بقلم / كريمان سعيد
لقد شاهدت وكلي فخر واعتزاز مثل كثيرين غيرى من أبناء هذا البلد مسلسل (الاختيار3) براعة القائد الملهم والجسور من خلال سيناريو محكم وأداء متقن من جانب النجم الكبير ياسر جلال لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يعكس حكمة واقتدار قائد أمة خير أجناد الأرض في هدوء وحنكة سياسية وصبر يحسد عليه في سبيل الوصول بالبلد إلى بر الأمان، مدعوما بجهود الأجهزة السيادية والأمنية الثلاثة مجتمعين في مهمة واحدة ليعكسوا جميعا الهيبة والقوة والعظمة من خلال تعاون أجهزة (المخابرات العامة – المخابرات الحربية – جهاز الأمن الوطني) من أجل الدفاع عن بقاء الدولة المصرية، الكل في واحد من أجل الوطن ، جهاز المخابرات العامة ويمثله النجم (أحمد عز) في دور الضابط (مروان العدوي)، جهاز المخابرات الحـربية، ويمثله النجم (أحمد السقا) في دور الضابط (مصطفى خليفة)، جهاز الأمن الوطني ويمثله النجم (كريم عبد العزيز) في دور الضابط (زكريا يونس).
و جاء المسلسل هذه المرة من أجل التوثيق التاريخى فهو لا يناقش أحداثا عشناها بالفعل ولكنه يوثق كواليس وحقائق لم نكن نعلم عنها شيئا، فى نفس الوقت الذي لعبت الصدفه فيه دورها، حيث جاءت الأحداث فى أول أيام الشهر الفضيل ونحن نقرأ الفاتحه على أرواح أطهر الأشخاص الذين لولاهم ما كنا نعيش فى أمن وأمان الآن، بعد صعدت أرواحهم الذكية في حادث رفح المأساوي الذي دبر له الشيطان الأعظم (خيرت الشاطر) كما كشفت التسريبات التي أظهرت الوجه القبيح لهذا التنظيم الإرهابي اللعين ليشهد العالم بأثره بؤس صنيعهم خلال سنة قضوها في حكم مصر.
وبعد أن وثقا الجزئين الأول والثاني من المسلسل، واستطاع العمل الدرامي الذي رصد بطولات الجيش والشرطة المصرية، ويعود الجزء الثالث ليوضح زيف مزاعمهم ويسلط أضواء كاشفة على حقيقة مشاعرهم المتناقضة تجاه الوطن والدين والانتماء لتراب هذا البلد المقدس، ويؤكد في الوقت ذاته أنه منذ سقوط حكم الإخوان في مصر والتنظيم يعيش حالة من التخبط والفراغ الفكري والتنظيمي، فضلا عن عجزها في إعادة ترتيب هيكلها الداخلي في ظل تجفيف الاستقطاب والتجنيد للعناصر الجديدة، لاسيما قطاع الشباب الذي يمثل المخزون الاستراتيجي لبقائها، وذلك نتيجة عوامل كثيرة، مرت بها على مدار السنوات الماضية، ربما يمثل أهمها فضح مخططها وكشف سوأتها والتمرد على مفاهيمها وأدبياتها مما يؤثر على مستقبلها ويكتب نهايتها في القريب العاجل.