الإشارة لمن يستحق صفة الإمارة:
__قال ربنا وأمرهم شوري بينهم :
__ولم يقل وامرهم حكرا بينهم:
__عمر إبن الخطاب : وماادراك ماعمر رضي الله عنه وارضاه هو تلك العلامة الفارقة والحجة الدامغة والصادمة والمعيار المحدد والفرقان القاطع مابين المستحق في الإسلام للإمارة ومن لايستحقها كونه هو الوحيد علي ماأضن في تاريخ الإسلام من كان يستحقها بجدارة وإستحقاق وبدون مركب نقص وبالعلامة الكاملة :
__فعمر إبن الخطاب رضي الله عنه كان في أحد الأيام جالسا يحدث نفسه ويخاطبها فقال :(إييه ياعمر كنت في الجاهلية تدعي عميرا وأصبحت فى الإسلام تدعي عمرا وهاانت الان يقال لك اليوم امير المؤمنين فمادا ستقول لله غدا يوم الدين إن سألك الله عن صفة أمير المؤمنين متي ستنام ياعمر متي ستنام انت إن نمت في النهار ضيعت حق الخلق وإن انت نمت في الليل ضيعت حق الخالق متي ستنام ياعمر متي ستنام)
__وفي احد الايام صعد عمر المنبر مخاطبا الحضور والمسلمين كافة ومانحا الدروس والعبر لمن تقلد امر المؤمنين وسمح لنفسه ان ينعث بصفة امير المؤمنين قلت إعتلي المنبر مخاطبا وكله تواضع وتنزه عن العجب والهوي والعصبية وكل أشكال العلو والإستعلاء علي الخلق بصفة أو مرتبة أو مكانة أو ماإلي دالك فقال لهم بإعجاز اعجز به من جاء واتي من بعده حتي اصاب الحاضرين الدهشة والدهول من تواضع وأخلاق وعدل عمر الدي تغنت به الأجيال والاجيال من دالك الوقت إلي أن تقوم الساعة فقال لهم :(أنا إن إعوججت فمن سيقومني فسكت الجميع منبهرا ومصدوما فقام رجل كبير طاعن في السن فقال له انا اقومك ياعمر فقال بمادا قال له بسيفي هدا أقومك فقال عمر في تادب وفي خشوع وفي خشية من الله وخوفا من الكبر والتكبر الحمد لله الدي جعل في أمة محمد من يقوم عمر) فهدا هو سمت وخصال ونهج ومنهاج من يجب ان يكون أميرا للمؤمنين في الإسلام ولنتبحر ونتعمق ونغوص ياإخواني الكرام مزيدا لكي نستزيد معرفة ودراية ولكي ندقق ونمحص في شروط و مايجب ان يتوفر في الشخص الدي يقلد أو يتقلد صفة أمير المؤمنين:
__ فمن المعروف ومن المتعارف عليه ياسادة وياإخوان أنه في ديننا الاسلامي الحنيف وفي عقيدتنا الإسلامية السمحة أنه في القرآن الكريم توجد سورة طويلة عريضة إسمها سورة الشورى والشوري منهج عضيم من أعضم مناهج وأساسيات الإسلام فكل شيء في ديننا خاضع ومخضوع للشوري وأمرهم شورى بينهم والشوري مصطلح أو كلمة تتضمن كما مثيلاتها في الفقه الإسلامي معنيين ووجهين معنى عام ومطلق والدي يقع في حياة الناس العامة والخاصة وفي كل أوجه الحياة جلها ودقها يسيرها وجليلها وهي أيضا تحبل وتتضمن معني يحمل الكثير من الخصوصية خاص جدا ومقيد وهو مايتعلق بأساسيات ومداخل ولوازم الحكم والحل والعقد ومفاصل دولة الإسلام والمسلمين وهدا مايحدث ويقع ويتأطر ويتجلي في مجلس الشورى الدي يكونه ويؤسسه بمقتضى الشرع أهل الحل والعقد والأمر والنهي في بلاد الإسلام هدا المجلس يكون هو القلب النابض والعقل المدبر والخيط الناضم والرابط والكيان المسير والمدبر لحياة المسلمين الخاصة والعامة أما بالنسبة لأعضائه ومكوناته وشخوصه ورموزه كيف تتم ويتم إختيارهم وإجتبائهم وإنتخابهم فهم بطبيعة الحال والحال هاته يكونون بالضرورة المحتمة والمؤكدة بل يجب ويشدد على أن يكونوا من العلماء البارزين والمبرزين بل الأمر والوضع والموقف يتعدي دالك لما هو أعمق وأبعد بل يجب ويفترض فيهم أن يكونوا علماء ربانيين تتجلي فيهم