إني أكتبُ إليك
بقلمي أنور مغنية
إني أكتب إليك
بما خيَّمَ عليَّ من القلقِ
أنقلُ الرؤى إلى عينيك
وأُصلِّي لو تُمطرُ السماءُ
وتُلقيك إلى صدري
عصفورة مبلَّلة
فكم عليَّ أن أكتبَ لأنجو ؟
كم عليَّ أن أكتبَ لأمحو ؟
وكم عليَّ أن أدعو لأرسو ؟
وكيف أقنع قلبي بالنهاية ؟
وهو المتخلفُ عن ركب التعقل
والمتمرد على أعراف الحقيقة
مَن مثلي وقد انغمسَ بالوهمِ حتى أذنيه ؟
وتنفَّسَ الخرافات عوضاً عن أنَّ
ألأبيض أبيضاً بالفطرة
والأسود أسوداً بفعل الأيادي
مَن مثلي ؟
وللوجوه وللأصوات ألف إسم
وأنا المتباهي ببضعةِ أحرفٍ
بحبِّ كلَّ من مرَّ بي
أنا لا أكتبُ لكي أملأ الكتبَ
إنما أكتب لأملأ روحي
أنا لا أكتبُ لأغيِّرَ العالم
إنما لأغيِّرَ شرابي
الطريقُ ليس في القدمِ الصحيحةُ
بل في العيون الصحيحة
والسفن ليست بالبحار الصحيحة
بل بالأشرعةِ الصحيحة
أنا أكتب الكلمات كي أسمعَ الوجود
إني أبحثُ عن الناس كي أسمعَ الخِراف
آهٍ … كلّنا بلا شراعٍ
فكيفَ ستجلبنا الريح ؟.
أتدري كيف تكون الكتابة للَّا أحد ؟
تكتبُ وتُحمِّلُ الأثير آمالك وأعمالك
ولا تدري عند مَن تستقرُّ كلماتك
في وادٍ بعيدٍ أم في أرضٍ
لم تطأها قدمُ إنسان ؟
أم سيأكلها الفناء ؟
وهل ستُقرَأ وأنت حيٌّ ؟
أم وأنت منسيّ ؟
وهل سترتاح روحك
إلى أنَّ كلامكَ كلُّهُ
قد قرأهُ اللهُ وكفى ؟