أخبار عاجلة

أيها الباكي

أيها الباكي

الشاعر سمير الزيات
ــــــــــــــ
أيُّها الباكي عذابا وانتحابا
تستشفُّ السَّعدَ من حُبًّ تغابى
ترتضي ظلمَ الحياةِ وكم توالت
حادثاتٍ تأخُذُ النَّفسَ اغتصابا
أيُّها الباكي على عمرٍ تولَّى
ترقُبُ الأيامً ، والعُمرَ ارتقابا
فانتبِهْ مما تراهُ لا بكاءٌ
لو بكيتَ العمرَ هل يُبقي الشبابا
وانتَبِهْ من غفوةِ الأيام – هيا –
ربَّ غفلانٍ غفا يوماً فثابا
***
كم تسامَتْ في ذُرى الأفلاكِ روحي
لم أُعِرْ للهمِّ وزناً أو حسابا
كم تعالتْ في هوى الأشجانِ نفسي
لم أهُنْ في الناسِ خوفاً وارتيابا
كلَّما أُوتيتُ رزءاً ، رمتُ آفاقَ
الرزايا ، والرُّؤى منِّي كِذابا
ما عسى الأحلامُ للنَّاسِ تُغنِّي
وأراني أندُبُ الحظَّ اكتئابا
فإذا أصبحتُ تشقيني همومي
وإذا أمسيتُ غنَّيتُ العذابا
***
يا سماء الحبِّ رفقا ، ظلِّلي بالـ
ـحبِّ قلبي ، وافتحي للحبِّ بابا
يا سماء الحبِّ جودي من عطاءٍ
ما يُروِّي حيرةَ القلبِ احتسابا
أين أيَّامُ الصِّبا والحبِّ منِّي ؟
أين أحلامي؟ ، لقد صارت سرابا
أين آمالي ؟ ، وصوت الموت يعلو
فوقَ أَصْواتِ المنى قاباً وقاباً ؟
أينَ عمري ؟ ، فرَّ مِنِّي مثلما فرَّتْ
ورودُ الحبِّ منْ قلبٍ تَصَابى
***
يا فؤادي ! ، إنَّمَا الأيَّامُ تمْضي
مثل حلمٍ قدْ رأيناهُ وذابا
إنَّما الدُّنيا تُباريك الأماني
تستقي منك المُنى كَأْساً عِذَابا
إن تُوافيكَ المنى كأساً بكأْسٍ
هل تُراها تحتوي عَنْكَ العذابا ؟
فاغتَنِمْ في صفوها برداً وشهداً
وارْتَشِفْ في جورها مُراً وصابا
واتَّخِذْ من رغدها فرشاً ومهداً
واغْتَصِبْ في شُحِّهَا الحظَّ اغتصابا
***
في غدٍ تَصحو على نورِ عجيب
يخطف الأبصار خطفا والضبابا
يُبْهرُ العينينِ لو ترنو إليه
يقهرُ الظَّلْماءَ قهراً والسحابا
فاغتَرِبْ في تيهِ دُنْيا من سراب
واحتملْ منها – إذا شئتَ – اغترابا
يا فؤادي ! ، قد تبَصَّرْتُ طريقي
ورأيتُ الحقَّ والظُّلمَ كِتابا
فتوقف نبصر النُّورَ رفيقي
عن قريب ها هنا نَرْنُو الصَّوَابا
***
أيُّهَا الباكي ! ، كفانا ما نُعاني
فاتبعني ننشر الخير احتسابا
ما عسانا إذ تَمَنَّيْنا الأَمَانِي
هل تُرانا نأخُذُ الحظَّ اغتصابا ؟
ما ترى إن ضاق رزقٌ أو توارى ؟
هل تَعُبُّ الرِّزْقَ علماً واكتسابا ؟
لا تَخَفْ مِنْ ضيقِ دُنْياكَ الَّتي قدْ
جِئْتَها كرهاً وغصباً وانتِسابا
ما لغيبِ اللهِ مِنْ مُبْدٍ ، ولا مِنْ
كاشِفٍ مِنْ علْمِهِ مهما أصابا
***
الشاعر سمير الزيات

شاهد أيضاً

رساله الى اختى

رساله الى اختى بقلم صالح منصور ليه مشيتِ ..وسبتينى مش عارف .. اعيش مش قادر …