مضاهر الثقوي والصلاح والتشديد بالإضافة إلي دالك على مبدأ الرسوخ في العلم كي لايزيغوا ويغرقوا سفينة الإسلام والسنة في بحر ومستنقع البدع والشرك والشركيات والهوي والأهواء لمادا لأن العالم الراسخ يؤمن بالكتاب كله فلا يبعضه ولايقسمه ولايزجئه ولايتنقصه فالله سبحانه وتعالي مدح ووصف وأثنى على هاته الطائفة من العلماء بأن وصفهم في كتابه ومحكم تنزيله في سورة أل عمران بقوله (هو الدي أنزل علي عبده أيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأماالذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تاؤيله ومايعلم تؤيله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا ) فهؤلاء الطينة والطائفة من العلماء عندما يدخلون ويلجون ويؤتتون بعلمهم وصلاحهم وثقواهم ورسوخهم في العلم مجلس الشورى المؤسس والمكون تكون فائدتهم وفضلهم وعلمهم عاما وغزيرا ونافعا للمسلمين قاصيهم ودانيهم صغيرهم وكبيرهم ضعيفهم وقويهم بل وفوق كل هدا يذفعون ويدفعهم رسوخهم في العلم هدا لكي يختاروا وينتخبوا للمسلمين حاكمهم من بين ضهرانيهم فحاكم المسلمين إدا وبالمختصر الأفيد والمفيد يكون عصارة عصارة مجلس الشورى وأفضل عالم يوجد في مجلس الشورى فهم يعينونه ويختارونه كما قلنا وقدمنا وأسلفنا ويكون بحكم الضرورة المؤكدة أعلم علماء مجلس الشورى بكتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم وهم يعينونه ولايتركونه ولايتركون له الأمر هكذا على عواهنه يفعل ويقوم بماشاء وكيف شاء بل يكون خاضعا ومخضوعا للمحاسبة الدورية وللمراقبة والمتابعة والمواكبة الشديدة المشددة يحصون عليه حركاته وسكناته لمادا لأن الأمر يتعداه ويتجاوزه فهو بين يديه وتحث أمره ونهيه ومتعلق به أمر أمة بأسرها ولكي لايشطح به خياله وتلعب به نزواته ورغباته وميولاته فيدهب بالأمة ويدهب بريحها وعزتها ومكانتها التي شاء وأراد لها الله أن تكون في القمة وتكون لها العزة والعلو والمكانة الرفيعة التي تستحقها فالله سبحانه وتعالي لايريد أن يكون الإسلام والمسلمين في دل ومهانة وضعف وإنحطاط وهوان بل أراد وشاء لهاته الأمة المجد والعز والعلو والسؤدد والتمكين والنصر الدائم على أعدائها وإدا لم يحقق هدا السلطان وهدا الخليفة هدا الأمر وهدا الشأن وهدا القصد فإن مصيره المحتوم والمحسوم فيه يكون هو العزل والإقصاء والإبعاد عن دواليب الحكم من طرف أولئك العلماء الدين نصبوه وعينوه والدين هم أعضاء مجلس الشورى المكونين له فهم لهم السلطة المطلقة والمخولة لهم شرعا في التنصيب والتعيين والعزل كدالك لهدا الخليفة إنطلاقا من نهجه وسيرته وعمله في رعيته فهل هو في صالح المسلمين أم بالعكس أما عندما يقومون بعزله وإقصائه وإبعاده فإنهم في الأن والحين نفسه يجتمعون كما هي عادتهم ويقومون بتعيين الأجود والأنفع والأصلح من بين ضهرانيهم لخلافة والحلول والجلوس مكانه في تداول غريب وعجيب للسلطة وإصلاحها وإصلاح حالها والمصالح ورعايتها وتتعدد وتتشعب ولاحدود دنيا ولاقصوي لها وهي مرتبطة إرتباطا ضمنيا وأخلاقيا وإيمانيا بعلوا همة وعزيمة وروح هذا الخليفة فهل أخلاقه وإيمانه وهمته وعزيمته وروحه في العالي مسخرة وحصورة ومرصودة لخدمة الرعية أم هي في الحضيض والخسة والدنائة للحط من قيمة رعيته والفتك بكل ممكناتها وقدراتها وخيراتها وترواثها والحجة والقول الصادم والفاحم لما أقول وأعنيه ذائما يأتينا من دالك الجبل الهمام والدي ليس سوى عمر رضي