أخبار عاجلة

إغماءة

إغماءة

في وهج الطريق التقى فيصل بليلى وكان سبب اللقاء أنها كانت متعبة وحدث لها هبوط. فوقعت في إغماءة على قارعة الطريق فلاحظها فيصل واستنفر المارة لمساعدتها. ثم أقامها هو وبعض الشباب والرجال ووضعها على كرسي أتوا به إليها من أحد المحلات الموجودة بالشارع الرئيسي. ثم أتوا بماء محلى وجعلوها ترتشف،منه. فأفاقت وفتحت عينيها فوقع نظرها اول ما وقع على فيصل ووقعت عينه على عينيها فعشق كل منهما الآخر من أول نظرة ولكنها قالت في نفسها ربما يكون خاطب أو متزوج وقال هو في نفسه مثلما قالت في نفسها. ولكن حدث أن كل منهما كتم فكره عن الآخر وعن الناس بسبب الخجل وبسبب أن كل منهما لم يعرف الآخر بعد و انصرف الناس بالتدريج عنها عندما أطمئنوا عليها ولم يبق إلا هو وشخص اخر فحاولت أن تقوم من على الكرسي. ولكنها استشعرت انها مازالت تعاني من بعض الصداع ووضعت يديها بين مشبك عينيها،،
فسألها من أين أتيت وإلى انت ذاهبة يا أختاه؟؟
فقالت أنا ذاهبة لمحطة الباص فقال إذن اسمحي لي أن اوصلك إليها حتى اطمئن عليك فتوسمت به خيرا وسمحت له أن يساعدها حتى تصل لمحطة الحافلات ومشت ببطا شديد في الأول فاستغل هذا البطئ وقال لها اعرفك بنفسي: انا فيصل فقالت واتا ليلى وكنت أزور اختى المتزوجة في هذا الحي فقال انا اعمل مهندس مدني وأقيم مع اهلي بهذا الحي فقالت وانا أعمل مدرسة لغة عربية فقال متسائلا ولكن هذا الإغماء….. هل يحدث لك كثيرا ؟
فقالت وقد ارتسم الحزن على شفتيها انا مريضة اللغط بالقلب فقال متأثرا سلامتك /.
فقالت لا عليك –
فقال ولكن هل انت متزوجة؟ . فقالت بعصبية اقول لك انا مريضة بالقلب فكيف لي أن اتزوج. فقال بجزع حسنا حسنا لا تغضبي. فتبسمت من طريقته ابتسامة ما كادت أن تفتر حتى غربت مسرعة وقالت في حزم حسنا دعنا نكمل الطريق ودعك من الأسئلة التي ليست في محلها ولا طائل منها/
فابتسم وقال ما رأيك أن تتزوجيني فقالت له غاضبة يبدو أنك لا تراعي مشاعر الآخرين ارجوك اتركني هنا سأصل للمحطة بنفسي لا أريد أن يساعدني أحد فقال لها ارجوكي لا ترفعي صوتك حتى لا يلتفت إلينا المارة واحب ان أضيف أني جاد في طلبي يا انسة ولست من يسخر من مشاعر الآخرين
أصابتها إجابته بالاندهاش الشديد ثم أعادت بصوت منخفض اقول لك اني مريضة بالقلب. ‘ فقال ستشفين إن شاء الله عندما تصبحين زوجتي فقالت ساخرة ليه بقى حضرتك شيخ ولا ولي ولا أكبر دكتور قلب في العالم!!
فابتسم وكأنه سعيد بتشاكسها معه ثم قال لا انا مهندس مدني
ولكني اعرف ان الحب يشفي القلوب فقالت انت شخص عجيب!! فقال حسنا ما رأيك بالزواج من الإنسان العجيب
فعقدت ذراعيها على صدرها وقالت ولكن اهلي لن يوافقوا خوفا على حياتي وصحتي وكذلك الاطباء المعالجين سيوصون بعدم الزواج فقال دعي لي كل ذلك …ب
بعد أن مرت سنة على هذا اللقاء وكان كل من ليلى وفيصل قد أصبحا زوجين استدعى الطبيب المعالج كل منهما لأمر ضروري
واخبرهما أنه اطلع على آخر أشعة فوجد أن قلب ليلى قد شفي تماما من اللغط القلبي وأنها لا تحتاج إلا بعض الفيتامينات للتقوية وأنها تستطيع أن تمارس حياتها الطبيعية
وكم كانت فرحتهما كبيرة بهذه البشرى
وخصوصا فيصل الذي كاد أن يطيل من الفرح فقال لها حمد لله على سلامة قلبك وربط على يديها بعطف فقالت في تأثر شديد لولا حب قلبك ما كان شفاء قلبي يبدو اني استمد القوة والعافية منك. فقال وانا ايضا استمد كل خير وسعادة منك انا ما زلت أحمد تلك الإغماء وذاك الهجير وسأظل احب طول حياتي وهج الطريق فاحمرت وجنتاها من الخجل ونظرت للأرض فامسك بذاقنتها ورفع وجهها وقال أعتذر أني أخجلتك فقالت له عينيها أحبك *

بقلم على الحسيني المصري

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …