أخبار عاجلة

أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع قد يراه البعض مستفزا وقد يراه البعض قاتلا ببرود وصمت وقد يراه اخرون مدمرا للأعصاب وقد يذهب البعض بأفكاره بعيدا فيكون صبورا حياله اكثر الا وهو عدم الالتزام بالمواعيد فالوقت ثمينا غاليا كالجواهر عندما نعطيه لمريض نجلس قربه او حبيب او صديق نكرس له وقتا لأننا اشتقنا اليه فكم يكون هذا الوقت مهما ويترك اثرا جميلا داخل نفس الانسان الذي اعطي هذا الوقت .
لكن هناك الكثير من الناس الذين لم يتربوا على احترام مشاعر الاخرين واحترام الوقت يعطون موعدا ويخلفونه ويتركون البشر على نار هادئة بعد اعطاءهم ابر البنج السامة فالانتظار وكما يعرف الجميع قاتلا ويدمر الاعصاب ويجعل الانسان يتهالك وينتهي فكلنا قاسينا وعانينا الانتظار فمنا من انتظر نتيجة نجاحه ومنا من انتظر مولودا ومنا من انتظر عودة عزيز غائب وهناك من الناس من انتظر نتائج تحاليل او قد يكون انتظر تعافيه من مرض ما وغيرها وغيرها من انواع الانتظار لكن كل ذلك لا يصل بنا للمعاناة الحقيقية عندما يعطينا احدا وعدا ومن ثم يتركنا ننتظر فهذا النوع من البشر اسوأ انواع البشر اذ انه يعلم بأننا لغينا موعدا او تركنا اعمالنا ونحن ننتظره ليقدم لنا خدمة ما قد تكون بمقابل او بدون مقابل ونحن لسنا بصدد الحديث عن الماديات لكن العهد والموعد والوعد دين ويقال بأن (وعد الحر دين )
لكن قليلي الادب وعديمي الضمير دوما يخلفون مواعيدهم فكم هو راق ومهذب الانسان الذي يقولها منذ البداية بأنه لا يستطيع اتمام الخدمة لنا كي نعتمد على انفسنا او نترك شخص اخر يقوم بالمهمة وهناك مقولة مستفزة ايضا وهي تطلق على من لا يخلف عهوده ومواعيده مضبوطة جدا وهي (مواعيده انجليزية) لانه قد يكون الغرب ملتزمين بالمواعيد لكن في الحقيقة اول من علم العالم على الالتزام بالمواعيد هم العرب قبل الإسلام إذ انهم يلتزمون بمواعيد قيام الحروب او اكرام الضيوف او الالتزام بالعهود مهما كانت شاقة وصعبة لأن الانسان هو كلمة وقيمته بشرفه وكلمته لأنه بلاها يصبح بلا مبدأ واشبه بالخائن لأن الكذب خيانة وكذلك بعد الاسلام عندما جاء النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذ انه علم الناس تعاليم دينهم والتي من ابرزها الالتزام بالمواعيد والعهود وهذه ابرز تعليمات القران الكريم الذي هو دستور الامة الاسلامية وهيبة الانسان وكذلك تعلمنا من مكارم اخلاق الرسول عدم نقض العهود والمواعيد وكذلك اجمل وارقى ما علمنا ديننا بحق الالتزام بالمواعيد وهي الالتزام بمواعيد الصلاة والتي تجعل المرء يرتاح نفسيا وروحانيا وتنتظم حياته وتكون صلة قوية بين العبد وربه .
فالانسان عديم الضمير هو من يجعلنا نتمزق ونحن ننتظره وهو لا يحضر فكم من انسان مات وهو مازال ينتظر وكم من وليد اختنق في بطن امه وهو ينتظر شخصا ما ليولد امه وكم من ارواح احترقت انتظارا لذلك اقبح انسان هو من حرق سنوات عمرنا ونحن ننتظر واحيانا جعلنا نموت احياء ونحن ننتظر شيئا لا ياتي او شيئا قريبا للسراب وهذا كله سيعود له بقانون الدوران في الحياة وهو كما تدين تدان وهذا قانون الهي او قانون الكارما الذي يكون قريبا لذلك ايضا ،علما انه ليس كل انسان يستحق منا ان نجعله يتمزق بالانتظار فعلم النفس الاسود والذكاء والدهاء العاطفي الذي علمنا اياه المتخصصين في علم النفس والتنمية البشرية وفنون العلاقات هي ان نعطي موعدا ونخلفه او نجعل انسان يحترق انتظارا وهذا كله لا نستخدمه الا مع من يتجاهلنا ويدمي قلوبنا ويتلذذ بألامنا هذا فقط يستحق منا تركه يغلي او تحت تأثير المخدرات المدمرة التي تدعى الانتظار .
وانا وكتجربة شخصية من نوع الشخصيات التي اذا قالت فعلت فاذا اعطيت كلمة لشخص ما اظل احارب من ان اجل ان اكملها في الوقت المحدد وان كان ليس باستطاعتي فعلها فأقول وابلغ المقابل منذ البداية لأن هذا واجبي والحياة ديون لكنني في المقابل وقعت مرارا مع هذا النوع البارد المدمر الذي يعطي وعودا ويؤجلها او يؤخرها .
نصيحتنا في اخر المقال هي ان نحترم بعض ونساعد بعض ونلتزم بالعهود والوعود كي يكون المجتمع متماسك تسوده الثقة والامان والطمئنينة والله الموفق.

شاهد أيضاً

خواطر أغاني الأسواني

خواطر أغاني الأسواني الشريف_أحمدعبدالدايم عادي تهجر أو تسافر يالا ادخل في القاموس في قلوبنا يواد …

حلوة عن احلى فواكه

حلوة عن احلى فواكه خواطر أغاني الأسواني الشريف_أحمدعبدالدايم وحلوة عن احلى فواكه زينة عن فل …