الله عنه وماأدراك ما عمر في تسييره وفي حنكته وفي حكمته رضي الله عنه ورعايته مصالح وأمور الرعايا والرعية فالرعية من المنضور العمري لها تعريف خاص مميز ومتفرد فهو رضي الله عنه لم يعد الإنسان فقط ضمن رعيته والتي هي من الأمور المسلمة والمفروغ منها بل عد كدالك الدوب الأنعام أيضا يدخلون ضمن وفي نطاق الرعايا والرعية بحسب المفهوم العمري للرعية فقال رضي الله عنه قولته الشهيرة التي أعجز بها الحكام من بعده والتي قال فيها (لو عثرة بغلة في بغداد لحاسبني الله عليها ) كل هدا قلناه كي لايتكأ أو يعتد أي سلطان أو أي خليفة كائنا من كان علي جدوره وشرفه وإنتسابه فالمعيار المؤخود به والحاسم والمحدد للأمر هو العمل ثم العمل ولاشيئ غير العمل مع التشديد والتأكيد هنا على نوع العمل الدي يجب أن يكون صالحا فلاحاجة للأمة بالطالحين والمفسدين والزنادقة والمرتدين باطنا والمتأسلمين ضاهرا ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم ذكره ومبلغ أمره ونهيه (وقل إعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وإلي أولئك الدين يعتدون بالشرف والنسب وبالجدور والأصول ويتخدونها حجة ومطية للعبث بالرعية وشؤونها الدينية والدنيوية أقول لهم ولأمثالهم ماأكده وصرح به إبن القيم الجوزية رحمه الله في هدا الشأن وفي هذا الأمر وفي هدا الباب عندما قال قولته الضاربة على أيدي كل من سولة له نفسه أن يتكأ على شرفه ونسبه ويطلق العنان لنزواته ورغباته وشطحاته في إلثيات الضلم وإقترافه بحجة أنه من الأشراف وهم منه براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام قلت والقول هنا لإبن القيم رحمه الله شيخ الإسلام وسيد العلماء وثاج مرصع فوق رؤوس أهل السنة والجماعة شاء من شاء وأبى من أبى قلت قال (شرفك يحتاج لثقوي وثقواك لاتحتاج لشرف )إدن هنا الشرف منتف في كلا الحالتين إن غابة عنه الثقوي كن ثقيا ولايهمك ولاتحفل بالشرف فكم من حاكم مستبد متغطرس جبار كان ضحية إعتداده وفخره وتعاضمه بأبائه أولوا كان أبائهم لايعقلون ولايؤمنون ولاهم من القوم الدين لايفقهون والرسول صل الله عليه وسلم كان واضحا في هدا الأمر والشأن وضوح الشمس في كبد السماء عندما قال في حديثه الشريف الحنيف (شرف المسلم قيامه بالليل) إدا كنت وأردت أن تكون شريفا فعليك حزم ساعد العمل والتكشير عن أسنان الجد للوفاء بإلتزاماتك وبمتطلباتك المادية والروحية دون تراخي أو تكاسل أو عجز أو تسويف أو إنتضار فالزمان والحياة قطارها منطلق لاينتضر أحد فإن صعدت في الزمن والوقت المحدد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ومن أفسح مسرابه وإن أخطأت الموعد والميعاد فإنك ستضل وستقبع في دائرة النسيان حتي يعلوك الران وهنا يكون هؤلاء العلماء إدا أعملوا وطبقوا تلك الأية التي تقول (وأمرهم شوري بينهم ) فإنهم يعملونها بنفوس وضمائر مطمئنة لأن الرسول قال في حديثه المثواتر الشريف (ماإجتمعت أمتي علي ضلالة ) فيكون بدالك إجتماعهم وتقريرهم وحلهم وعقدهم وأمرهم ونهيهم نبراس وكله صلاح وإصلاح ورحمة وفي صالح المسلمين هاته هي الشوري وهدا هو نضامها وشكلها الدي أمرنا به ديننا والتي تعتبر العصب والمحرك والقلب النابض للحكم والخلافة وتولية أمور المسلمين أما الملك في شكله ونهجه ومبناه فكله ضلم وبغي وعثو وفساد وكله حيد وزيغ عن منهج رب العباد في تسيير وتدبير شأن العباد إلا من رحم ربي لمادا لأنه لم تتحقق ولم تتجسد ولم