أخبار عاجلة

أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع اجتماعي مخزي لكننا لا نستطيع ان نطم رؤؤسنا كالنعام عنه لأن رائحته الكريهة انتشرت في كل مكان في مجتمعاتنا الشرقية الا وهو الخيانة الزوجية رغم ان الدين والحديث عن الدين والروايات الدينية عموما باتت في متناول الجميع والكل يعرف ان الزنى عموما من اكبر الكبائر وقد درجت في ديننا الاسلامي تحت هذا العنوان (أكبر الكبائر هي الزنى وشهادة الزور وعقوق الوالدين ) سنتحدث عن ذلك بناء على نظرتنا وعلى الزاوية التي نرى منها هذا الامر لكن سنعطي اولا نبذة عن الحب وكيف يتم الزواج فطريا وبدون ان ندرك او نعي ذلك .
ان الحب الذي أسمى ما في الوجود سبب وجوده هو من اجل التناسل والتكاثر لأن الله فضل البشر على باقي المخلوقات لذلك منحه نعمة الحب كي يعيش باقي عمره بالحلال مع شخص يوده ويحبه ويحترمه ويكمل باقي حياته ونصف دينه به اذا سبب الحب كي يتزوج الانسان ومن ثم يكون اسرة ويتكاثر ويكون هناك نسل واستمرار الحياة وهذه سنتها .
لكن للأسف قد تكون هناك ظروف أو أسباب تدفع الأنسان الى الزواج من انسان لا يحبه فقط من أجل تكوين اسرة ومن أجل نظرة المجتمع كي يكون واجهة اجتماعية لا غير وهذا الغباء بعينه لأن الانسان عندما لا يتزوج من شخص يحبه ويرتاح له ويتفاهم معه ستكون هناك خلافات كثيرة ونتيجة الخلافات اما الطلاق واما الانفصال العاطفي داخل البيت ومعناه أن يعيش الاثنان تحت سقف واحد وكلاهما لا يطيق الاخر وكل واحد يحارب الاخر حربا باردة ويمارس ضده سلاح الصمت العقابي وغيرها من الطرق المؤذية من اهانة أو كلام مسئ وجارح وقد تصل للتعنيف والضرب بل نسمع أحيانا مصائب داخل البيوت وجرائم تعلن في القنوات على أن أسبابها خلافات عائلية فأين العائلة في الموضوع هم أصبحوا بهذا جماعة أو أفراد مفككين حاقدين على بعض .
وهنا نحن لا نعمم لأن هناك الكثير من الناس تزوجوا زواجا تقليديا وكانوا لا يحبون بعضهم لكن بمجرد أن أغلقت عليهم بابا وصارت بينهم عشرة وأسرار عائلية حتى أصبح بينهم كيمياء وتواصل محترم وتوافق وتفاهم ودامت زيجاتهم سنين طويلة .
الا اننا هنا نتحدث عن الفئة التي تكون استمرارية الحياة بينهم شبه مستحيلة وعلاقاتهم مفككة متصدعة متهالكة وهذه الاسباب كلها تؤدي سابقا الى حل واحد وان كان قد اشار اليه القران على انه ابغض الحلال وهو الطلاق قال تعالى (ان ابغض الحلال عند الله الطلاق )لكن في هذا الزمان اصبح حل متحضر جدا قياسا بما يحدث حاليا من خيانة في عش او فراش الزوجية او مشاكل كبرى قد تؤدي للقتل كأن يقتل الزوج زوجته او العكس او قد يقتل أحدهما أولاده انتقاما من الاخر وهذه المشاهد ليست من أفلام هوليود او افلام الرعب بل هذه حقائق موجودة في كل مراكز الشرطة بمختلف البلدان العربية.
ان الخيانة ذميمة وبشعة جدا لكن الناس أصبحت تتأثر بالغرب وما تصدره من أفلام لا تمت لعاداتنا واخلاقنا بصلة اطلاقا والعلاقات الزوجية السوية يجب ان تقوم على الود والرحمة قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
ان عدم تماسك العائلة وغياب الود والرحمة تسبب الخيانة والخيانة شئ قاسي جدا وموجع ومؤلم وهو كسر لكل القيود اذ ان الخائن يكسر اولا تعاليم دينه وسنة نبيه ونهج ال محمد الأطهار عليهم السلام ومن ثم يكسر تربية اهله ويجازي تعبهم بالأنحلال الاخلاقي وينهي ذكر أجداده الطيب شيئا فشيئا ويكسر حتى بنفسه هو كأنسان كم يناضل في هذه الحياة فكل ذلك يذهب هباء بل وحتى وان لم يعرف احد بتلك الوصمة القذرة هو كانسان بكل تأكيد لديه ولو ذرة ضمير عندما يختلي بنفسه يرى نفسه كم هو وضيع ومنحط وحقير وصغير بعين ذاته والطامة الكبرى هو خيانة رجل متزوج لزوجته مع امرأة متزوجة ايضا فما اكبرها من كارثة فكيف لك ان تدخل بيتك بكل هذا العهر والقذارة وكيف لأمراة وهي زوجة وأم تمارس الرذيلة مع رجل غريب في بيتها وقد كسرت تعليمات الجدة والام والعائلة والدين والمجتمع وضعفت امام شهوتها بالوقت الذي يجب ان تكون قدوة لأولادها فكيف تكون الجنة تحت اقدامها وهي بكل هذا الانحلال الأخلاقي .
