Oplus_16908288

أين الحديث عن النبي المجاهد؟

أين الحديث عن النبي المجاهد؟

كتب سمير ألحيان إبن الحسين 

 

هذا… وقد ذاع بين الناس وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأجمل ما يكون خِلْقةً، وبشاشةً، وحنواً، وعطفاً… 

وهذا والله حق وأي حق…

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم فوق ما يقوله المادحون…

لكنهم دائما ما يغفلون مدح النبي المجاهد القوي في ذات الله، والشديد في الحق، والذي غزا في سبيل الله عشرات الغزوات، وظل ممتطيا صهوة جواده يصد البغاة، ويرد الطغاة حتى قبل موته بأشهر صلوات الله عليه..

ليتهم يحدثوننا عن نبينا الذي ثبت للمشركين في مكة طوال ثلاثة عشرة عاما عاضا هو وأصحابه على دين الله بالنواجذ!!

وليتهم يصدرون سيرته للناس وهو يجلي يهود بني قينقاع من أجل امرأة مسلمة..

أو وهو يقف وحده مع نفر قليل من أصحابه يوم حنين في وجه ثلاثين ألف مشرك..

أو وهو صامد للمشركين يوم أحد رغم كسر رباعيته، وشج وجهه، يقول الله أعلى وأجل..

أشبعنا الشعراء في قصائدهم عن عينه الكحيلة، ويده الناعمة الحنونة، وشعره الأسود، وعرقه المسك..

ولما يشبعونا بعد من جهاده الطويل، ورباطه العظيم، وفتحه المبين..

فمن حق الأجيال أن تقتدي بنبيها كله..

رقّةً وعزة

جمالا وقوة

حنوا وأنفة..

وقد تم تدجين الأجيال المسلمة الحديثة وتوجيهها إلى حب النبي العابد الطيب الزاهد، وصرف المخيلة عن النبي القوي المجاهد!!

وأحسب أن هذا الأمر ليس وليد الصدفة أبدا..

فقد تعلمنا من العدو طول المكر، وشدة الصبر، حتى يستقر له الأمر..

والأمر هذه المرة متعلق بنبيكم…فانتبهوا.

أقول هدا لأنها أوجاع في الظاهر وأفراح في الغيب

فبينما كانت قريش تحاصر النبي صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب…. كانت الأرضة تأكل الصحيفة الظالمة من حيث لا يشعرون. 

و بينما كان المسلمون يبكون دما في الحديبية من وقع الظلم الذي أحسوه من بنود الصلح…. كان الله سبحانه يُعد لهم بعد شهرين فتحا مبينا في خيبر أغناهم به بعد فقر، وأورثهم به أخصب أرض.

 

و بينما كان أهل السجن الحربي يستطولون الأيام ويستصعبون الأحوال…. كان ملك الموت يزور الطاغية في بيته ويقبض روحه وهو في الثانية والخمسين دون سابق مرض أو شكوى.   

 

و بينما كان مشركو الطائف يضربون النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة ويخرجونه طريدا من بلادهم… كانت الجن في طريقها إليه لتستمع القرآن وتؤمن به بعد ما جفاه الإنس وكفروا به.

 

و بينما الطغاة ينشرون المجون والفساد، ويفتحون الطريق للإلحاد … يعد الله عز وجل وراء أستار غيبه مئات الآلاف من أهل القرآن المتسلحين بالإيمان ليعيدوا للأرض طهرها ويزيلوا أرجاسها عما قريب بإذن الله.

 

و بينما المشركون يحاربون النور في مكة الصغيرة….كان الإسلام ينتشر في إفريقيا الكبيرة على يد جعفر وأصحابه في الحبشة.

 

و بينما تتهيأ الدولة العباسية للسقوط…. يهيئ الله الدولة العثمانية القوية قريبا منها.. لترفع لواء الخلافة -بعدما أوشك على السقوط- سبعة قرون أخرى قادمة. 

 

و بينما كان أبوجهل ينتشي ويشرب الخمر ليلة بدر…كانت الملائكة تتنزل على أرض المعركة وفيهم جبريل يقول للنبي: هنا مصرع أبي جهل غدا.

 

وبينما بعضنا يلعن الظلام، ويوقف الأفعال ويكثر الكلام… ينبري للإسلام آخرون يرفعون لواءه، وينطلقون في الآفاق وشعارهم:

حساب الله على الجُهد لا على النتائج!! 

 

وبينما عمر مستغرق في بكائه وضراعته في جلسته المتواضعة العمرية….جاء البشير بنصر القادسية.

 

و بينما يعجز العرب عن نصرة إخوانهم في أرض الرباط ولو بحناجرهم…يقيض الله الملايين من غير المسلمين في شتى بقاع الأرض لنصرتهم.

 

الله قدير… لا يشغله أمر عن أمر…وله في كل شيء حكمة…وفي مخبوءات قدره ما يذهل… لكنه يريد منا بذل وسعنا كمخلوقين…حتى يفاجئنا بجميل أقداره كخالق سبحانه.

فقل آمنت بالله وإستقم أخي في الله.

شاهد أيضاً

فى الشطرنج.. لا أحد يعلن الحرب بصوت عالى. ولكن الخطأ قد يكلف مملكة

فى الشطرنج.. لا أحد يعلن الحرب بصوت عالى. ولكن الخطأ قد يكلف مملكة بقلم/ أيمن …