أفخاى فخدة.. حين يتحول المتحدث العسكرى إلى مهرج إعلامى
بقلم/ أيمن بحر
فى عالم السياسة والإعلام، هناك متحدثون رسميون يحاولون أن يبدوا جادّين ورصينين، وهناك آخرون يتحولون إلى ما يشبه نجوم الكوميديا دون قصد. أفخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى واحد من هؤلاء الذين لا يحتاجون إلى مخرج مسرحى لأنه ببساطة يخرج علينا فى كل مرة ليمنحنا عرضاً مجانياً للضحك.
تجده يتحدث عن السلام وهو يقف خلف الدبابات وينشر آيات قرآنية بينما طائراته تُحوِّل السماء إلى جحيم. رجل يجمع بين التناقضات لدرجة تجعلنا نظن أنه مرَّ بدورة تدريبية على يد أعظم مهرجى السيرك السياسى.
والأجمل أن أفخاى فخدة كما اسميه انا يظن نفسه مؤثراً فى الشارع العربى فيبدأ حديثه بعبارة: إخوتى المسلمين ثم ينهيها بصوت يشبه إعلانات مساحيق الغسيل. لا عجب أن البعض يراه مجرد شخصية كرتونية تصلح لأن تكون فى مسلسل ساخر أكثر من منصة عسكرية.
إن أفخاى فخدة لا يمثل إسرائيل بقدر ما يمثل مدرسة جديدة فى الكوميديا السوداء. مدرسة شعارها: اقتُل.. ثم ابتسم أمام الكاميرا وكأن الدم مجرد خلفية حمراء لابتسامته المتصنعة.
باختصار إذا أرادت إسرائيل أن تصدر للعالم وجهاً يثير السخرية أكثر من الخوف فهى لم تختر أفضل من أفخاى فخدة أدرعى ليكون ناطقها الرسمى. رجل يثبت كل يوم أن الهزل أحياناً أبلغ من الجد.