الاغتصاب الزوجي
الشريف_ أحمد عبدالدايم
إن قضية ” اغتصاب الزوج لزوجته” وتعالي أصوات الشجار أثناء الليل، وبعد احتدام الشجار، سرعان ما تخفت الأصوات، لكن النهاية احياناً تكون مختلفة، وهو ما قد يؤدي إلى التفكك العائلي (الطلاق) الأمر الذي يدعي لنا الإشارة إليه بل محاولة الخوض فيه، عسى بأن نضع لمسة أو حل لتلك القضية الشائكة، وفى البداية وللإيضاح نحن لسنا مع طرف ضد الأخر وإنما هي محاولة للوصول الى حلول (الاغتصاب الزوجي)
وعلينا توضيح ما هو الاغتصاب الزوجي؟
هو العنف الممارس ضد الزوجة من الشريك، وما يترتب عليه من تشوهات نفسية تترك آثارها على المدى البعيد على سلوك المرأة، مما يشمل الاعتداء الجسدي، والعلاقات الجنسية القسرية، والإيذاء النفسي، وسلوكيات السيطرة، كما أنه يصيب المرأة بالإكتئاب والإجهاد والقلق.
لكن دعنا نأخذ الموضوع من وجهة نظر أخرى وهى الشائعة بين الناس، وهو الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) رواه مسلم .
تفسيرات مغلوطة للحديث الشريف:
وهنا البعض يتم تفسير الحديث خطأ، وهو مثلما أعطى الشرع للرجل حق الاستمتاع متى ما أراد، وكلف المرأة بتلبيته، أعطاه أيضًا للزوجة وعلى الزوج تلبيته، ويكون ذلك في دائرة الإستطاعة أو القدرة البشرية والفسيولوجية.
وأن الطاعة المقصودة فى الحديث الشريف هنا ليست طاعة امه لسيدها، بل من باب تحقيق الرغبة لمن تحب، كما أن هذا الحق ليس مطلقاً بل مقيدُ بقيدين، وهى أن يأمر الزوج زوجته بالمعروف، وأن يكون هذا الأمر مباحاً شرعاً، فإذا أمر الزوج زوجته بما يهدم قاعدة الحرام والحلال، فليس على الزوجة أن تطيعه، وألا يترتب عليه ضرر للزوجة .
لذا أمر الله تعالى الزوجين بحُسن العشرة فقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) سورة النساءالاية19
وهو على الزوج أن يأخذ بعين الإعتبار مشاعر زوجته ويقدّر ظروف تجاوبها، فهو يقدم على ضربها وتحقيرها وبعد ذلك يصطحبها إلى غرفة النوم، بينما من المفترض أن يتم تبادل المشاعر بين الطرفين، فالعلاقة الحميمة من المفترض أن تكون مبنية على علاقة حب بينَ الشريكين، وأن لا تكون مبنية على الغريزة وإلا لا تختلف كثيراً عن الكائنات الأخرى .
وقال سبحانه وتعالى أيضاً ( ولهن مِثل الذِي عليهِن بِالمعروفِ ولِلرجالِ عليهِن درجةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حكيم ) البقرة آية 228 .
أى حُسن العشرة من جانب النساء، هوالأهتمام بالطرف الآخر ، والتزيُّن له ، وإعفافه وتحصين فرجه .
أما فى حالة إصرار الزوجة على عدم تلبية الزوج تقع فى “النشوز” وبهذا خروج عن الواقع الذي أقره الشرع والقانون وعدم طاعة الزوجة لزوجها”، ويترتب عليه منع الزوجة من الحصول على نفقتها.
رأى بعض رجال الدين فى الاغتصاب الزوجي:
وقال فى هذا بعض رجال الدين بأن (الاغتصاب الزوجي) انه ليس من الإسلام، وإنما مصطلح غربي لا يجب الأعتداد به في المجتمعات المسلمة العربية، وأوضحا أن الزوج لو طلب زوجته وهي «على ظهر بعير»، عليها أن تلبي طلب زوجها طالما لا يوجد لديها ما يعوق ذلك .
ورأي آخر لبعض رجال الدين لا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ«الاغتصاب الزوجي»، والعكس هو الصحيح، فإن الزوجة المطيعة مكانها الجنة وفق ما ذكر في الحديث النبوي، {إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت} أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمن بن عوف .
الختام :
إنَّ حل هذه المشكلة يبدأ من خلال تغيير مفهوم الرجولة عند الأولاد منذ الصغر ولدى الأزواج والزوجات بعد ذلك”. على أن التغيير لا يتم بالخطابة في المساجد أو عبر شاشات التليفزيون ولكن من خلال إحداث تحول حقيقي في المجتمع للتربية الصحيحة ، تلعب فيه القيم الإنسانية و كرامة الأفراد حيزا كبيرا فيه .
ونختم بالحديث عن عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله الكرام وصحبه وسلم، يخطب وذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إِذْ انْبَعَثَ أشْقَاهَا انبعث لها رجل عزيز، عارم منيع في رهطه، ثم ذكر النساء، فوعظ فيهن، فقال، يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال، لم يضحك أحدكم مما يفعل .
فهذه هى الآداب نبوية في المعاشرة بين الناس، وفي المعاشرة بين الزوجين، الأخلاق وأقومها وأعلاها .
لأن الله يكون خصم من ظلم امرأته بغير حق أو ظلم عبده بغير حق أو خادمه بغير حق أو ولده بغير حق أو جيرانه بغير حق أو غيرهم من المسلمين، فالله خصمه يوم القيامة، ومن كان الله خصمه فهو مخصوم، ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ظلم زوجته أو ظلم أهل بيته .
وعلى الزوجة الطاعة طالما لايوجد ما يعيقها في دائرة الإستطاعة من زوجها فى الفراش لتتجنب لعن الملائكة عليها وتحظى رضى الله عز وجل بأن تعينه على إعفافه عن الحرام وتحصين فرجه .