الأقليات المسلمة في تايلاند وبورما وسريلانكا
الأستاذ الدكتور – عبد العظيم أحمد عبد العظيم
1- تايلاند:
يبلغ عدد المسلمين في تايلاند ما يقارب أربعة ملايين نسمة، بينما يدين 95% من السكان في تايلاند بالبوذية. ويرجـع دخـول الإسلام هنالك إلى نـحو ألف عام عن طريق التـجـار المسلمين الذين كـانوا يقصدون بلاد الصين؛ حـيث انتشـر الإسلام في منطقة الجنوب، وتحـديدا منطقة فطاني، وتأسست هناك دولة إسلامية في القـرن العاشر الهجري (السـادس عشر الميـلادي)، وارتبطت بعلاقـات مع العديد من الدول في ذلك الحين.
ومنطقة فطاني التي تقع جنوب تايلاند وشمال ماليزيا تعد مركز تعليم الإسلام في شبه جزيرة الملايو، وقد تخـرج في مدارسها علماء على امتداد القرنين الماضيين، فـقاموا بتدريس العلوم الإسلامية، وترجمة النصوص العربية للقراء بلغة الملايو، كما ألفوا كتبا خاصة بهم.
ويحتفظ المسلمون في تايلاند بتقاليدهم الإسلامية، من حيث حفاظهم على المظهر الإسلامي، وتمسكهم بدينهم، والمحـافظة على العبادات، وتلاوة القرآن وحفظه باللغة العربية، وهم يكتبون لغتهم الملاوية بالأحرف العربية، وتعد فطاني من أغنى مناطق جنوب شرق آسيا.
2ـ بورما:
يبلغ عدد المسلمين في بورما 1,9 مليونا. بينما يعتنق نحو 85% من سكانها البوذية. والمسلمون هنالك من أشد الأقليات معاناة على مستوى العالم. وكانت البداية الأولى لنشوء مشكلتهم على يد الحكومة البورمية التى هجّرت قرابة 200 ألف منهم من إقليم أركان إلى دولة بنجلاديش المجاورة. ويطلق على الأقلية المسلمة فى بورما شعب الروهنجيا، وهم ينحدرون من أصول عربية وفارسية وملاوية ومغولية.
وقد وصل الإسلام إلى إقليم أركان فى القرن السابع الميلادى وكون شعب الروهنجا مملكة دام حكمها حوالى 350عاماً، ثم انفرط عقدها على أيدى الغزاة البورميين عام 1784م، حيث بدأت معاناة الأقلية المسلمة فى ميانمار منذ ذلك التاريخ وتتمثل هذه المعاناة فى الحرمان من الحقوق السياسية والحريات الدينية، إضافة إلى ذلك وضعت الحكومة عوائق عديدة أمام مشاركة الأقلية المسلمة فى الحياة السياسية، كان أبرزها القانون الصادر عام 1983م والذى لا يمنح الجنسية البورمية إلا لمن يثبت أن أسرته عاشت فى ميانمار قبل عام 1844م، وهو العام الذى اندلعت فيه الحرب الإنجليزية البورمية الأولى، وقد تسبب هذا القانون فى حرمان المسلمين من حقهم السياسى فى البلاد.
3ـ سريلانكا:
يبلغ عدد المسلمين في جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية 1,7 مليون نسمة بنسبة 8,2 من جملة سكانها.
وقد عرفت سرنديب أو سيلان “سيرلانكا” الإسلام في وقـت مبكر جدا، إذ بدأ انتشار الإسلام فـي الجزيرة مع بداية القرن الثاني للهـجـرة، حيث أن المسلمين وصلوا إلى الجـزيرة عن طريق التـجار العرب الذين كـانوا يقصـدون سواحل الهند والملايو. ويطلق على مسلمي الجـزيرة اسم “الموروز”، وعندما جـاء الاسـتعمار البرتغالي للجـزيرة عام 329هـ (911م)، تعرض المسلمون لمحن قـاسية، حـاول خلالها الاستعمار إزالة كل أثر للوجود الإسلامي فـي الجـزيرة، وواصل الهولنديون نفس السياسة، وأسسوا مدارس تنصيرية لإيقاف المد الإسلامي، ثم جـاء الإنجليـز عـام 1211هـ (1796م)، وضـيـقـوا الخناق على المسلمين، مما اضطرهم للاكتفاء بمدارسهم الخاصة، مما أدى إلى حد كبير إلى تأخرهم وتحـجيم المد الإسلامي وسط السنهـاليين والتـامـيل والبـوذيين والهندوس والنصارى.
وينتشر المسلمون في كل مقـاطعات سيرلانكا، ويتركزون في المنطقتين الشرقـية والشمالية؛ حـيث تعيش الغالبية الهندوسية التي اشتهرت باسم التاميل، وهم يحـاربون حكومة سيرلانكا منذ سنوات مطالبين بإنشاء دولة تاميلية مستقلة، وقـد نال المسلمون الكثير من وحـشية التاميل واعتداءاتهم المتكررة على الأرواح والمسـاجـد والبـيـوت والمزارع، ولهذا فـالمسلمـون فـي سيرلانكا يعيشون وضعا مأساويا أليما، حـيث لم تستطع الحكومة أن توفـر لهم الحماية الكافية ضد الهجمات التاميلية المتكررة.
الأستاذ الدكتور – عبد العظيم أحمد عبد العظيم
أستاذ جغرافية الأديان- قسم الجغرافيا كلية الآداب – جامعة دمنهور- مصر