قراءه في خوارق اللاشعور للدكتور علي الوردي
الفصل الثالث
في هذا الفصل يبين لنا علي الوردي كيف ان الارادة وحدها لا تكفي لبلوغ المرام وان عبارة من جد وجد ومن سار على الدرب وصل في الحقيقة عبارة خاطئه !!
فالارادة القويه للوصول لامر ما لا يكون لها معنى دون ان يكون للفرد مقدره للوصول اليه.. بل على العكس يكون لها ضرر كبير.. كما تحدث لنا عن نظرية الجهد المعكوس التي تحدث عندما تسيطر فكره على شخص ما بحيث تصبح متغلغله في اغوار عقله الباطن فيؤدي ذلك إلى ان كل الجهود الواعيه التي يبذلها الشخص في مخالفة تلك الفكرة تؤدي إلى عكس النتيجه التي كان يبتغيها منها..
فمثلا لو كان هناك شخص يسير على حافة جبل فانه ما يكاد يتخيل انه سيسقط حتى يسقط فعلاً.. لانه في هذه الحاله يحصل معه تنازع بين الشعور واللاشعور فالانسان حينها تنبعث من عقله نزعتان متعاكستان.
الاولى لا شعوريه تدفع الشخص للسقوط وتسيطر عليه وتتحكم به وتدفعه لتحقيق ذلك الخيال
. اما الثانيه فهي ارادته التي تحرضه على الثبات وعدم السقوط.. والخلاصه ان الارادة حينما تعاكس المخيلة تمسي مضرة.. فكلما تعاكست الارادة مع المخيله ازدادت المخليه في انتاج العمل غير المرغوب به فيه ازدياداً تصاعدياً.. ولهذا فان الانسان الناجح هو من يتخيل النجاح.. ولهذا من المفترض علينا ان نقول لابنائنا ” انتم ناجحون ” بدلاً من ان نقول لهم ” كونوا ناجحين ” , كما ان على الانسان ان يقوم بالعمل بشيئ من الهدوء والاسترسال والارتجال وعدم الدقه الشديده أو التكلف في العمل.. بل السماح لومضات الاشعور بالانبعاث.. ولهذا نجد المدققين كثيراً في العمل والطالبين الكمال فيه يصابون غالباً بعقدة الاستكمال اي الوسواس.. الذي حينما يود القيام بعمل فهو يدقق فيه تدقيقاً كبيراً مما يحعله يدقق حد لاجل التدقيق ذاته وينسى الهدف الذي يدقق من اجله…
ولهذا علينا ان ننسى امر النقص فالوصول للكمال امر مستحيل ونسير في العمل سيراً طبيعياً سامحين لطاقاتنا الداخليه بالظهور..