أصدق الله يصدقك ويجزيك الخير وماتتمناه

أصدق الله يصدقك ويجزيك الخير وماتتمناه

بقلم: جمال فتح الله زين

 

أحد السيدات الأجانب تحضر إلى مصر لكى تتزوج شاب مصري ، وهى علي غير ملة الإسلام وتقيم معه فى حى شعبى . ومع مرور الوقت قد تعرفت على عادات وتقاليد الزوج وأهلة والجو المحيط بها وسمعت ندا الأذان يتكرر لوجود أكثر من مسجد في محيط منزل الزوج التى تعيش بي ، وتقربت إليه وسألت عن تلك الصوت وتعرفت علي مايقوله ورأت زوجها وأهله يلتزمون بطقوس ثابته بعد كل ندا يسمعونه مما جعلها تتسأل عن ذلك وماهو المفروض لعمله وساعدها الزوج بارك الله فيه .

بأنه التزم بالترجمة والشرح لى أدق التفاصيل التى تراها وتريد معرفتها وما لاتعرفه وقام بتوصيل المعلومه لها ، ولحبها لما تراى وتسمعه من زوجها بدأت تدرس وتقراء وتقارن بين ماهى فى وبين ماتريد الوصول إليه ، وبدأت تذهب مع زوجها وأهله للمسجد وفتح الله عليها ودخلت الإسلام طوعاً وحباً فيما سمعت ورأت ، وأصبحت من رواد المساجد والمحببين لما حولها وإنشرح قلبها لأهل المسجد والمداومه علي دخول المساجد لكى تسعد بنفحت كل مسجد وأهله ، حتى صارت من أهل المنطقة التى تقيم بها في خلال أقل من عام وأصبحت الحاجة ( خديجة مصطفى ) ويلتف حولها أحبابها بالشعور والعاطفة بعيداً عن إختلاف اللغه التى لم تكون لها عائقا للتعامل معهم ، وإنتشر سيراتها بينهم لما تحمله من نقاء وصفاء القلب والنيه لمعاملتهم وكانت ملتزمه بالصيام والتراويح والتهجد أكثر مما كانوا علي الإسلام منذ ولادتهم فصدقت مع الله بالفعل والقول فصدق الله معها فى ماتمنت وتعتبر الجائزة الأولى لها من الله . 

ومع مرور الوقت تم إصيبتها بمرض أجلسها الفراش لمدة لاتقل عن سته شهور من زمن إسلامها الذى لايتعدى العامين ، ومع ذلك إلتزمت بكافة العبادات والشعائر أكثر مما كانت كأنها أحست بقرب اللقاء بالخالق سبحانه وتعالى فكان الله لها نصير وأعانها علي ذلك . 

ومع شدة المرض والتزامها بقول الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، طلبت من زوجها زيارة بيت الله الحرام فما كان من الزوج بارك الله فيه سواء تلبيه النداء وتنفيذ رغباتها لكى تذهب وتؤدى العمرة وشعار الله في بيته الحرام وتشهر إسلامها على يد إمام المسجد المكى بالأرض المقدسة وتعتبر الجائزة الثانية لها من الله ، وتعود إلي مصر ويتوفها الله بعد الزيارة بأربع أيام وتذهب الروح إلي خالقها ، وتنطق بالتلبيه أثناء طلوع الروح الي خالقها سبحان الله العظيم . كأنها كانت زيارة الوداع والتأكيد لما أحبت وسكن القلب لله بنطق لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك لكى تأكد الشهادة والتبراء مما كانت عليه في الجهليه وهنا الجائزة الثالثة لها من الله.

والعجيب إنها مع قصر مدتها بين رواد المساجد وأهل الحى إلا أن خبر الوفاه لها كان لهم مثل الأخت أو البنت لهم ، لصدق نيتها وحسن الخاتمة لها بالموت على الإسلام ، وفي حالة مرضية راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى ، فكان جزاء الله لها في الدنيا تحقيق رغبتها بالوصيه بدفنها بأرض مصر الحبيبه إلى قلبها والتى أسلمت بين أهلها ، وبرغم من وجود العديد من الصعوبات لذلك يتم تخليص كافة الإجراءات من أهلها بالخارج والموافقة على تنفيذ وصيتها وهنا الجائزة الرابعة لها من الله. 

