أعطني

أعطني
زهير كاطع الحسيني
ــــــــــــــــــــــ

أنا أعطيتك َ .. فأعطني
يا وطني
يا نبض ُ شراييني
أنا أعطيتك َ عُمرا ً
أتباهى بهِ
ستون عاماً
تلميذ .. وترميني ؟!
متى تعطيني عُمرا ً
أفاخر بهِ
وأقول أني لم أبقَ
في صَفِ المساكين ؟
متى تعطيني شهادة تخرجي
وتصادِق على دَرجات مَحبتي
ومَشاعري ؟
متى تقرأ لي دواويني ؟
أنا شاعر ٌ لم أهوَ مُعلّقتي
ولم أحفظ سطورَ قصائدي
أنا أحببتك َ أنتَ
ما أحببت بحور الهوى
ولم أحبب يومَ تولّدي
وليلة َ قراني
لم أفرح بميلادي
مثلما كنت ُ فرِحت
بيومِ تجندّي
أنا وعيت ُ عليكَ حربا ً
وموّال َ عَساكر ٍ
وبيانات ٍ على الهوا
وملابساً خاكية ً
ورُتبأً
وشارات ٍ
وأوامراً
أنا أحببتك َ ماء ً
يا وطن البساتين
التي أجدبت ْ
يا وطن الطيورِ
التي ما عادت ْ
وما بَرِحت ْ
إلا وجُرح الحربِ
تعشقه ُ
عشق الرياح ِ للموج ِ
والتسفين ِ
يا وطن الفراتين
ومَن لي بَعدهما
الأرض ُ جرداءُ لولاهما
لا ماء ولا طين
أنا مَنحتك َ كل َّ زوارقي
ولم أبقِ مِجدافاً
ولا بلَماً بين يدي
إلا وسَلامة النهرين
تأويني
أنا ابنك َ البارُ
مِن أقصى شِمالها
خضت ُ الحروبَ
فﻻن ُ شاخ َ بها
يُهددني
وكردمند ُ شرقها
تُراسلني
ودواعش ٌ تلوّح لي غرباً
تشاغلني
وفي الجنوب خليجها
ثلاثة ُ حروب ..
اشتعلت ْ
وما ضاعت ْ هَويتي !
أنا أبنك َ ..
أعطيتك َ ………..
فأعطني