أعظم أسباب النفاق والإنتكاسات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله بأن الإنسان محتاج إلى الرزق الحلال الطيب في هذه الدار، وإلى النعيم المقيم في الآخرة، وهو أحسن نعيم وأعظم النعيم ولا نعيم فوقه، ولا طريق إلى ذلك ولا سبيل إلا بالتقوى، فمن أراد عز الدنيا والرزق الحلال فيها، والنعيم في الآخرة، فعليه بالتقوى، والإنسان محتاج إلى العلم، والبصيرة والهدى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتقوى، كما قال عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ” والفرقان كما قال أهل العلم هو النور الذي يفصل به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال والإجتهاد في طلب العلم.
والتفقه في الدين من جملة التقوى، وبذلك يحصل النور والهدى، وهما الفرقان، فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح ولا يخفى على من تأمل أن الإجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى، وبذلك يحصل النور والهدى وهما الفرقان، وقد ذكرت المصادر الكثير عن الشبكة العنكبوتية الإنترنت، وعن إدمان الشباب والفتيات وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، وليحذر العاقل من تضييع وقته في الألعاب والدردشات التافهة، وليحذر المسلم من السهر فتفوته صلاة الفجر جماعة، فالمؤمن الموفق يسارع في الطاعة، ويغتنم شبابه قبل هرمه، وفراغه قبل شغله، وحياته قبل موته، فلا تلهيه هذه الوسائل عن التقرب إلى ربه بالعبادة، وطلب العلم النافع والأعمال الصالحة، وإتقان الأعمال الدنيوية النافعة لنفسه وأهله ومجتمعه، ومن الآداب الإسلامية.
هو غض البصر عن الحرام، فالجوالات ووسائل التواصل والإعلام مع كونها نعمة عظيمة إلا أنها تشتمل على فتن عظيمة، ومفاسد كثيرة، وفيها دعاة إلى الشهوات والشبهات، فليعتز المسلم بإيمانه، وليكن من الذين وصفهم الله تعالي بقوله ” والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ” واللغو كل ما لا فائدة فيه من قول أو فعل، مثل الأفلام الخليعة، والمسلسلات الفاجرة، والمباريات الملهية، والدردشات التافهة، والمقاطع الخيالية الكاذبة، والألعاب المشتملة على المخالفات الشرعية، التي تتضمن ما يفسد العقيدة والأخلاق والعقول والفطرة، وكما أن من الآداب الإسلامية هو الخوف من الله عند الخلوات، فعند الخلوة بهذه الوسائل يتبين المؤمن القوي صاحب القلب السليم المنيب الذي لا يطمئن إلا بذكر الله، وضعيف الإيمان الذي في قلبه مرض الشهوات.
فالحذر الحذر من ذنوب الخلوات، فإنها أعظم أسباب النفاق والإنتكاسات، ومن وقع في بعض السيئات فليبادر إلى التوبة، والله يحب التوابين، وكما أن من الآداب الإسلامية هو تقوى الله في السر والعلن، والسفر والحضر، ومن إتقى الله كفاه وأسعده، وإذا صلح القلب صلحت الجوارح، فعلى مستخدم هذه الوسائل أن يتقي الله في سمعه وبصره ولسانه ويده، وليتقي الله فيما يقول ويكتب، وليحذر من إيذاء المسلمين بالغيبة أو النميمة أو الكذب، وليحرص على التبين والتثبت في الأخبار كما قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ” وأكثر نقلة الأخبار اليوم ليسوا مؤتمنين، وأغلبهم مجهولون لا يجوز الجزم بأخبارهم التي لا يتواطؤون عليها، وكثيرا ما يكتفون بمصدر واحد غير موثوق.
وقد يزيدون في الخبر الصحيح ما ليس منه، وليحذر العاقل من التصديق بكل ما يراه ويسمعه في الشاشات والإذاعات، فما أكثر الكذب والخداع والتضليل والتهويل في هذا الزمان على المشاهدين والمستمعين، وخصوصا بعد ظهور الذكاء الإصطناعي الذي يستخدمه بعض الناس في الشر والتدليس، ومن علامات الساعة هو إنتشار الكذب، وتصديق الكاذب، والله المستعان، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفّق وليّ أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، وإرزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 