ان الجزاء الأكبر الذي وضعه الله عز وجل على الزاني وهو الجلد هناك من يحاول ان يقلل من شأن تلك الأيات الكريمة والعياذ بالله ويقول فهل يوجد جلد في زماننا ويدعي الثقافة وهو أكبر جاهل واوضع مخلوق لأن العلم اثبت انه حتى الرجل عندما يمارس الرذيلة مع امرأة خارج نطاق الزوجية ستظل أوساخ ونجائس تلك المرأة في جلده وتزداد باستمرار الممارسة معها وهناك من هو اوقح واوسخ ويمارس الجنس مع اكثر من واحدة وكل ما يحملنه من نجائس وقاذورات يظل عالقا في جلده وهذا ينطبق على المرأة كذلك بل المرأة افظع لأن الله خلقها وعاء للأنجاب والتناسل لذلك كمية النجائس فيها تكون كبيرة جدا وكل تلك الاوساخ تظل تحت الجلد وعند التعرق الذي يحدث اثناء الرياضة او الحركة او عند ممارسة مجهود ما يخرج جزء بسيط مع العرق اما الباقي يظل في الجسم لذلك هنا يجب ان يجلد الأنسان الزاني ثمانين جلدة لتطهيره فأن مات اثناء الجلد فهو على الاقل يذهب طاهرا لمواجهة ربه وان لم يمت فقدر له يعيش بلا امراض وعلل لذلك خص الزاني بالجلد لحقائق علمية يجهلها الملحدين او قليلي الايمان بالله جل وعلا قال تعالى (والزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) وبما انه هذه العقوبة لم تطبق في العصر الحديث والى يومنا هذا ازدادت الامراض واولها الايدز الذي يقضي على الجهاز المناعي ويعدي الالاف ويفضحهم ويميتهم و هو وباء قاتل جدا بل هذا المرض وغيره من الامراض التي تنتقل بالجنس ما هي الا عقوبة الهية كالكثير من العقوبات التي تقع على العباد عندما يكسرون القواعد الدينية والالهية ويمارسون خطيئة ما فالجنس خلق للتكاثر وللتمتع واشباغ الرغبات تحت مظلة الدين واحترام العادات والتقاليد والمنطق الذي اكرم الله به بني البشر وميزهم عن غيرهم من الكائنات الحية كالحيوانات مثلا .
عندما لا يتزوج الانسان من شخص متوافقا معه افكارا وعقلا وشعورا واحساسا يجب ان يكون قنوعا ولا ينظر لما في يد غيره والحب حاله حال اي رزق في الحياة فأن لم نحظى به فبكل تأكيد هناك عطايا وهدايا اخرى وهبها الله لنا غير الحب مثل الصحة والجمال والاولاد والستر والشرف واذا دق القلب يوما دون ارادتنا لشخص ما فيجب ان تظل هذه الأمنية العذرية في القلب والصبر على نقص النعم عبادة ولنعلم ان الله عادل عالم الغيب (لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع )والخير فيما اختاره الله والرضى بالمقسوم عبادة ايضا وكسر القيود الدينية والاجتماعية والاخلاقية تجعل الانسان مشتتا ضائعا قليلا بعين نفسه وللأسف الخيانة الزوجية لا تنحصر بطبقة اجتماعية دون غيرها بل هي تحدث داخل العائلات المتعلمة والجاهلة والبسيطة والثرية على حد سواء .
ان تربية البنت على العفة واحترام المبادئ واشعارها انها ثمينة دوما تكون حولها ستار ورادع وحاجز ووازع ديني اخلاقي متين يمنعها من الانجرار وراء الكلام المعسول من ذئاب البشر ولتكون بنت نقية شريفة وزوجة صالحة قنوعة محتسبة لله ان رزقها الله بزوج غير صالح ومؤذي .
كذلك علمونا أجدادنا ان الطفل عندما يولد يجب ان تحافظ الام على طهرها وطهره أربعين يوما والا يقترب منها زوجها هذه الفترة وكذلك الاذان وذكر الله باذن الطفل اليمنى واليسرى بعد غسله وتطهيره مباشرة بعد الولادة كل ذلك له تأثير على الانسان اذ ان صوت الله يصل الى قلبه وروحه فيتربى طاهرا مرهف الحس بعيدا عن الأنحلال الاخلاقي وان نعلم أولادنا الحفاظ على اجسادهم لأنها ثمينة وهي هبة من الله عز وجل للأنسان وواجب عليهم الحفاظ عليها حتى يتزوجوا ومن ثم توهب لشريك الحياة فقط داخل اطار الزوجية ..ونسأل الله الستر والعافية والسلام لكل البيوتات وكل الناس والله الموفق .

شاهد أيضاً

قصيدة ( أمتي )

قصيدة ( أمتي ) بقلم / بشري العدلي محمد يأتى الخريف فأحرقت أغصاني وتناثرت وسط …