الإمام الفاكهي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الفاكهي هو الإمام مسند مكة أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي الكناني وهو مؤرخ عربي مكي مسلم من مؤرخي وأعلام القرن الثالث الهجري في مكة المكرمة، وهو محمد بن إسحاق بن العباس من بني الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من قبيلة كنانة، وولد في مكة المكرمة ونشأ فيها قدر محقق كتابه عبد الملك بن عبد الله بن دهيش تاريخ ولادته بحوالي سنة مائتان وخمسة عشر من الهجرة، إلي مائتان وعشرين من الهجرة، ونشأ تحت رعاية والده وكان والده من العلماء البارزين، وقد رحل في طلب العلم إلى أقطار شتى إلى بغداد، والكوفة، وصنعاء، وحرض، وعرفت تلك الرحلات من خلال مصنفاته رحمه الله، وذكره ابن حجر العسقلاني.
في جملة الحفاظ الذين رووا عن البخاري، وتعجب الفاسي من إهمال الفضلاء لترجمته مع كون مصنفاته تدل على أنه من أهل الفضل، والكتب التي استفادت منه ونقلت عنه كثيرة جدا، ولم يكن الفاكهي رحمه الله صاحب رحلة فيما يظهر من سيرته، ولهذا يعتبر ليس من المكثرين عن الشيوخ، والعلو مطلب عزيز، فاز به الفاكهي، حيث ساوى بإسناده كثيرا من أئمة الحديث في القرن الثالث، بل علا في بعضها، إلا أن شيوخه كانوا محدودين جدا، ورحل الإمام الفاكهي إلى بغداد والكوفة في العراق وكذلك إلى صنعاء وحرض في اليمن، وكانت من مؤلفاته، هو أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، وكان لرحلاته وطلبه للعلم دورا في كثرة شيوخه وتعددهم ومن أبرزهم هم سعيد بن منصور، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وجنيد بن الحكم بن جنيد الأزدي.
وأحمد بن جميل الأنصاري المرزوي، ويعقوب بن حميد، ومحمد بن يونس الكديمي، وسعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي القرشي، وحسين بن حسن بن حرب السلمي، وعبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث أبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وسلمة بن شبيب النيسابوري، وعبد الله بن عمران بن رزين المخزومي القرشي المكي، والزبير بن بكار الأسدي القرشي، وعبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر البصري، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وعلي بن يونس البغوي، والحسن بن أحمد بن إبراهيم الأزدي، وبكر بن خلف البصري أبو بشر المقرئ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ووغيرهم كثير حيث روى عن أكثر من مائتين من شيوخه الذين سمع عنهم، وأما عن تلامذته فإن المذكور في الكتب أنهم ثلاثة عشر شخصا رووا عنه العلم.
وكلهم معروفون مشهورون، وهذا العدد المتوسط مع ضعف الحركة العلمية النسبي في مكة المكرمة آنذاك يدل على مكانة علمية، واختفاء مقبول، لاسيما وبعض هؤلاء من كبار الحفاظ، وتتفاوت روايات هؤلاء عنه قلة وكثرة، ومنهم أبو عبد الله الحاكم وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه، الإمام الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين، أبو عبد الله بن البيع، الضبي، الطهماني، النيسابوري، الشافعي، والإمام الدارقطني، ومحمد بن صالح سهل العماني، وابنه أبو محمد الفاكهي المكي واسمه عبد الله بن محمد بن إسحق، والإمام الحافظ محمد بن عمرو بن موسى أبو جعفر العقيلي المكي، وأبو الحسن الأنصاري، وأبو القاسم بن بشران، وأبو الحسين بن بشران، وأبو أحمد خلف بن أحمد، وابن السمعاني، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني.
وأبو الحسن البزار، والقاضي أبو بكر الحيري، وأبو زكريا يحيى المزكي، وعبد الله بن أبي زرعة، وعبد الرحمن بن عمر المالكي، وأبو زيد عبد الرحمن بن يحيى، ومن ثناء العلماء عليه، أنه قال عنه المؤرخ المكي الفاسي أن للإمام الأزرقي، والفاكهي فضل السبق والتحصيل والتحرير، وفي كتاب الفاكهي أمور كثيرة مفيدة جدا ليست من معنى تأليف الأزرقي ولا من المعنى الذي ألفناه، وقد حصر محقق كتابه عبد الملك بن عبد الله بن دهيش تاريخ وفاته بين سنة مائتان واثنين وسبعين للهجرة، ومائتان وتسع وسبعين من الهجرة، وقيل توفي الفاكهي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، بعد عمر طويل جاوز الثمانين عاما.