كتب / منصور نظام الدين – جدة
نفى استشاري طب الأطفال والغدد الصماء بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالمعين عيد الأغا أن يكون مرض السكري وراثيًا 100% ،
إذ قد يصاب الأطفال بداء السكري (النوع الأول) المعتمد على الانسولين حتى في حال عدم وجود أحد آخر من الآباء والأجداد لديهم مرض السكري ، مبينًا أن عامل الوراثة ليس دائمًا موجودًا فنسبة حدوث مرض السكر في أفراد الأسرة إذا كان أحدهم مصابًا بالنوع الأول تتراوح بين 3-6% عند الأخوان والأخوات ، وهذه النسبة تزداد عند توأم الطفل المصاب إلى حدود 60% ، ولا يوجد إلى الآن طريقة مجدية لمنع تكرار حدوثه عند أفراد الأسرة الواحدة ، ولكن هناك محاولات عالمية لاستخدام بعض العقاقير ما زالت قيد الدراسة.
وأضاف البروفيسور”الأغا “: النوع الأول من داء السكري لا يمكن الوقاية منه ، إذ ينتج بسبب نقص الانسولين ناتج عن تدمير المناعة الذاتية لخلايا بيتافي البنكرياس
وغالبًا يحدث في مرحلة الطفولة ولكن يمكن أن يظهر أيضًا عند البالغين ، وكذلك في الثلاثينات من العمر بشرط أن يكون الشخص نحيفًا وليس سميناً ،فهناك النوع الثاني من داء السكري المرتبط بالسمنة وهو غير المعتمد على الانسولين بل الأدويةوالحمية والرياضة
وأشار : هناك مجموعة من مسببات الإصابة كالاستعداد الجيني ( الوراثة) وهو جزء من المرض وليس العامل الأوحد ، الالتهابات الفيروسية والتي تتضامن مع الاستعداد الوراثي ، ونقص فيتامين دال في الجسم وخصوصًا في السنوات الأولى ، أيضًا المواد الحافظة والألوان الإضافية للمواد الغذائية المعلبة لذا ينصح بالأكل الصحي وتجنب أو الحد من أطعمة المعلبات نتيجة المواد الحافظة التي لها انعكاسات سلبية على الصحة ، ومن المسببات ايضاً وجود خلل في الجهاز المناعي ، وأهم نصيحة موجهه للسيدات اللواتي يعتمدن على الرضاعة الصناعية بعد الولادة ، فهذا يزيد من فرص إصابة المواليد بالسمنة مستقبلاً ، فالأفضل صحياً للأم ومولودها الرضاعة الطبيعية لكون حليب الأم يتكون من كل العناصر الصحية التي يحتاجها المولود ، كما أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأم ومولودها من الأمراض
وأكد البروفيسور “الأغا ” إلى أن أهم ركائز علاج سكري النوع الأول عند الأطفال هي : ضرورة تثقيف الطفل ومقدمي الرعاية بشكل كامل عن كيفية التعامل مع المرض وتطبيق توجيهات الطبيب المعالج ، واتباع نظام غذائي صحي ، ممارسة الرياضة اليومية ، علاج الانسولين، مراقبة تحليل السكر المنزلي المتكررة ، الدعم السلوكي والنفسي ، متابعة حدوث أمراض المناعة الذاتية الأخرى المرتبطة به ، تجنب حدوث المضاعفات الحادة والمزمنة (لا قدر الله).
ونصح “الأغا ” جميع مرضى السكري النوع الأول بمواكبة الأجهزة التكنولوجية الحديثة في التحكم بمستوى سكر الدم للمحافظة على جودة الحياة بشكل أفضل ، إذ ساعدت هذه التقنيات في الحد من المشاكل الصحية التي كان المرضى يتعرضون لها بسبب عدم التحكم في نسبة السكر ، أما الآن فقد فقد أصبحت هذه الأجهزة توفر حماية كبيرة لمرضى السكري ، كما أن السكر المنتظم هو أساس النمو السليم والبلوغ الصحي والطبيعي عند الأطفال .
وشدد البروفيسور “الأغا ” في ختام حديثه على ضرورة حصول الأطفال المصابين بمرض السكري الذين لا يقل أعمارهم عن ستة أشهر على جميع التطعيمات اللازمة ومنها لقاح الانفلونزا الموسمية لتفادي الالتهاب ، فالانفلونزا تساعد على رفع سكر الدم ، كما نصح جميع المصابين بداء السكري بالمحافظة على سكر الدم التراكمي دون 7% في غالبية الأوقات ، والحرص على إجراء الفحوصات اليومية للسكر عبر الجهاز المنزلي ، وعدم حقن الانسولين في نفس الموقع بل يجب تغيير الأماكن حتى تكون الاستفادة أكبر من الانسولين ، والحرص على ممارسة الرياضة ، وتفادي القلق والتوتر والمشاكل النفسية لكونها من عوامل رفع سكر الدم ، مع التأكيد على أنه لا يوجد أي علاج لسكري النوع الأول سوى الانسولين ، أما الأعشاب والتركيبات المجهولة فهي قصص مضللة وغير صحيحة ولا تخدم المرضى وقد تدخلهم في مضاعفات ” لا يحمد عقباها”.