أفكار بصوت مرتفع

زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن موضوع قد لا يراه البعض مهما لكنه ذو أهمية كبيرة في توطيد العلاقات الإنسانية والإجتماعية وتقوية اواصرها بين الناس الا وهو الهدية والهدية ليس شرطا ان تكون باهضة الثمن كي تقرب بين الناس إذ إن هناك هدايا يحتفظ بها الإنسان سنوات طويلة ويعتز بها رغم قيمتها المادية البسيطة لإنها تحمل معنى وفيها ذوق فكم واحد منا ينتمي لجيل الطيبين محتفظ بوردة جففها الزمن داخل دفتر او كتاب وتركت اثرها ورائحتها في صفيحات ذلك الدفتر او الكتاب ،وأحيانا تكون الهدية كلمة او نصيحة او عصارة تجربة او قصة روتها لنا جداتنا ثم رحلن الى جوار ربهن وتركن تلك الذكرى التي لا تنسى تدق في عالم النسيان ،ويقال ان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل الهدية ،وكم من هدية رغم سعرها الرخيص اهديت في مناسبة تخص صديق او شخص عزيز في ذكرى عيد ميلاده او في نجاحه قربت بين الصديقين وظلت ذكرى عالقة في القلب والهدية حتى وان كانت بسيطة إلا إنها دليل كرم الإنسان ووعيه وحبه للمقابل وعينه المليانة ،وهذا لا يعني ان الحب والصداقة يكونا مشروطان بالهدية ،هناك مثل انجليزي يقول (الحب الذي يتغذى بالهدايا يبقى جائعا على الدوام ).

وهناك معتقد اثبت صحته عبر الحقب والسنين وهو عندما نفرح إنسان بهدية ما سوف يخبئ لنا البارئ فرحة كبيرة وستفاجئنا الأقدار بعطايا وهدايا الهية جمة ،بل حتى الطفل حديث الولادة عندما نهديه هدية ما سيكافأنا الله عز وجل فيما بعد لأن للطفل ملائكة تبلغه بأن فلان جاء لك بهدية وسيفرح وهو طفل برئ وتدعو لنا الملائكة بالخير الكثير والبركة في الرزق وقضاء الحوائج ،لذلك البخل بالهدية مع المقربين او الأصدقاء او الناس عموما سيجعل العلاقات متصدعة ومترهلة ويباعد بين الناس شيئا فشيئا فإن كان وضع الإنسان المادي ضعيفا فيجب ان يذكر المقابل بكلمة طيبة او إهداء ما يرسل له بشكل خاص يفرحه ويجعل الغبطة تصيبه لأن هناك من تذكره وبادر بذلك الإهداء ،وكذلك من أجمل الهدايا هي الهدية التي نهديها لإنسان ونحن نعرف إنه محتاج اليها او يبحث عنها ،بل هناك من الشباب ليس لديه ما يقدمه لعروسته فيكون مهرها شيئا بسيطا مع القرآن الكريم ويكون زواجا موفقا بإذن الله تعالى .
لكن للأسف هناك مرض إجتماعي فتاك يأكل العلاقات ويدمرها وهو من لم يتذكرني لا اتذكره ومن لم يهاديني لا اهاديه ومن لم يزورني لا ازوره وهذا قد يكون صحيحا تحت شروط ومن حق اي انسان يعشق كرامته ان يفكر بهكذا امور لكن ليست بهذه الصورة البشعة فأحيانا المقابل ينسى او ينشغل او قد يكون غير قادر على رد الهدية لذلك يجب ان نسامحه الا اذا تكررت مرارا فوجب الإنسحاب بكل هدوء وبدون نقاشات عقيمة او تذكير المقابل بالعطاء ،ومن الخطأ ان يعطي الإنسان وينتظر الرد فالرد وكما اشرت هو العطاء الالهي من الله الرزاق الكريم .

شاهد أيضاً

استعدادات محافظة الإسماعيلية لاستقبال موسم الصيف هذا العام 2025

كتب: أحمد نجاح البعلي في إطار استعدادات محافظة الإسماعيلية لاستقبال موسم الصيف لهذا العام قامت …