أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على الكثير من الظواهر والأمور الأليمة التي تخص النظرة الخاطئة من الكثيرين
للمراقد المقدسة وللطقوس الحسينية والدينية المهمة وسنوضح بعض الحقائق وان شاء الله نكون صائبين ومحقين
فيما نطرح ،
هناك امر كنا دوما نغض الطرف عنه الا وهو الأضرحة والرموز الوهمية التي توضع تحت عنوان ولافتة واسم وهي في الحقيقة لا وجود وما هو إلا لعبة سياسية لإلهاء الناس عن الصحوة والمطالبه بحقوقهم والثورة على الفاسدين والسارقين و هو تجهيل ممنهج هدفة ان يظل الناس في ظلمة الجهل ويظل الفاسدون على جشعهم وطمعهم وتوسعة نفوذهم الظالم ،كنا سابقا نرى الكثير من الناس من يشد قطعة قماش خضراء على أبواب أو شبابيك الأئمة كنوع من الإيحاء بوجود شدة او مشكلة وينتظرون من الإمام وبما له من جاه و منزلة عند الله ان تحل بإذنه تعالى وكلنا يعرف طبيعة النفس البشرية التي تخاف المجهول وتتشبث بأي شئ من اجل الشعور بالراحة النفسية حتى وان كانت مؤقتة وهذا ان كان لا ينفع فهو لا يضر ،لكن نجد بالجانب الاخير من ينتقد ويقول لا يوجد بين الإنسان وربه وسيط وهذا الكلام ايضا متشدد جدا وخاطئ لأن اغلب من يقول ذلك هم من المسلمين ويحجون ويزورون نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويدعون بما يحبون هناك لما للرسول من منزلة عند الله عز وجل !!!!اليس ال البيت عليهم السلام من نسل الرسول والمقربين الى قلبه واوصى بهم كثيرا واضرحتهم مكان طاهر ومهيئ للدعوات وعبادة الله !!!!لا نقول سوى الله يهديهم .
و الاضرحة الحقيقية كلها معروفة وواضحة للجميع ،اما الأن كل كم خطوة نجد شجرة وعليها قطع قماش متسخة بحجة ان هنا سيد او علوية تعطي المراد واحيانا نجد قطعة قرب عمود كهرباء مكتوب عليها مثلا مربط فرس الحمزة او هنا وقف الامام الفلاني و هنا مدفون فلان او فلانة ونجد الناس بلا وعي ترتاد المكان وتزوره وتضع قطع الأقمشة عليه وفي الحقيقة النسل العلوي الحقيقي وجميع ال البيت عليهم السلام براء من هكذا افعال فكأنهم نسوا ان الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ضرب بالطائف على وجهه وتهم بالكذب والسحر من اجل ان يصحي الناس من ظلمة الجهل وعبادة الأصنام ،وان دماء الحسين عليه السلام بذلت من اجل ان يظل ديننا الاسلامي الحنيف قويا وموجودا رغم أنف الحاقدين ومن أجل القضاء على الجهل ،
لكن أيضا نجد في الجانب الآخر الكثير من الناس ترمي الطعام الذي يوزع في محرم الحرام بحجة إنه ليس لوجه الله ،
وهذا الأمر مضحك جدا فكلنا مسلمين ونعرف إن الأطعمة تقدم كلها لوجه الله لكن ثوابها هو للإمام الحسين عليه السلام ،اليس كلنا يعلم ان هناك اضاحي تذبح لوجه الله لكن ثوابها للأموات ،ان الذبائح كلها تذبح على الطريقة الأسلامية ويذكر عليها اسم الله لكن ثوابها للحسين عليه السلام فأي عقول منغلقة هذه ،نحن نرى ان هؤلاء الناس مثيرين للشفقة لأن تفكيرهم غير منطقي وهم جهلة ويدعون العلم ولديهم شعور الفوقية تجاه غيرهم وهم في الحقيقة لا شئ ، لكم الحياة ترينا دوما عجائب وغرائب البشر .
