بقلم / نجلاء محجوب
قد يكون هناك استحالة في استمرار الحياة الزوجية ، مما جعل ضرورة على إنهاء العشرة ، ومهما بدت اسباب الانفصال مبررة؛ تظل صادمة ومؤلمة ومحزنة للأبناء، حيث إنهم يرون فيه انهيار بيت كانوا يعيشون فيه عَمْرًا بأكمله.
ولا شك في وجود حزن داخلهم لفقد أحد الأبوين بمغادرته العش الذي كان يجمعهم، ويتعلقون بشدة بمن يعيشون ويتعاطفون معه، ويسيطر عليهم الشعور بالفقد والخوف من أن يعيشوا بمفردهم بلا اب أو أم، وقد يعتقدون أنهم من الأسباب التي أدت إلى هذا الانفصال، لذلك وجدت ضرورة لإيضاح أسباب الانفصال للأبناء، بالإضافة إلى أن البعض يضغط على الأبناء للانحياز إليه دون الطرف الآخر، مما يجعل داخل الابن صراعا، ويبدو صامتًا وحزينًا.
لذلك كان على الأبوين ألا يقحما الأبناء في الصراع المحتدم بينهما، حتي لا تظل هذه الأحداث عالقة في ذاكرتهم، وتؤثر عليهم فيما بعد، وتظهر آثارها السلبية عندما ينغمسون في المجتمع ويبدأون في التعامل بطريقة غير طبيعية، وقد يتسبب ما علق في ذاكرتهم ان تصبح شخصياتهم معقدة وغير مريحة أو تؤذي غيرها، ويفضل أن تحل الأمور بشكل ودي، ولا يجب التشاجر أمامهم، أو إلصاق الصفات السلبية، بل عليهما أن يحققوا شُعُورًا بالأمان لديهم، بالتأكيد لو أنه بإمكانهم التوجه لِأَيّ منهما والحديث معه في أَيَّ وقت دون تدخل الطرف الآخر أو منعهم، أو محاصرتهم بالأسئلة أو تعنيفهم بأي شكل من الأشكال عندما يذكرون الطرف الآخر في حديثهم.
وتقول المحللة النفسية وإخصائية طب الأسرة (بيتريك فايبخ): “تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسمم الأجواء بالمنزل، وأنشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن الانفصال حينها لأن ذلك يهدئ من حدة الحياة”.
فقد يكون الانفصال في بعض الحالات سببًا في استقرار وتحسن نفسية الأبناء، لكن علي الزوجين المنفصلين ان يتعاملا برقي وأخلاق لمصلحة الأبناء؛ حتى لا يكونوا ممزقين بينهما.