كتب بلال سمير
هندسة التجويع في غزة تفشل وسط صمود شعبي أسطوري وتنديد دولي
تواجه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث تستمر سياسة الحصار وهندسة التجويع التي تُمارَس بحق أكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع منذ عدة شهور، وسط ظروف كارثية من انعدام الأمن الغذائي وشُحّ المياه والرعاية الصحية، ومع ذلك تُجمع تقارير دولية وإنسانية ومواقف شعبية على أن هذه السياسة القمعية لن تُكتب لها النجاح.
ففي تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي، تم التأكيد أن “غزة تعيش كارثة إنسانية من الدرجة القصوى، حيث يُعاني أكثر من نصف السكان من الجوع الحاد، بينما تهدد المجاعة أرواح الآلاف، خصوصاً الأطفال والمرضى.” وأكدت الأمم المتحدة أن الحصار المفروض يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ورغم هذه الظروف القاسية، يتواصل صمود سكان القطاع الأسطوري، الذين يرفضون الخضوع أو التنازل عن حقوقهم، ويفشلون بصمودهم وتمسكهم بأرضهم مخطط الاحتلال بالتهجير وتصفية القضية في ظل دعم شعبي واسع في الداخل والخارج.
كما تتعالى أصوات حقوقية تطالب بإنهاء سياسة التجويع فوراً وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
وتعكس ردود الفعل الدولية المتزايدة من احتجاجات شعبية إلى بيانات إدانة رسمية قناعةً راسخة بأن تجويع الشعوب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التحدي والصمود، ولن يكون بديلاً عن الحلول السياسية العادلة والدائمة.
تخيلوا دولة نووية، تُفاخر بأنها “الجيش الأقوى في الشرق الأوسط”، ومع ذلك حين تشتدّ ضربات الحرب، يهرع قادتها إلى مخابئ تحت الأرض، في بطون الجبال، على عمق مئات الأمتار… ثم يخرج إعلامها ليصف من يقاومها بلا سلاح جو ولا دفاعات ولا ملاجئ، بأنهم “فئران الأنفاق
هم من بنوا كيانهم على الحذر، وعلى الخوف وعلى الهروب نحو الأعماق كلما صعد دخان المواجهة…
وهم من رددوا عقودًا أن “البقاء للأذكى”، فإذا بهم يغرقون في نفاق الرواية، يرمون خصومهم بما فيهم، ويختبئون خلف ستار من الدعاية الرخيصة.
أما من يقاتل في النور والظلام، بلا غطاء، بلا مظلة، وبلا دولة تحميه…
فذاك بطل، حتى لو حفر في الأرض قبره أو نصره.
من يختبئ في الأنفاق مقاوم، ومن يختبئ في الجبال مدججًا بالسلاح جبان.
ولا يجتمع النور مع الكذب، ولا البطولة مع منطق المحتل.