أخبار عاجلة

أَجِيبِينِي

القصيدة على لسان امرأة
أَجِيبِينِي
ـــــــــــ
أَجِيبِينِي سَأَلْتُكِ أَنْ تُجِيبِي
أَجِيبِي حَيْرَةَ الْقَلْبِ الْكَئِيبِ
أَتَيْتُ النَّاسَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ
سَأَلْتُهُمُ ، فَمَا عَرَفُوا حَبِيبِي
***
حَبِيبِي قَدْ غَدَا فَمَضَى إِلَيْكِ
وَحَدَّثَنِي نَذِيرُ الشَّوْقِ عَنْكِ
أَجِيبِينِي سَئِمْتُ الصَّمْتَ مِنْكِ
أَجِيبِينِي إِذَا لَمْ تَسْتَرِيبِي
***
تَرَكْتـُهُ لِلْهَـوَى بِالأَمْسِ يَبْـكِي
يُدَاعِبُ لَوْعَتِي ، وَيَلُومُ شَكِّي
وَيُقْسـِمُ أَنَّـهُ يَأْتِي إِلَيْـكِ
يُسـَرِّي وَقْتَـهُ عِنْدَ الْغـُرُوبِ
***
وَأَقْسَـمَ أَنَّـهُ يَهْـوَى سَمَـائِي
وَأَنَّ الْحُبَّ فَيْضٌ مِنْ عَطَائِي
وَأَنَّ الْقَلْـبَ يَنْبِضُ بِالْوَفَـاءِ
وَأَيْنَ الصِّدْقُ فِي قَسَمِ الْكَذُوبِ؟
***
لَقـَدْ كُنَّـا إِذَا سـِرْنَا سَـوِيَّا
نُرَاقـِصُ حُبَّنَـا رَقْصًـا فَتِيَّـا
وَنَرْقُـصُ إِذْ يُغَنِّينَـا شَجِيَّـا
وَيُسْمِعُنَـا غِنَــاءَ الْعَنْدَلِيبِ
***
فَنَحْلُمُ بِالْحَيَاةِ وَبِالْجَمَالِ
وَنَحْلُمُ بِالْغَرِيبِ وَبِالْمُحَالِ
وَنَحْلُمُ لَوْ نَذُوبُ مَعَ الْخَيَالِ
فَكَانَ الْحُلْمِ كَالْهـَمِّ الْمُذِيبِ
***
حَبِيبِي قَد تَّمَكَنَ مِنْ خِدَاعِي
فَمَا أَبْكَـاهُ حُزْنِي أَوْ ضَيَاعِي
فَيَلْهُو بِالْهَوَى رَغْمَ الْتِيَاعِي
وَيَلْهُو بِالْفـُؤَادِ الْمُسْتَرِيبِ
***
عَرَفْتُ الآَنَ حُبكِ مَا مَدَاهُ ؟
فَأَنْتِ القصدُ لو ضلَّتْ خُطــاهُ
وَأَنْتِ الحبُّ في دنيا هَــوَاهُ
وَأَنْتِ النُّورُ فِي وَهَجِ الَّلهِيبِ
***
وَأَنْتِ النَّارُ لَوْ يَخْبُو حَرِيقِي
وَأَنْتِ الأُنْسُ فِي تِيهِ الطَّرِيقِ
وَأَنْتِ السِّحْرُ فِي لَحْنٍ رَقِيقِ
وَأَنْتِ الْوَجْدُ فِي لَيْلٍ رَهِيبِ
***
حَبِيبَتُهُ ! ، كَفَانِي مَا أُعَانِي
مِنَ الدُّنْيَا وَمِنْ غَدْرِ الأَمَانِي
لَقَدْ أَغْفَى عَلَى حُلْمِي زَمَانِي
فَضَاعَ الْحُلْمُ فِي أَمْسٍ قَرِيبِ
***
لَقَدْ ضَاعَ الْهَوَى وَالْحُبُّ مِنِّي
وَفَرَّ الْحُبُّ مِنْ دُنْيَا التَّمَنِّي
فَصِرْتُ الآَنَ أَسْتَجْدِي لأَنِّي
أَصُونُ الْحُبَّ فِي زَمَنٍ غَرِيبِ
***
أَتَيْتُكِ وَالْهَوَى يَجْتَاحُ ظَنِّي
وَلَيْلِيَ حَدَّثَ الأشْوَاقَ عَنِّي
فَمَا عَرَفَتْ طَرِيقَ النَّوْمِ عَيْنِي
وَلاَ عَرَفَ السُّهَادُ مَدَى شُحُوبِي
***
إِذَا مَا كَانَ عِنْدَكِ أَخْبِرِينِي
فَقَدْ أَخْبَرْتُ شَكِّي عَنْ يَقِينِي
وَأَخْبَرْتُ الْفُؤَادَ عَنِ الْحَنِينِ
وَأَنَّهُ لَيْسَ حَظِّي أَوْ نَصِيبِي
***
أَجِيبِينِي فَقـَدْ فَاضَتْ شُجُونِي
خُذِي قَلْبِي ، خُذِي مِنِّي عُيُونِي
خُذِي عُمْرِي وَلَكِنْ طَمْئِنِينِي
خُذِي مِنِّي إِذَا شِئْتِ حَبِيبِي
***
أَجِيبِينِي فَإِنِّيَ مِنْ عَنَائِي
أُغَنِّي حُبَّهُ رَغْمَ اسْتِيَائِي
أَجِيبِي دَمْعَةً خَنَقَتْ غِنَائِي
فَصَارَ الْحُزْنِ كَالَّلَحْنِ الطَّرُوبِ
***
أَتَيْتُكِ وَالْجـَوَى يَرْنُو إِلَيَّـا
وَقَلْبِيَ قَدْ بَكَى مِثْلِي عَشِيَّـا
لِنَبْحَثَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا سَوِيَّـا
نَجُوبُ الأَرْضَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ
***
تَعَاليْ نَسْأَل الدُّنْيَا عَلَيْهِ
وَنَسْأَلُ سِحْرَهَا عَنْ مُقْلَتَيْهِ
لَعَلَّ الْحُسْنَ أَغْوَى نَاظِرَيْهِ
فَآَثَرَهُ عَلَينَـا بِالْهُرُوبِ
***
تَعَالَيْ نَقْتَفِي أَثَرَ الْحَبِيبِ
وَنَبْحَثُ عَنْ هَوَاهُ وَعَنْ مُجِيبِ
لَقَدْ أَبْدَيْتُ لِلدُّنْيَا نَحِيبِي
فَمَا فَاهَتْ جَوَابًـا عَنْ حَبِيبِي
***
الشاعر سمير الزيات

شاهد أيضاً

لقاء التميز علي مسرح الشبان العالمية واستضافة رموز اتحاد كتاب مصر 

لقاء التميز علي مسرح الشبان العالمية واستضافة رموز اتحاد كتاب مصر  بقلم الكاتب محمد عباس  ………… …