تتجلي ولم تتضح فيه تلك الشروط المتجلية في الخلافة ألا من رحم ربي من الملوك ومارحم ربي هنا تعني الإستثناء والإستثناء للإستئناس وليس لإتخاده أساس لهدا قلت وأكدت وألححت علي أن تلك علي أن تلك الفثرة من تاريخ الإسلام والتي هي فثرة الخلافة الراشدة التي لن تتكرر ولن تجد لها مثيلا ولا شبيها لماذا لأن أولئك الرجال والجبال وأولئك العضام وخصوصا وعلي رأسهم دالك الرباعي الذهبي (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي) رضي الله عنهم وأرضاهم وجازاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء قلت أولئك هم من طبقوا بمنهجية وشرعية وإحترافية أساسيات وأبجديات وأخلاق الخلافة الحقة للإسلام فضربوا أروع وأنصع وأجمل الصور والمثل في هدا الأمر والشأن فنالوا قصب السبق وأعجزوا الخلق عن اللحق فعاشوا أسيادا وماتوا جبالا قد يأتي أحد ما أو أي شخص حاليا أو مستقبلا فتعجبه نفسه وتعجبه طناطينه ويشطح به خياله ويسمي نفسه ويدعي زورا وبهتانا أنه خليفة للمسلمين وأنا أقول له أن لكل حق حقيقة فماهي حقيقة إدعائك الخلافة وأي مستند عندك وأي صك لك في دعواك فياإخواني فإن ديننا وشرعنا وعقيدتنا تعلمنا وتؤطرنا وتحثنا علي المطابقة والموافقة فهدا المدعي الزاعم إن حقق المطابقة والموافقة فأنعم وأكرم وإن لم يحقق فلا يتشدق ولايدعي ماليس له ولايرتقي مرتقا صعبا وعصيا عليه والمطابقة والموافقة التي أقصد وأعني هي مطابقته للشرع وموافقته لهدي سيد الخلق في نهجه ومنهاجه فالأمر ليس شهوة أو نزوة أو ترف أو مكانة بل ليس شرفا حتي بل الأمر أشد من دالك وأنكي فهو تكليف أحاط وطوق وكبل به الإنسان نفسه ولوا علم خطورته وشرره وضرره لفر منه فرار الحمر المستنفرة من شدة خوفها وعلعها ورعبها من القسورة ولكنه الجهل المطبق والطمع الآعمي وتزيين وزخرفة الشيطان وتغريره للإنسان لإرتكاب وأخد وتحمل الأمانة وتحمله مالم يحمله الشرع ومالايطيق ومالاطاقة له به وخلق الأنسان جهولا في المبتدأ والمنتهي فمن هنا جاء وحل الداء وأصاب الأمة الذمار والبوار ودخلت في عصر الضلمات راغبة مريدة عندما تسلط عليها أولئك الملوك الطغاة البغاة الزائغون عن النهج والمنهج النبوي والرباني فأحاطوا أنفسهم وأحاط بهم أشباه العلماء فإجتمعت الطامة بالبلية وتعلقت المصيبة بالخطيئة فبدأت التفرقة والفرقة والشتات تجتاح الأمة مند دالك العهد والحين وهو لازال ولا يزال ساريا مستمرا إلي يوم الدين هدا فكل متجبر وكل طاغية يتملكه إعجابه بنفسه وإعتداده برأيه وإعجابه بطناطينه فيخط لنفسه منهجا وينشأ فرقتا ومنهاجا ويرسم لحكمه طريقا يلبسها لباس ورداء الدين يحيد بها عن طريق ومنهج رب العالمين ويعتقد ويضن أنها الصح والحق من رب العالمين
_فأللهم هيئ للأمة أمر رشد وتوفيق وسداد لما تحبه و ترضاه تعزها به وتدل به أعدائك واعداء دينك فلاعزة لها بدون الإعتصام بحبلك ودينك وعروتك الوثقي التي من تشبت بها نجا ومن تخلي عنها ضل وزل وهلك :
__فأللهم هيئ للأمة كل سبل الإصلاح والصلاح وانعم عليها بالقائد الصالح المصلح الدي لايخاف في الله لومة لائم تنصر به الدين وتدل به أعدائك واعداء دينك:
__فأللهم اعز الاسلام والمسلمين وأخدل أعدائك واعداء الدين :
__أمين يارب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين ومن والاه إلى يوم الدين:
__وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
➖? بقلم الباحث التاريخي ? سمير ألحيان