أخبار عاجلة

إحذروا الرشوة فإنها ظلم وعار 

إحذروا الرشوة فإنها ظلم وعار 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد يا أيها الناس اتقوا الله تعالى، فإن تقواه أربح تجارة وبضاعة، وإحذروا معصيته فقد خاب عبد فرّط في أمر ربه وأضاعه، وعليكم بما كان عليه السلف الصالح والجماعة، فخذوا بهديهم وما كانوا عليه في المعتقد والعمل والسمت والطاعة، وإحذروا الرشوة فإنها ظلم وعار ولعنة ونار وشناعة، فيا أيها المسلمون إن من أعظم الظلم هو الرشوة، حيث قال المقري الحنفي الرشوة بالكسر ما يعطيه الشخص الحاكم وغيره ليحكم له أو يحمله علي ما يريد، فليتقي الله كل موظف وليحذر سخط الله تعالي. 

 

وليتجنب أسباب غضبه، فإن الله جل وعلا غيور إذا إنتهكت محارمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا أحد أغير من الله ” متفق عليه، وليجنب نفسه وأهله المال الحرام والأكل الحرام، نجاة بنفسه وأهله من النار التي جعلها الله أولى بكل لحم نبت من الحرام، كما أن المأكل الحرام سبب لحجب الدعاء وعدم الإجابة، كفانا الله بحلاله عن حرامه، وأغاننا بفضله عمن سواه، ولقد كان السلف يتوقون الهدايا ممن لهم عليهم ولاية خشية من أن تكون رشوة، ومن أنواع الرشوة كما قال ابن الأثير هو الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة، أي تقضي حاجة هذا المراجع لأنه يعمل بالمكان الفلاني، فقد تحتاجه يوما والأعمال بالنية، وقال أبو عبيد ومنه قولهم من صانع المال لم يحتشم من طلب الحاجة، ومن عوامل تفشي الرشوة والبيئة التي تساعد على إنتشارها وأهمها وأساسها. 

 

هو ضعف الوازع الديني، وقوع الظلم والجور في المجتمعات فيعمد العامة لدفعها خوفا على أنفسهم أو تفشيا في غيرهم، وعدم مراقبة العمال وأصحاب الولايات على الرعية من قبل المسؤولين فيتجرأون على أخذ الرشوة على أعمالهم، ووجود خلل في نظام السلطة فلا يصل صاحب الحق إلى حقه إلا بها، ووجود الحاجة والفاقة فيعمد المحتاج إليها للوصول إلى أكثر مما له لسد حاجته وفاقته كما فعل اليهود في خيبر، وأن الرشوة داء ومرض إجتماعي فهي كأمراض البدن تتفشى في البيئة القابلة للمرض وأما عن البيئة التي تساعد على إنتشار الرشوة فيها فإن في مقدمتها البيئة الفقيرة في حالات الأزمات، وأيضا البيئة التي لم يتوفر لها الوعي العام، فلم تدرك مضار الرشوة فيها، ولم يقو أفرادها على مجابهة من لهم عندهم حقوق في المطالبة بحقوقهم. 

 

وأيضا البيئة التي فقدت الترابط ووقع في أفرادها التفكك فلا يلوى أحدهم إلا على مصلحته الخاصة ولو عن طريق الرشوة وعلى حساب الآخرين، وإذا تصورنا عوامل تفشي الرشوة والبيئة التي تساعد على إنتشار الرشوة فيها، فإنه بقي علينا تصوير وبسط نماذج مضار الرشوة وسط هذه العوامل، ومن خلال تلك البيئة بإيجاز، حيث أنه لا شك أن مضار الرشوة مما أجمع العقلاء عليها سواء على الفرد أو على المجتمع، في العاجل أو في الآجل، وأن مضار الرشوة تتفاوت بتفاوت موضوعها وإختلاف درجات طرفيها، فهي وإن كانت داء واحدا إلا أن الداء تختلف أضراره بإختلاف محل الإصابة به، فالداء يصيب القلب وغيره، إذا أصاب اليد أو الرجل، كالجرح مثلا، فجرح القلب أو الدماغ قد يميت، وجرح اليد أو الرجل غالبا ما يسلم صاحبه ويبرأ جرحه.

 

وإن ترك ألما أو أثرا في محله، والناس في هذا الموضوع منهم من هو بمثابة القلب والرأس والعين، ومنهم من هو كسائر أعضاء الجسد، وعليه فإذا كانت الرشوة في معرض الحكم فإنها الداء العضال والمرض القاتل لأنها تصيب صميم القلب فتفسده فيختل في نبضاته ويفقد التغذية ويصبح غير أهل للحكم، وقد نص الفقهاء أن الحاكم إذا أخذ الرشوة إنعزل عن الحكم لأنها طعن في عدالته التي هي أساس توليته.

شاهد أيضاً

محافظ الأقصر يبحث مع وفد التنمية المحلية تحديث الهيكل التنظيمي والوصف الوظيفي بالديوان العام والوحدات المحلية

محافظ الأقصر يبحث مع وفد التنمية المحلية تحديث الهيكل التنظيمي والوصف الوظيفي بالديوان العام والوحدات …