أخبار عاجلة

أفكار بصوت مرتفع

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع تحدثنا به ونال إستحسان الكثير من الناس سواء أكان من الزملاء الإعلاميين او من فطاحل الناس المتخصصة في مجالات كثيرة او حتى المراهقين الا وهو موضوع الشخصيات الدينية او بالأحرى ليست الدينية فقط بل وحتى التأريخية بمعنى اصح لأنها شخصيات غيرت التأريخ وبذلت دماءها من أجل الدين والناس ومن أجل شرف الكلمة وسررنا بالعدد المهول من المراهقين الذين لم ينالوا معرفة ودراسة عميقة او معلومات صحيحة تجاه هذه الشخصيات الا وهي شخصيات آل البيت عليهم السلام العظيمة والعظمة لله عز وجل إنهم إطلعوا على المقالات وزاد خزين معلوماتهم ،وذهلنا عندما سمعنا ان هناك من يسأل عن بعض المعلومات التي تخص آل البيت عليهم السلام لأنه بحسب وجهة نظرنا تلك المعلومات المفروض تكون روتينية والجميع يعرفها ولا داعي للتوضيح ،لكن للأسف سألنا عن امور بسيطة جدا وإكتشفنا إن عدد لا يستهان به من الناس من مختلف الفئات والأعمار لا يعرفونها إطلاقا للأسف ،لذلك إرتأينا ان نوضح بعض الأمور بحيادية مطلقة وكما أجمع عليها كل الناس وموجودة وموثقة بكتب دينية متفق عليها من الجميع ،
سنوضح بعض المعلومات عن شخصية مهمة وعظيمة وراقية دينيا وتأريخيا ال وهي شخصية الإمام علي عليه السلام ذلك الإنسان الورع الذي ظلم عندما كان حيا وحتى بعد وفاته ونقلت معلومات كثيرة مغلوطة عنه مثلا قيل إن والده أبو طالب كان مشرك فأسلم لكن هذه معلومة مؤلمة جدا لأن لا الإمام علي ولا أي فرد من أفراد عائلته سجدوا لصنم قط وحاشاهم من تلك التهمة الباطلة ،وكذلك نشرت صورة رمادية لشخص يعاني من إختلال الغدد النخامية ومشوه الوجه تقريبا وموجودة الصورة على الكوكل ومكتوب عليها هذا وجه الإمام علي عليه السلام الحقيقي وهذه الشئ محزن جدا لأن الصورة الصحيحة هي الصورة المنتشرة والمعروفة لإن هذه الصور وكما ذكر في كتب الغرب إن رساما من غير المسلمين رسمها منذ ذلك الوقت وهي الأقرب الى وجهه وكانت في البداية رمادية واضيفت لها الألوان عبر التأريخ والكل يعرف إن الإمام علي إبن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتربى في بيته واخذ الكثير من ملامحه النورانية ويقال إن وجهه كالبدر مضئ لانه كان دائم الوضوء والصلاة .
وذكر الكثيرون ان الإمام علي كان قصيرا والأصح إنه في ذلك الزمان كان أولاد الأمام علي عليه واغلب الرجال يمتازون بقامة طويلة لدرجة إن أرجلهم تلامس الأرض عندما يمتطون الفرس لكن الأمام علي عليه السلام كان أقصر بقليل منهم وهذه لايعني إنه كان قصيرا ،وكذلك هناك صفات كني بها الإمام علي عليه السلام وهي (الأنزع البطين )وهناك من فسرها بصورة خاطئة جدا عندما قيل معناها انه ضخم وكبير البطن والتفسير الصحيح إن (الأنزع البطين )معناها إنه أنزع من الشرك والبطين من العلم، فكيف ممكن أن يكون ضخم البطن وهو قليل الطعام كثير العبادة ،والمؤسف جدا إن هناك قامات علمية كبيرة لا تعرف حقيقة هذه الشخصية ومن المسلمين، لكن هناك شخصيات عالمية أجنبية من غير المسلمين درسوا عنه بشكل عميق وصحيح ،ويجدر بنا ذكر قصة الفنان الراحل المبدع فاروق الفيشاوي عندما دعي لمؤتمر في العراق وتحديدا مدينة النجف الأشرف وكان هذا المؤتمر متزامنا مع عيد الغدير وهو عيد يحتفل فيه الناس هناك بذكرى تولي الإمام علي عليه السلام الخلافة وإنتشرت له فيديوات وصور بالدشداشة العربية البسيطة وهو يزور ضريح الإمام علي عليه السلام ويقبله وتدمع عيناه ،والكل يعرف كم الهجوم والإستجواب الذي تعرض له الفنان فاروق الفيشاوي من قبل برامج يقدمها قامات إعلامية كبيرة ولها باع طويل بالعمل التلفزيوني والإذاعي والبعض منهم رحل الى جوار ربه قبل ان تزول الغشاوة عن عينيه وتتضح له الحقائق ويفهمها ، والسؤال المكرر في كل قناة معناه واحد لكن الصيغة تختلف نوعا ما واستضافتهم له تشبه الإستجواب والتحقيق والسؤال هو (الى متى سيستمر استغلال الفنانين ودعوتهم لمناسبات شيعية …ومتى سينتهي المد الإيراني في العالم العربي !!!!!)