الانكسار والخذلان
رؤيه بقلم .. مصطفي العموري
.. ايا كنت وايا كان مدي قربك مني ارجو ان تعذرني و لا تسألني لماذا تغيرت ولا تنتظر مني ما لا أجده فيك .. لا تنتظر مني ودا حين لا اجد منك سوي العناد و البعاد .. ولا كرماً حين تكون بخيلاً .. ولا عطفا وانت قاسي القلب .. ولا لطفاً حين تكون وقحاً .. ولا الفه وبسمه حين تكون منافقاً .. ولا مد يد العون بعد جحود منك وانكار …. لا تنظر مني شيئا ولا تسالني لماذا تغيرت بعد كل ما تحملت من خيبه أمل وانهزام و عانيت من انكسار وخذلان ..
. اعتدت ان اكون ك الشمس
ف شروقي دفء وحنان .. وف غروبي سحر وجمال .. ف ظهوري ضوء وحياه وف غيابي ما تستمده مني الاجسام المعتمه وتعكسه ليلا ينير ظلامكم ويرشدكم ويهديكم ف سويعات غيابي .. فما نتركه سهوا او نعطيه طوعا يضفي ع من حولنا محبه وسحر وجمال وما هي الا بقايا اخذت منا طوعا او بعين الحياء ..
.. اعتدت ان اكون قلب ابيض لطفل لا يكبر
قلب مملوء بالحب والخير .. قلب ع الفطره لم يدنس لا ب خبث ولا لؤم ولا كره .. كنت احب كوني طفل لا يشيخ ولا يهرم .. ابسط الاشياء تفرحني واقل الامور تسعدني .. لا ارجو من الدنيا شىء ولا اعلم عنها شىء وايضا لم تعلمني او اتعلم منها شئ .. احب كوني لم اتلوث من جراء طباعها ولم تغرس ف قلبي اطماعها وايضا لم اتنازل عن انسانيتي لانال شئء من زهوتها الكاذبه ف لم تستطع يوما ان تهزمني او تجعلني ذليل او حتي اسير لها ف قلبي جعلني سيدا عليها ومالكا لها وكنت اوزع من ثرواتها بحكم سلطتي وسلطاني عليها لكل من يريد ان ينال منها بدون ان تمسه هي بدورها باي اذي او شر من شرورها .
. اعتدت ان اكون ك فصل الربيع
اقضي السنه بأكملها كانها فصل واحد .. فصل الربيع .. ليس تجاهل متعمد مني لباقي الفصول ولكني حقا لم اكن اشعر بهم او اراهم .. كنت اهدي جميل الزهور الي كل من يعشق الجمال وافوح دوما باجمل العطور لاجعل من كل من يشتم ان يشتاق لتلقي المزيد من الرسائل وذلك عبر طريق يسير فما عليه الا ان يقف ف طريق عليل الرياح من حولي ليشعر ب عبق انفاسي تملا الهواء ومصدرها نبع من بئر سحري لا ينضب ولا يكل الجود والكرم ..
.. اعتدت ان اكون ك الشجره المثمره
تعطي الجميع وبلا حساب .. نبته صالحه من بذره طيبه .. نمت وصارت تلقي بظلالها ع كل من جلس تحتها يرجو الحمايه او الظل .. وتجود بثمارها لكل محتاج او كل من يلجأ اليها او حتي يقترب منها لا ترد احد خالي الوفاض بل كل من يقترب ينال من خيرها وعظيم عطاءها ..
.. كنت ك النهر الجاري
يندفع بعذب ماءه ولا يبالي بمن ياخذ منه ف كل يأخذ حسب حاجته حتي يرتوي .. و كنت اشعر بالسعاده حين اشق عنان ارض جرداء وتتحول من حولي الي اراضي خضراء و بساتين غناء .. وتتغني الطيور من حولي وتشدو باعزب الالحان ع اغصان الاشجار التي نبتت ع ضفاف مليئه بالادله ع وجودي وكرمي و جودي .. وع انني مررت ذات يوم ف تلك الانحاء ..
. عشت اعشق كوني ك مناره
ع شاطئ ترشد كل من يضل طريقه وسط البحر الهائج وتهديه ف وسط العواصف العاتيه والامواج الهائجه الثائره ويشعر بالبهجه والفرحه ويكاد قلبه يرقثص من السرور ويتحلي ب الامل عندما يراي ضوءها .. فهي دليل ع الاقتراب من اليابسه وع الوصول الي المرسي وبر الامان .. وحتي ان كان مغادرا للمرفا وراحلا ف ستكون اخر من يودعه واخر مشهد يراه ويظل عالقا بذهنه حتي العوده ويالها من فرحه حين العوده واستقبالي له بأجمل الاضواء ولو ف ظلام الليل ف ابدا مهما تتغير الاجواء اظل انا منيره مضاءه لاجلهم ..
.. احببت دوما ان اكون يوم العيد
دون باقي الايام .. ان اكون سبب للفرحه والموده والالفه .. ان اكون السبب ف صله الرحم وسؤالك عن الحبيب وعن الغريب والقريب وان تتذكر كل من تعرفه حتي لو كان دب الغياب والفرقه بينكم ف تتذكره ولو بكلمه عيد سعيد .. احببت ان احمل دوما الفرح والابتسام والضحك واجمل الامنيات وان تكون سعادتي ف امنيه او حلم يتحقق او رؤيه الخير يعم ويسود فيطال منه كل من هم قريبون مني و حولي .. وكان يكفيني رؤيه الفرح ف عيونهم تطغي ع ملامحهم وسطوع نور البهجه من وجوههم ..
.. كنت اشعر بالفخر كوني كنت ك الحصن ..
حصن يلجا اليه الضعيف والمنهزم والمحتاج ف يحتويه ويحميه ويزود عنه .. ك قلعه حصينه لا يستطيع احدا ان ينال ممن تحصن بها او لجأ اليها ف اسوارها تحميهم وتزود عن العديد من الارواح الخيره .. ف تكون ملجأ حتي يستريح المنهزم والفار ويستعيد قوته وعنفوانه وثقته بنفسه ف ينطلق ك محارب من الحصن الذي زوده بكل ما يلزمه من وسائل وعلمه اساليب تجعله يعود اليه منتصرا مرفوع الراس وماهي الا اساليب ونصائح ورؤيه او بعض من مد يد العون والمساعده جعلته يحقق بنفسه ما ظن يوما انه المستحيل ..
.. هكذا كنت .. وهل تعلم لما تغيرت .. ؟؟
تغيرت بسبب كلمتان !!
.. الانكسار و الخذلان
ولا تسالني الي ماذا تحولت .. !! ؟؟
.. لا اريدك ان تري بشاعه ما فعلته بي التجارب و الايام ..
ف ارجوكم لا تتسببو ف تغير الطبيعه والفطره التي خلقنا عليها الله .. لا تجعلو حلو الكلام والحديث يتحول الي حزن وصمت وانكسار .. لا تكونو سبب ف جفاف الانهار وتحول العطاء الي تجاهل وعزله و وحده وانهزام .. وتغير الارض الخضراء الي قاحله جرداء .. لا تتسببو ف تحول الفرحه الي بحر من الاحزان وتحول الابتسامه الي دمعه حتي وان جفت سيظل الجرح ف القلب باقيا ينزف باكيا …. ارجوكم انتبهو يرحمنا و يرحمكم الله ..
…………………….