البخل صفة مذمومة
د.عبدالواحد الجاسم
البخل :
هو منع العطاء للاخرين ، سواء كان هذا العطاء واجبا على الإنسان مثل الزكاة وغيرها ، أو كان من باب الصدقات الحسنة مثل مساعدة الفقراء وغيرها ..
* مراتب البخل
اولا :
هي إمساك الشيء الذي لا يحتاجه البخيل ولا ينفعه ، مثلا ان يكون عنده شيء معين لايحتاجه ويحتفظ به مثل الملابس التي لايحتاجها ولا يعطيها للمحتاجين وهذه ادنى مرتبه من البخل
ثانيا :
المرتبه الثانيه تصاعديا وهي : البخل بالشيء الذي لا يملكه البخيل انما يقوم فقط بالعمل .
مثال ايصال مبلغ من المال او حاجه معينه للفقراء حيث يرفض ذلك وكأنما الاموال من عنده .
ثالثا :
وهي : ان بعض الأشخاص لا يبخل على الآخرين فحسب ، بل إنه يبخل على نفسه أيضاً .
* انواع البخل
1- لا یقتصر البخل على الاموال فقط بل یشمل العلم المفيد للناس وكتمانه.
2- الامتناع عن السلام على الآخرين.
3- عدم الصلاة على النبي (عليه افضل الصلاة والسلام )
4- عدم التبسم في وجوه الناس.
5-عدم الفرح واظهار البشاسة عند استقبال الضيوف ..الخ ..
* أسباب البخل
الجهل
الأمراض النفسية
والعجز
الوساوس التي تعتري الإنسان حول الإنفاق وأنه سبب الفقر
الكفر والنفاق ، وسوء الظن بالوعد الإلهي ..
* الآثار الناجمة عن البخل
للبخل آثار ونتائج كثيرة تضر بالبخيل .
اولا :
البعد عن الله ودخول النار : عن الإمام الرضا “ع”
أنّه قال : ( السخاء شجرة في الجنة أغصانُها في الدنيا ، فمن تعلق بغصن مِنهَا أدَّتهُ إِلى الجنة ، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها أدته إلى النار ….) ..
ثانيا :
الإصابة ببعض الأمراض ، حيث يروى عن الإمام الصادق “ع” انه قال : (….. إن قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام ؛ فأعقبهم البخُل داء لا دواء لهُ ) ..
ثالثا :
البخل منشأ كلّ سوء : قال أمير المؤمنين “ع” : ( البخل جامع لمساوئ العيوب ، وهو زمام يُقاد به إِلى كُل سوء ) ..
رابعا :
البخل مفقر ،قول النبي “ص” : ( مَن كانَ الفَقرُ في قَلبِهِ ، فَلا يُغنيهِ ما اُكثِرَ لَهُ فِي الدُّنيا ، وإنَّما يَضُرُّ نَفسَهُ شُحُّها ) ..
خامسا :
لا راحة لبخيل ، قول النبي “ص” : ( أقَلُّ النّاسِ راحَةً البَخيلُ ) ، وعن الإمام الصادق “ع” : ،( خَمسٌ هُنَّ كَما أقولُ : لَيسَت لِبَخيلٍ راحَةٌ…) ..
لان البخيل في حكم أشدّ الفقراء وضعًا خاصّةً إذا شمل بخلُه نفسَه وعيالَه ، وهو دائم الهمّ من أجل جمع المال وحفظه ، ولا ينجو من لوم اللائمين ، وتشهير المشهِّرين ، وهو ضيِّق الصدر ومهموم
عن الإمام علي “ع” : ( ضاقَ صَدرُ مَن ضاقَت يَدُهُ ) ..
سادسا :
البخل وقاحة
عن الإمام علي “ع” : ( السَّخِيُّ شُجاعُ القَلبِ، وَالبَخيلُ شُجاعُ الوَجهِ ) يعني اذا تريد تعرف شخص معين هل هو شجاع ام جبان فانظر إلى حاله : فإن كان كريما وسخيا فهو شجاع ، وأن كان بخيلا فهو جبان ..
* الحكم الشرعي للبخل
اختلف العلماء المختصين بالفتوى في ذلك :
اولا :
ظاهر عبارات بعض الفقهاء ان البخل كصفة قلبية حرام .
(ينفق بدون رضا في قلبه )
ثانيا :
بعض الفقهاء قال : ( العمل بها (أي بصفة البخل) ليس بحرام ما لم يوجب ترك واجب أو فعل حرام )
يؤدي إلى ترك واجب ( كالنفقة على الزوجة ) ، أو فعل محرم ( مثل اكل أموال بالباطل خوفا على أمواله من النقصان ) ..
* علاج البخل
علاج مرض البخل يتم من خلال العلم والعمل ، والعلم يرجع الى معرفة آفة البخل وفائدة الكرم ، والعمل يرجع الى البذل والكرم على سبيل التكلف والتصنع الى أن يصير طبعاً للانسان ، فكل واحد بخيل يريد يزيل عن نفسه صفة البخل وكسب صفة الكرم ، ينبغي أن يكثر التأمل في أخبار ذمّ البخل ومدح السخاء ، و ما توعد الله به على البخل من العذاب العظيم ، ويكثر التأمل في أحوال البخلاء و في نفرة الناس عنهم ، حتى يعرف بنور المعرفة أن البذل خير له من الإمساك في الدنيا والآخرة ، ثم يكلّف نفسه على البذل و مفارقة المال ، و لا يزال يفعل ذلك الى أن يهيّج رغبته في البذل والعطاء ويصبح الكرم صفة ثابتة في نفسه بعد أن اقتلع البخل من صفاته .