وأنا وكتجربة شخصية عندي ذكرى أليمة جدا لأني سمعت الكثير من الناس من دول الجوار مثلا من يقول أنتم من قتل الحسين عليه السلام اي اهل العراق والآن تبكوه وهناك من هم في العراق ويتهمون أهل الكوفة وأهل كربلاء بقتله بعدما يرونهم يبكونه دما ،اصبت بالصاعقة والألم عندما سمعت ذلك لأول مرة لأننا لسنا من أتباع مذهب الإمام علي عليه السلام العاديين فنحن من الموالين الصادقين الذين يعلنون الحداد ويطبخون الطعام ويحزنون ويتألمون على واقعة الطف في محرم الحرام لكنني كنت طفلة لا أعلم بماذا اجب ولم افهم ذلك لكن الكلمات كانت كسكاكين تمزقني حتى كبرت وفهمت معنى الكلام السام الذي كان يقوله ثلة من الحاقدين للإنتقاص من عشقنا الإسطوري للإمام الحسين عليه السلام الذي مهما زاد يظل دون قدره فهو يستحق كل الحب منا لأنه انسان إحترم شرف الكلمة ،أن أهل العراق وأهل الكوفة التي كانت مركز الحكم آنذاك بعثوا برسائل للإمام الحسين عليه السلام يؤكدون له انهم سيقفون جنبه ويساندونه بالمعركة ،وكان الامام عليه السلام عازما على المجئ والقتال تلبية لتعليمات الهية قبل تلك الرسائل الا ان يزيد لعنة الله عليه كان حاكما دكتاتورا فهدد الجميع بالقتل وقطع الرأس بعد ان يعذبهم ،ووضع عقوبات شديدة مثل التمثيل بالجسد بعد القتل أو تعذيب أسرهم وتهجير عوائلهم أو إيذاء اطفالهم او اغتصاب نساؤهم ان وقفوا جنب الامام الحسين عليه السلام فتخاذل الكثير منهم وخاف وانسحب عندما قامت المعركة وهذا لا يعني اطلاقا انهم قتلوا الامام الحسين عليه السلام فالأنظمة الدكتاتورية في كل العام نهجها الدم والقتل والتهديد لأنها انظمة جبانة والمتخاذلين والجبناء والمنافقين كذلك موجودين في كل زمان ومكان لذلك هذا لا يعني إطلاقا انهم قتلوا إمامهم، فمن الظلم ان يتهم انسان قضى عمره بعشق الامام الحسين عليه السلام بأنه قتله او اجداده قتلوه فأي قلوب متسخة واي ضمائر ميتة تتهمنا هكذا تهمة رغم اننا من العائلات المسالمة التي تمارس طقوسها الحسينية دون الإساء لأحد وتحترم معتقدات ومبادئ غيرها المعتدلة والحقانية وتعرف جيدا ان حريتها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ،
ومن الجدير بالذكر ان كل الأنظمة الدكتاتورية في العالم تكره الإمام علي عليه السلام لأنه انسان صاحب حق وقوي وشجاع ولا يخاف بالحق لومة لائم لذلك انتقل الحقد الازلي من قبل الحكام الدكتاتورية على اولاده من بعده الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام والامام العباس عليه السلام اذ ان الامام الحسين عليه السلام قال ليزيد لعنة الله عليه على ما تقاتلونني …فأجابه ما نقاتلك الا بغضا لأبيك الامام علي عليه السلام ،لكن للأسف هناك من يرفض ان نلعن يزيد لعنه الله!!!فأي نطفة نتنة هذا النوع من الناس واي بيئة وضيعة ومنحلة التي تربى بها !!! افلا يسأل نفسه أين يزيد لعنه الله الان ؟!!!انه في مزبلة التأريخ ولا يعرف له مكان واي منزلة للحسين عليه السلام دنيا وآخرة .

نصيحتنا في آخر المقال ان يكون كل صانع محتوى او انسان مثقف وقارئ ان ينوع في ثقافته فمثلا اذا قرأ كتاب ابن تيمية الذي يذكر انجازات الصحابة يقرأ ايضا نهج البلاغة وغيرها من الكتب التي توثق انجازات ال البيت عليهم السلام ليكون قارئ حقاني ومثقف حقيقي ولايبخس حق احد عندما يروي رواية او يتحدث للناس ،
اما نصيحتنا للجيل الحالي الا يلح بجملة نحن لم نكن مع الأئمة في زمانهم لذلك ان كل ما نسمع مشكوك فيه لأنهم بهذا يكونوا جهلة لأن واقعة الطف مثلا لا يختلف اثنان على وقوعها وحجم الظلم الذي وقع على الحسين عليه السلام وال بيته عليهم السلام بالإضافة الى ان هناك ناس موثوقين ومتدينين وحياديين ويستحرمون ويخافون الله نقلوا الروايات الحقيقية بكل صدق ،
نسأل الله الهداية وتنوير الفكر للجميع .

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …