أخبار عاجلة

الأمير والحسناء

الأمير والحسناء
2022 آذار
في إحدى دول شرقي آسيا في سفوح جبال هيمالايا، كان يحكمها ملك، تخرج ابنه من كلية الحقوق، فوظفه والده مساعدا لوزير العدل، حتى يستلم لاحقا وزارة العدلية، لأن الملك يدرك بأن العدل هو أساس الحكم…وإذا كان العدل نظيفا، يكون البلد سليما…
البلد كان يعاني من الفاسدين الذي يسرقون الدولة وينهبون الشعب، والمسؤولين يكذبون على الملك ويخبروه بأن الأوضاع بخير، بينما البلد يعاني من مشاكل كثيرة وخاصة الفقر الصعب…
الأمير تعود أن يتنكر وينزل إلى الأسواق ليسترق السمع إلى ما يقوله الناس عن حكم أبيه الملك، ومشاكل البلد…
كانت الأحاديث اجمالا تدور عن غلاء المعيشة، وعن الجوع الذي صار يهاجم البيوت…
ذلك المساء، تنكر وخرج الأمير كالعادة، يسترق السمع في الشوارع، في ساحة المدينة، كانت صبية جميلة تكيل الشتائم على الملك، الذي لا يسجن التجار وشركائهم المسؤولين الذين يسرقون الدولة، ويسببون في تجويع المواطنين…
كانت تبكي وهي تتكلم وقالت: أنا وجميع صديقاتي وأغلب بنات المملكة أضحوا عوانس اليوم بسبب فقر الشباب وعدم قدرتهم على الزواج…
وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستعنس صبايانا في بيوت أهاليهن، وشعبنا سوف ينقرض ويتلاشى تدريجيا…
الملك عليه التحرك على الفور لإنقاذ البلد من براثن الغيلان الذين يساعدهم أذنابهم، في نهب الأموال من الرشاوي وثرواتهم تتضخم…
الأمير كان يستمع إلى تلك الصبية، الحسناء وأعجب في كلامها المنطقي الذي فعلا هو الحقيقة التي كان هو يراها ويحتار كيف يساعد والده في حلها…
سأل الأمير الحسناء، برأيك كيف الملك يداوي هذا الوباء المستشري الذي تتكلمين عنه؟
قالت الشابة: إذا كان الملك عاجزا عن محاربة الفساد عليه أن يتنحى، ويترك الأمر إلى أبنه الأمير، يقولون عنه بأنه شاب قوي ويعرف كيف يلجم الفاسدين، ويداوي الجراح…
طال الحديث بين الأمير المتنكر، والحسناء، والناس يستمعون إلى المحاورة التي أدت إلى إعجاب الأمير بالشابة الحسناء…
طلب الأمير سرا من الحراس المتنكرين المرافقين له… أن يستعلموا عن الفتاة، ويأتوه بكامل التفاصيل الدقيقة وحتى المملة عنها…
عرفوها، وقالوا ابنة فلاح فقير، تعيش مع أهلها في بيت فقير بائس، واحد من بيوت الفلاحين التعيسة، أبوها باع قطعة الأرض التي ورثها من أهله، حتى يقدم لابنته بغية أن تكمل دراستها في كلية الحقوق…
تخرجت ابنته وتقدمت إلى العديد من الوظائف، لكن لم تقبل في أي منها، كان يسبقها إلى الوظيفة من يملكون تلك البطاقات الصغيرة المذهبة الداعمة…
بعد أيام، جاء كتاب توظيف رسمي للحسناء، قالوا فيه: تم قبول طلب توظيفك، يمكنك استكمال أوراقك الثبوتية ومباشرة العمل في القصر الملكي…
طار صواب الصبية فرحا، ولم تكن تدرك بان وراء كل ذلك سمو الأمير الذي قابلها في ساحة البلدة، آنذاك كانت هي تبحث عن الشاب الذي قابلته في الساحة وأعجبت به دون أن تدري من هو…
تفاجأت الحسناء في القصر عندما سمعت صوت الأمير، هذا هو صوته، وهذان هما ذات العينين اللتان غاصتا في أعماقهما، هو الأمير دون شك، لكنها لاذت بالصمت، وقالت هذا هو الحب المستحيل… وحاولت أن تجتث هذا الحلم من فكرها… وتأكد الأمير من إعجابه بالصبية…
لاحقا سألها: هل أحببتِ يوما؟ خجلت ورجف قلبها،
ثم رأت أن تلقي سنارة صيدها، وهي تعرف بأنه لا يوجد سمك في البحيرة، لكنها مجرد ورقة حظ…
سأخبر الأمير بشكل غير مباشر بأنني فعلا معجبة به، لدرجة العشق، وأنا أعلم بأن حلمي هذا مستحيلا…
فقالت: في أحد الأيام صادفت شابا في ساحة المدينة. وتحادثنا وفضفضنا عن أوجاعنا، وما يدور في قلوبنا، ذاك الشاب سرق قلبي، بحثت عنه في كل الوجوه لكنه اختفى ولم أعد أراه منذ ذلك اليوم… ربما جاء من عالم غير عالمنا…
قال الأمير: ربما ستصادفينه يوماً، وربما هو معجب بك كما أنت معجبة به…
لا يمكن للحب أن يبقى صامتا، العيون لا تستطيع إخفاء ما يوجد خلف جدران القلب…وتكاشف الحبيبان وباحا بحبهما…
ذلك المساء وقفت عربة الأمير أمام بيت الصبية، رغم معارضة الملك… دخل الأمير حاملاً الورد،
وقال للأب، يشرفني أن أطلب يد ابنتك حتى تكون شريكة عمري وملكة قلبي…
عاشت الأميرة مع الأمير قصة حب مستديمة
عندما وافت المنية الملك، استلم الأمير دفة الحكم، وصارت زوجته هي السيدة الأولى…
كانا يتباحثان كيف يقضيان على الفساد المستشري في المملكة…
في ليلة ظلماء داهم الجيش عناصر الفاسدين المشبوهين وأحضروهم إلى السجن…
حوكموا بقانون من أين لك هذا؟ وصادرت الدولة جميع ما نهبوه من الشعب، أموال وسبائك ذهبية ثروات طائلة لا تقدر بثمن، غير القصور الفخمة التي أشادوها، والمزارع التي ليس لها حدود…
بعد ذلك الحين، بدأت الدولة تستعيد صحتها…
كتب القصة عبده داود

شاهد أيضاً

قصيدة أنا عندي قلب ما هوش حجر 

بقلم الشاعرة هبة جمال أنا عندي قلب ما هوش حجر  والجرح ده من البشر  اه …