وهو يجيب في كل مرة إن المؤتمر كان يناقش امورا عامة وعدد كبير من الفنانين كان مرافقا له ولم يتحدث معه أي إنسان بأي أمر ديني وزيارته لضريح الإمام علي عليه السلام كانت بناء على طلبه وإنه زار الكثير من الأماكن بالنجف الأشرف وتجول في الأسواق بدون ضغط من أحد وهذا الكلام كله موثق في البرامج التي أستضافته ،نحن كإعلاميين وهبنا الله ملكة الكتابة وطريقة طرح الرأي بصورة موضوعية وحيادية واجبنا توضيح بعض النقاط أولها إن الفنان الراحل فاروق الفيشاوي سواء أكانت زياته لضريح الإمام علي عليه السلام إنه قرأ عن تلك الشخصية الراقية والعظيمة لأنه كان على مشارف السبعين من عمره آنذاك ولاعجب أن الإنسان تتوسع مداركه ويقرأ ويعرف لذلك عشق الإمام علي عليه السلام من خلال معلومات عرفها او زيارته كانت كسياحة كأي سائح يزور المراقد المقدسة او كان ينتمي لمذهب معين في الحقيقة وسار عشقه معه منذ الصغر أو يعرف الإمام علي كأي إنسان حيادي آخر إنه إنسان ورع وسخي الخلق فأراد زيارته و مهما إختلفت الأسباب ،فيجب الا يسأل إطلاقا لأنه في كل دولة ديمقراطية حرية التنقل وحرية الإنتماء وحرية التوجهات حق من حقوق الإنسان والشئ الآخر والذي يثير الإستغراب وهو لماذا دوما فكرة عشق آل البيت والإحتفال بعيد الغدير يتهم بأنه إيراني
فهل السبب إن ايران ذات اكثرية شيعية ؟ولانريد التحدث بهكذا مصطلحات لأن كلنا أولاد آدم وحواء لكن أحيانا يجبر الكاتب على إستخدام مصطلح ما لتقريب الصورة للقارئ ،إن كان هذا السبب فهذا سبب غير صحيح لإن كل إنسان يعبر عن ذاته في أي مكان في العالم وإذا كان حكومات دول ما متكالبة او غير متفقة فهذا لا يعني إن الشعوب راضية لأن أغلب الشعوب تريد أن تعيش بسلام وكل إنسان يعبر عن ذاته فقط ونوايا البشر لاتعرف و إن كان هناك ولاء لإيران من قبل البعض فسيأتي يوما ما ويدرك هؤلاء إن الحكومات التي تناسب الشعوب جميعا هي الحكومات المسالمة والتي تحترم الإنسان فقط ،
وإذا فهم الناس جميعا شخصية الإمام علي عليه السلام فسيحتفلون كل يوم بتوليه الخلافة وليس فقط في عيد الغدير الأغر ،لأنه حبيب الفقراء والأيتام وعاش حياة الكفاف والرضا والقناعة من أجل المسلمين فهل قتل الإمام علي عليه السلام متظاهرين شباب أبرياء بمقتبل العمر لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم كما فعل ساسة هذا الزمان كما حدث في العراق؟ وهل عين اقرباءه في مناصب عليا دون إستحقاق ودون مؤهلات ؟وهل اشترى بيوت وقصور وشقق ومنتجعات في دول الغرب ليذهب هو اسرته يستجم بها؟وهل صرف مبالغ طائلة على التجميل في ارقى مراكز التجميل في العالم في الوقت الذي يأكل الفقراءوالأطفال من النفايات ؟ وهل عاش هو في قصور عملاقة في الوقت الذي يعيش فيه الناس البسطاء في بيوت تخلو من الحياة الكريمة والعيشة الصحية والسليمة ؟وهل اغتيلت الطفولة في عصره وعمل الأطفال بأبسط المهن وتركوا مدارسهم ؟وهل ركب سيارات فارهة؟وهل كان لديه حراس يحرسونه ؟كل هذه التساؤلات جوابها لا ،يقال إنه كان يوما ما جائعا فقدموا له لبن وإتضح انه لبن قديم فنصحوه ان يحضروا له غيره لكنه رفض وأكل منه لأنه كان زاهدا من الدنيا وهمه هو الناس ومعيشتهم وإزدهار حياتهم ،وإنه قتل وهو غافل ويصلي وبلا حرس يحرسونه ،عكس الساسة في الوقت الحاضر الذين تسير وراءهم قوافل سيارات تحرسهم ،ومع جل احترامي للفنان الرائع المرحوم فاروق الفيشاوي وللشعب المصري الحبيب الراقي الذي نعشقه لأنه يحترم الطاقات وشعب لطيف والتعامل معه شئ اكثر من رائع ونقلنا هذه القصة ليس بقصد الإساءة لدولة او لأحد إنما فقط ضربنا مثال و الأمثال تضرب ولا تقاس وممكن أن يحدث هذا الشئ في أي مكان في العالم او في الوطن العربي ونحن عبرنا عن رأينا والتعبير عن الرأي مقبول في كل دساتير العالم الديمقراطية وتبقى هذه اراء وإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

شاهد أيضاً

حوار حول: “السرقات الأدبية: بين الأمانة الفكرية والإبداع المزعوم: حوار نقدي مع الدكتور السيد إبراهيم والكاتبة روعة محسن الدندن”  

أدارت الحوار: الإعلامية والأديبة السورية روعة محسن الدندن – مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة …