أهم أسباب حدوث الصراع النفسي الداخلي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن أضرار وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة وخصوصا في زمن العولمة والإنترنت، وإن من تلك الأضرار هو ضياع الأوقات، فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، فالجالس أمام تلك الشاشة يقلب بصره يمينا وشمالا، ويبحث عما لا يفيده، فيضيع عليه عمره هباء منثورا، وعند موته يتحسر على تلك الساعات التي فاتت من عمره في مرضات الله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله.
” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ ” رواه البخاري، وكما أن أضرار وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، هو التعرف على صحبة السوء، وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة، فيصاحب من يكون على شاكلته، والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول ” مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ” متفق عليه، وإن الإحصائيات والتحليلات حول إستخدام الإنترنت تؤكد أن ثمانين بالمائة من مرتادي مقاهي الإنترنت.
لم يتزوجوا بعد، وأن سبعين بالمائة من هؤلاء يأتون للتسلية المحرمة والإتصال بالمواقع الإباحية، وأن خمسة وخمسون بالمائة من رواد مقاهي الإنترنت لا يعلم أهلهم عنهم شيئا، وأن كثيرا من هؤلاء يتبادلون عناوين المواقع الإباحية حتى في مدارسهم وهذا يشكل خطرا كبيرا على العملية التعليمي، وأن أغلب مدمني الإنترنت من الشباب قد أثر ذلك في مستواهم الدراسي، فرجعوا القهقرى بعد أن كان بعضهم من المتقدمين دراسيا، وأن إدمان الإنترنت يؤدي إلى حدوث صراع نفسي داخلي بين ما ترسخ في وجدان المدمن من قيم تربى عليها، وبين هذه القيم الجديدة التي يتلقاها عبرالإنترنت، وكما يعمل إدمان الإنترنت على تفكيك الروابط الأسرية، ودفع العديد من الأفراد إلى الإستغناء عن الطريق الطبيعي لتكوين الأسرة من خلال الزواج والإنجاب والإكتفاء بما يشاهده.
وما يمكن أن يمارسه من محرمات تعوضه، فيما يرى هو وهو على خطأ عن الزواج الذي يتطلب منه مبالغ كبيرة، وأن رخص أسعار أجهزة الكمبيوتر والهواتف والاشتراك في شبكة الإنترنت أدى إلى جذب عدد كبير من الشباب وإنضمامهم إلى عالم الإنترنت، وإن ضعف الرقابةعلى الإنترنت أدى إلى وقوع كثير من أبناء الأسر المحافظة في براثنها، فيا أخي الشاب المستخدم الإنترنت، ويا أخي المسلم هل يليق بالمسلم أن يأخذ من كل شيء أسوأ ما فيه، وهل يليق بالشاب الفطن الذي يتعين عليه خدمة نفسه ودينه وأمته أن يكتفي من هذه التقنية الرهيبة بصورة عارية ومشهد فاضح يثير به غريزته، بينما يستغل غيره من الشباب غير المسلمين تلك الشبكة في البحوث العلمية والعلوم الكونية والإكتشافات الحديثة للوصول إلى مركز الصدارة والريادة لهذا الكوكب.
فما بالك أيها الشاب قد نسيت الهدف الذي أوجدك الله تعالي لأجله في هذه الحياة، وسرت وراء أوهام وخيالات لا حقيقة لها ولا فائدة من روائها، فهل يليق بالشاب المسلم أن يستخدم نعم الله عز وجل في معصية الله ومحاربته، فأين أنت من قول الله تعالى ” ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ” وأين أنت من قوله تعالى ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون “
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 