وتذهب للمسجد المحبب إلى قلبها للصلاة الجنازة عليها قبل العصر بمدة وتخرج إلى مثواها الأخير، وعند المقابر ينطق الأذان فتقف سيارة دفن الموته أمام مسجد بطريق المقابر بمسافة قليله . ولايعرف السائق السبب فعندما قاموا بسواله عن سبب وقوف السيارة كان لايوجد رد منه لعدم عطل السيارة ، فتدخل هنا أحد المشيعين للجنازة وقال يمكن ذلك دليل علي رغبتها لدخول المسجد للصلاة ، فما كان إلا كلمه صدق منه لدخولها وتحركوا نحو المسجد فأسرعت بهم وقام المصلين بصلاة العصر والجنازة وخرجت تهرول إلى المقابر لقدوم وقتها الذى كتبه الله لها بعد تحقيق ماكانت تتمناه حتى بعد وفاتها وصعود الروح الي خالقها وهنا الجائزة الخامسة لها من الله.  

وعند فتح المدفن كان أحد المشيعين للجنازة يعد لها المدفن والكل يعلم برائحه المقابر عند فتحها وتجهيزها لقبول الأمانة التى سوف توضع بداخلها للقاء الله ، فما كان من هذا الأخ الفاضل إلا بقول شئ لزوجها بعد إنتهاء الدفن وتشيع الجنازة ، عند الحضور أمس هذا اليوم لأخذ العزاء بمنزل الزوج بإبلاغه بشرة ويشهد الله علي مايقول بأنه بعد دخول الأمانه إلى مثواه الأخير وفك أربطه الكفن تغيرت رائحة القبر إلى مسك التى خرجت من كافنها ، لكى تثبت صدقها مع الله وتضع لنفسها بصمه وذكرى بين أهلها الجدد من أهل الحى بمختلف الطوائف ويجعلهم يترحموا عليها مدى الحياة وهنا الجائزة السادسة . 

صدقت الدعاء واستجاب الله لها وسخر من يدعوا لها من أهل الخير وصدقت فيها من آيات القرآن الكريم : قوله تعالى }لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ{ [الأحزاب:24]، و ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾: (المائدة: 119). تشرح الآية أن يوم القيامة سيكون يوم جزاء الصادقين في أعمالهم وصدقهم في الدنيا، حيث ينالون جنات عرضها السماوات والأرض، ورضى الله عنهم ورضاهم عنه، وهو الفوز العظيم .

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة…” [(متفق عليه) وقال القاضي عياض: “قوله صلى الله عليه وسلم:( الإسلام يجبُّ ما قبله، والهجرة تهدم ما قبلها( .

  وهنا مايدل على أن حديث “إن تصدق الله يصدقك” يعني أن الإخلاص والصدق مع الله في النوايا والأعمال هو سبب لنصر الله وتوفيقه وتيسير الأمور لك. فإذا صدقت الله في طلبك، سواء كان ذلك في فعل الخير أو ترك الشر، فسيصدقك الله ويحقق لك ما تتمناه، كما ورد في قصّة الرجل الذي تمنّى أن يموت شهيدًا، فكان أن صدق الله في تمنيّه ، و( يجزيك الخير وماتتمناه) أن النوايا الصافية والصدق والأمنيات الطيبة تُسخر لك الأحداث والأشخاص والظروف لتجلب لك الخير من حيث لا تتوقعه، كما ورد في قوله تعالى: “إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا” وهذا ماينطبق على ( الحاجة خديجة ) رحمه الله عليها .

دعاء حسن الخاتمة

  اللهم إني أسألك حسن الخاتمة ، اللهم ارزقني حسن الخاتمة ، اللهم توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين.

  اللهم اجعل خير عمري آخره ، وخير أيامي يوم ألقاك.

  اللهم إني أسألك أن تجعل موتي راحة من كل هم وغم، وأن تجعل حياتي زيادة في كل خير

شاهد أيضاً

🏆 مدارس المدينة سكولز تهنئ المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة على إنجازه التاريخي بفوزه على المنتخب الفرنسي 🇲🇦

🏆 مدارس المدينة سكولز تهنئ المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة على إنجازه التاريخي …

” أنا وليلى والعشق”

” أنا وليلى والعشق” طارق غريب   (الضوء خافت ، كأنه بقايا حلم. صوت الريح …