بقلم بلال سمير
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ
يَا أيُّها النّبِيُّ جَاهِدِ الكُفّارَ والمُنَافِقِين نغفل عن جهاد عظيم لا يقل عن جهاد الكفار ، ألا وهو جهاد المنافقين….
فهؤلاء المنافقين هم أشدُّ فتكاً على الأمة من الكفار .. وهم الأعداء الحقيقيون وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ أي: بالغ في جهادهم والغلظة عليهم حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم.
وهذا الجهاد يدخل فيه الجهاد باليد، والجهاد بالحجة واللسان، فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد، واللسان والسيف والبيان.
ومن كان مذعنا للإسلام بذمة أو عهد، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام، ومساوئ الشرك والكفر، فهذا ما لهم في الدنيا.. وأما في الآخرة، فـ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ : لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد لاين المنافقين كثيراً ، وأغضى عنهم كثيراً ، وصفح عنهم كثيراً . . فها هو ذا يبلغ الحلم غايته ، وتبلغ السماحة أجلها ، ويأمره ربه من فوق سبع سماوات أن يبدأ معهم خطة جديدة ، ويلحقهم بالكافرين في النص ، ويكلفه جهاد هؤلاء وهؤلاء جهاداًعنيفا غليظا شديداً لا رحمة فيه ولا لين ولا هوادة ..
فإنَّ للين مواضعه وللشدة مواضعها . فإذا انتهى أمد اللين فلتكن الشدة ؛ وإذا انقضى عهد المصابرة فليكن الحسم القاطع..
إن كَشفَ أهل النفاق وفضحهم وتبيين مكرهم بأهل اﻹيمان نوع من أنواع الجهاد ؛ لأن المنافقين هم الخنجر المسموم الذين يطعن الأمة من داخلها.. يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم