعد الكلب الثاني وكان سيده قلق للغاية، فأرسل الكلب الثالث وعندما وصل الكلب إلى قمة الجبل وراء الكلاب الأخرى، ارتفع حوله جدار عالٍ وأصبح سجينًا بقوة سحر القزم. والآن بعد أنْ اختفت الكلاب الثلاثة سحب القزم سيفه وأراد قتل الشاب، قال الشاب: أود أنْ أصلي وأعزف على الفلوت فهذه هي العادة في بلدي، وافق القزم ولكنه قال: لن أنتظر طويلاً. وقع الشاب على ركبتيه وبدأ ينفخ فلوته حتى دوى الصوت في التل والوادي وفي تلك اللحظة كُسر الجدار السحري وتم إطلاق سراح الكلاب ومزقوا القزم. أخذ الشاب كل الكنوز وانطلق بأسرع ما يمكن من الغابة. وعندما كانوا لا يزالون في طريقهم التقوا باثنين من المتجولين، كانت ملابس الغريبين ممزقة فأوقف الشاب عربته وسألهم من هم ومن أين أتوا. أجاب الغرباء بأنَّهما أميران وخرجوا للبحث عن العذارى الثلاث في الجبل وأخذ الأميران معه في عربته الجميلة. وعندما عَلِم الأميران بأنَّ الشاب هو من أنقذ الأميرات شعروا بالغيرة ثم فجأة أمسكوه من حلقه وخنقوه وهددوا الأميرات بقتلهن إذا لم يقسمن على الصمت. عادت الأميرات إلى بيتهن وكان والدهن سعيد للغاية، ولكن كان الشاب مُلقى على الأرض كالميت. ولكن عندما استيقظ الشاب ذهب إلى قصر الملك وسأل عن الفتاة الصغرى، قالوا الحراس له بأنَّها تبكي منذ عودتها ولم ترغب بالزواج. دخل الشاب إلى القلعة وعندما رأت الفتاة الصغيرة الشاب روت ما حدث لوالدها. عندما عَلِمَ الملك بالخداع الذي حصل، أمر بطرد الأميران من الحفل وقام بتزويج الأميرة الصغيرة للشاب. وعند وفاة الملك أصبح هذا الشاب هو الحاكم للبلاد وعاشوا بسعادة وهناء.