أخبار عاجلة

أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع
بقلم

زينب كاظم
سأتحدث في هذا المقال عن موضوع يتأرجح ما بين السخرية وألالم وهو الالقاب التي نطلقها على بعضنا والتي يتأرجح القصد منها ما بين الانتقاص او الاحترام فكلمة (خالة)او (عمو) او غيرها من الكلمات التي تعطي عمرا للشخص المقابل ،فأحيانا على قلة عدد حروفها إلا إنها تكون سكين خاصرة لمن تقال له لأسباب كثيرة وقد يذهب البعض بفكره الى إنه الأنسان يتضايق منها كونه شخص متصابي أو متمسك بالمراهقة والشباب وقد يكون ذلك حقيقيا الى حد ما لكن التفسير العلمي لذلك ان الأنسان يضع خارطة لحياته وأحلامه منذ نعومة أظفاره وغالبا دوامة الحياة والقسمة والنصيب وهموم الدنيا تضيع أغلب أحلامه وتمر الأيام كلمح البصر وألأنسان عدوه الأيام التي تمر من عمره وتأكل صحته وشبابه وتقفز به الى عمر متقدم ومن ثم يجد انسان آخر هو شخصيا ينظر له على إنه ليس صغيرا يناديه بعمو ان كان رجلا أو خالة إن كانت إمرأة وهنا تحدث الصدمة ويبدأ بالحديث مع نفسه هل كبرت وبات واضحا التعب والعمر على وجهي بحيث ناداني هكذا ؟ماذا فعلت بحياتي؟ لقد كانت عبارة عن نضال وتربية الأولاد فلا المغامرات والقصص العاطفية التي كنت اتمناها حدثت ولا سافرت ولا استمتعت بحياتي فما الذي جاء بي لهذا العمر وقد يتصور الناس إن رفض إلانسان من مناداته هكذا نوع من التصابي وعدم الأعتراف بالعمر وهذا قد يكون خاطئا وتحليل علم النفس الذي ذكرته هو الصح،قد يكون الانسان متصابيا او إنه لايريد ان يعترف بتعاقب الأجيال وتقدم السن وعنده اضرابات نفسية ترفض الأعتراف بذلك لكن نحن الأن لسنا بصدد الحديث عن ذلك ،وحديثنا عن الأنسان السوي لكنه حساسا لذلك قبل فترة رأيت إمرأة بسيطة من معارفنا وهي من مرتديات العباءة والتي تعمل ،إمرأة من الطبقة الكادحة وعمرها على مشارف الخمسين وكانت تبكي بحرقة أمام المرآة وتقول هذا المثل (كبرت واقراني صبايا)فسألتها عن سبب الألم والدموع فقالت رجل اربعيني ناداني خالة فهل هو واضح علي علامات التقدم بالسن فقلت لها بأنها إمرأة منتجة ومربية ناجحة ربت ابناؤها بعرق جبينها وهذا هو الجمال بعينه وقد يقال ان الرجل لايهتم لذلك والمرأة تهتم لهذه الالقاب والمسميات وتتضايق منها لكن في الحقيقة هذه الأمور تؤثر بالمرأة والرجل على حد سواء كل حسب درجة حساسيته وإهتمامه بذلك وهناك بعض الناس لاتهتم على الأطلاق ،لكن نحن وحسب دراسات مستفيضة بعلم النفس ننظر لمن يكبرنا بأكثر من( ١٥) عاما على إنه كبيرا وواجب احترامه وإستخدام هذه الألقاب معه لكن نرى من يصغرنا بسنيات معدودات يرى نفسه صغيرا وينادينا بتلك الألقاب وغيرها ، وكذلك من هم مقاربين لأعمار ابناءنا واجب عليهم إستخدام هذه ألألفاظ من باب الأحترام والهيبة ، ولكي لا ندخل في هذه المتاهة وهذه الدوامة وهذه الحلقة المفرغة هناك القاب اكثر رقيا يجب ان نستخدمها مع من حولنا مثل أم فلان،وان كنا زملاء عمل نقول ست او أستاذة حسب درجتها الوظيفية وإختصاصها ،قبل سنوات قليلة حدثت قصة في دول الغرب مع أحد أصدقاءنا وهو طبيب أسنان عندما جاءته إمرأة زنجية بسبب ألم شديد بأسنانها فخافت ورفضت ابرة البنج وبكت فصرخ بها قائلا أنت إمرأة عجوز عيب ما تفعليه فخرجت منه غاضبة جدا ورفعت عليه دعوة وسجنته وغرمته الآف الدولارات بسبب كلمة عجوز اما نحن في بلادنا فلا يوجد إحترام لمشاعر الأنسان ،أحيانا من يرانا كبارا نحن ايضا نراه كبيرا قد يكون بسبب مظهره او ملامحه او تصرفاته لذلك ننصدم عندما يكبرنا ،وهناك من السيدات من تكون مفعمة بالحياة وعاشقة لها وهي ليست متصابية بل إنسانة معطاءة ومتفاءلة لكن تثير غيرة من حولها لذلك الجميع يحاول ان ينال منها بإستخدام القابا تعطيها عمرا كبيرا فهل العمر وسيلة إدانة للأنسان في مجتمعنا ؟ احيانا أجد بعض الناس يقسمون الناس على فئات فئة الثلاثينات يقولون عنهم كبارا وبدأ بساط الشباب ينسحب منهم ومن هم بالأربعينات هؤلأء يجب أن يتحضروا لقبورهم ومن هم بالخمسينات من العمر أقرانهم شبعوا ماء ورد وعطور بالمقبرة وأنا أرى كل ذلك قلة وعي فكل إنسان ما زال قلبه ينبض لديه رسالة يريد ان يكملها ولديه حب للحياة حتى من بلغ الثمانين من عمره وألاعمار بيد الله عز وجل ،ويجب ان يدرك الجميع أن منطاد التقدم بالسن سيركبه الجميع وسيقفز به لسن متقدمة ، وأنا ارى أن للتقدم بالسن فوائد جمة وهي النضوج الذي يجعلنا نترفع عن الصغائر ونتحاشى الدخول بالنقاشات العقيمة وغيرها من الأمور ، كنا سابقا ننظر لمن هو أكبر منا سنا بهيبة وإعجاب ورغبة بسماع نصائحه وقصصه الممتعة لكن الأن للأسف لايوجد إحترام للكبير الا ما ندر ،واحب ان أتحدث عن تجربتي الشخصية إنني كنت اتضايق من الألقاب التي تعطيني عمرا أكبر لاني احب الحياة وروحي طفولية لكن وجدت ذلك يثير السخرية لأن المقابل لم يصل لدرجة وعي تجعله يفهم وجهة نظري ولماذا أتضايق لذلك قررت الا أتضايق من ذلك لكي لا يستخدمه المقابل كنقطة ضعف يعتقد إنها تضايقني ولا أريد ان أعطيه مستمسك إدانة ضدي لأنه كما اشرت في مجتمعاتنا التقدم بالسن احيانا يكون وسيلة ادانة بالرغم من إنه بالحقيقة التقدم بالعمر شئ رائع بسبب تراكم الخبرات والتجارب بالحياة وقررت أن اطبق المقولة التي تقول ليس المهم كيف يراك الناس ..المهم كيف ترى أنت نفسك وليت الجميع يحذو حذوي ويقتنع بأفكاري،
قد كتب الكثير من الكتاب مقالات عن ذلك لكن من باب السخرية والكوميديا لكني تناولتها اليوم من باب الجدية والواقعية .

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …